-وصف الرئيس التونسي الدكتور محمد منصف المرزوقي تجربة الائتلاف الثلاثي الحاكم الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية ب"الناجحة" لأنها تجربة جمعت "بين مكونين علماني معتدل وإسلامي معتدل" فيما تجمع أحزاب المعارضة التونسية على أن "الائتلاف الحاكم هش" و"فشل" في تقديم حلول عملية لمشاغل التونسيين ما أجج حركات الاحتجاج والسخط السياسي والشعبي. وقال المرزوقي الذي كان يتحدث خلال لقائه بالجالية التونسية المقيمة في لندن ليلة الأحد إن تونس "تعد مختبرا حقيقيا لتجربة الانتقال الديمقراطي السلمي والتعايش بين الأطراف السياسية على أساس الائتلاف والتوافق". وأرجع المرزوقي "نجاح تجربة الائتلاف الحاكم" إلى "الجمع بين مكونين علماني معتدل وإسلامي معتدل" في إشارة لا تخفي "التودد" لحركة النهضة من أجل "كسب رضاها" بوصفها "حركة إسلامية معتدلة" تختلف عن الحركات الإسلامية المتشددة التي أفتى أمراؤها ب"كفر" المرزوقي. و رأى المرزوقي أن "تجربة الائتلاف متواصلة وستنجح و أن سر نجاحها هو فهمها لحقيقة التركيبة المجتمعية للشخصية التونسية التي تؤمن بالحريات الفردية والعامة والمتمسكة في الوقت ذاته بجذورها وبثوابت هويتها العربية الإسلامية". وأضاف المرزوقي أن اختيار تجربة الائتلاف في تونس "يعبر عن رغبة في الخروج بمعادلة تؤسس لحكم يجمع الكل على الثوابت التي هي محل توافق كالحريات العامة والفردية واحترام الذات والخصوصية الثقافية والقيمية والتوفيق بين المكونين العلماني والإسلامي" مؤكدا أن التونسيين لن يسمحوا بتطرف من الجهتين سواء أكان علمانيا أو إسلاميا". ودعا المرزوقي إلى "ضرورة الإسراع في تجاوز المرحلة الانتقالية وانجاز الانتخابات مع بداية الصائفة القادمة" مشددا على ضرورة الابتعاد عن ما اسماها "معارك الايدولوجيا ودولة المحاصصة والحزب الواحد" في إشارة تغمز إلى نزعة حركة النهضة لاحتكار الحياة السياسية وصمتها عن تنامي سطوة الجماعات السلفية. وبدأ المرزوقى الأحد زيارة إلى المملكة المتحدة تستمر ثلاثة أيام على اثر قرار المعهد الملكى للشؤون الدولية منحه جائزة "شاثام هاوس" لهذا العام. وكان رئيس المعهد روبن نايبلت قد أعلن في تصريح صحفي انه تم اختيار منصف المرزوقى وراشد الغنوشى لهذه الجائزة لدورهما الايجابي في مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس.