المراسل- اكد السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة ان ما يقع في تونس اليوم هو إفرازات ما بعد الثورة فالمطالبات الاجتماعية في أعلى مستوياتها، فبعد الكبت لسنوات طويلة تكلموا بتلقائية وبعنف في كثير من الأحيان. لذلك ترى الآن مسيرات ومظاهرات واجتماعات، وهي إفرازات ما بعد الظلم والكبت وهي تفاعلات تختلف من موقع إلى موقع. وأكد الجبالي في تصريح لموقع "الشروق اونلاين" الجزائري ان الإعلام يقوم بتضخيم ما يقع في تونس وتهويل الأمور وإظهار تونس وكأنها تحترق وشدد في ذات السياق على ان الصورة المنقولة ليست حقيقية وهي مضرة بتونس وبالثورة، وتساهم في الإضرار بالسياحة وبالتجربة الديمقراطية التي يمكن أن تعطي أملا لشعبها وتتيح مجالات الاستثمار. وأكد الجبالي انه خارجيا يصعب التكلم عن تآمر أو إفساد للمناخ التونسي أو الوضع الداخلي، لم أر ولم ألمس تآمرا خارجيا ضدنا لأن مصلحتنا مصلحتهم، والتقاء المصير والمصالح يجعل إخواننا لا يكنون سوى الخير لتونس، مصلحتهم مرتبطة باستقرار تونس حتى أوروبا وأمريكا ليس لها مصلحة في زعزعة الوضع في بلادنا. وقال الجبالي ان هناك من يريد الردة والرجوع الى الوراء الى حكم الفساد، و الاحتفاظ بالمصالح الاقتصادية والفئوية، هم لا تهمهم تونس بل يمكن ان يغيروا شعاراتهم، يريدون فقط الحفاظ على النفوذ والمصالح، وهنالك خصومة إيديولوجية ناتجة عن فقدهم الثقة والأمل في البروز عن طريق الديمقراطية والصندوق، لذلك يراهنون على سياسة الأرض المحروقة. وقال الجبالي انه من احد الفنون الخبيثة للمناوئين للثورة تأزمي الوضع إلى درجة أن الشعب يصبح يقول ''كنا لاباس في وقت بن علي''، صحيح لم تكن هناك حريات سابقا لكن على الأقل كان يوجد أمن. صحيح فيه مظالم لكن لا يوجد انفلات أمني مثلما يحصل اليوم.. هذا الذي يريده أعداء الثورة . واعتبر الجبالي ان الذين يمارسون العنف ليسوا بسلفيين ولكن دعاة غلو،لان السلف هم السلف الصالح هم من أهل السنة، أما هؤلاء فأصحاب غلو تجدهم في اليمين وفي اليسار. ونفي الجبالي أن تكون النهضة هي السبب في ظهور واستقراء التيار السلفي، متى حدث هذا هم كانوا موجودين في زمان بن علي، لما منعت حركة النهضة وكان الفراغ مهولا في الساحة. وأكد الجبالي ان نظام بن علي هو من جاء بالسلفيين لضرب النهضة حيث ان الدعاية الخارجية والقنوات توفرت وكذلك التربة كانت خصبة من المظالم. ووجدوا ضالتهم اليوم لأن هنالك حرية رأي وتنقل، هناك وفود من الخارج تأتي للتدريس والخطابة بالمئات هذه الظروف أوجدتهم وليس حركة النهضة، لأن النهضة مستقرة في تونس منذ عقود لكن هذه الأفكار بعيدة عن المجتمع، حتى اللباس والشكل والخطاب مغاير للمجتمع التونسي، هذه الأنماط غريبة على الشعب التونسي ولا يجب فرضها عليه بالإكراه. وقال الجبالي ان السلفيين يسعون لتطبيق الشريعة بالعنف والقوة حتى في حركة النهضة، هناك من يسعى وينادي بتطبيق الشريعة لكن ليس بالقوة. هل تطبق الشريعة بالقوة؟ الشريعة هي شرعة الله. هم لم يروا سوى قطع اليد بينما الشريعة هي العدل والقسطاس والوسطية. واكد الجبالي عن استعداد الحكومة للاستفادة من التجربة الجزائرية في محاربة العنف والتطرف اكبر الاستفادة قائلا: " لا نريد أن نخسر الوقت في التعامل مع العنف، لن نضيع ستة سنوات سدى، من يخرق القوانين ويحرض على العنف أو يلجأ إلى العنف نقول له لا و نطبق عليه القانون بصرامة".