المراسل -منتصر-عكس كلّ التوقّعات والتصريحات الأخيرة، بلغنا من مصدر موثوق أن مجلس الشورى لحركة النهضة المجتمع اليوم الأحد 22 جويلية قد أصدر توصية سريّة بالسماح للتجمعييّن الذين تحمّلوا مسؤوليّات في العهد السابق بالترشّح للانتخابات القادمة. هذه التوصية تأتي بعد فشل الجهاز الإعلامي لحركة النهضة في تشويه الحزب الجديد للباجي قائد السبسي واعلان هذا الأخير على انضمام عشرات الآلاف من المنخرطين للحزب بعد أيّام معدودة من فتح باب التسجيل الالكتروني. السماح للتجمعييّن الذين تحمّلوا مسؤوليّات في العهد السابق بالترشّح للانتخابات القادمة سيمكّن النهضة من ضرب عصفورين بحجرة واحدة. فمن جهة، السماح للأحزاب التجمعيّة كحزب المبادرة لكمال مرجان أو الوطن لمحمّد جغام بتقديم قائمات حزبيّة، سيحرم حركة نداء تونس ولو جزئيّا من سلاح إنتخابي خطير وهو الماكينة الانتخابيّة للتجمّع المنحلّ خاصة في جهة الساحل الّتي حلّ فيها حزب المبادرة ثانيا بعد حركة النهضة. ومن جهة ثانية، عدم اقصاء المسؤولين التجمعّيين، سيفتح شاهية هؤلاء للعمل السياسي من جديد ويشجّعهم للانضمام امّا لحركة النهضة (كردّ جميل واللحاق بآلاف التجمعيين الذين " قلبوا الفيسة " ويعملون في الخفاء لصالح الحزب الحاكم الجديد) أو لحركة نداء تونس وهنا يسهل تسويق تهمة "عودة التجمّع من الشبّاك" التي تريد حركة النهضة الصاقها بحزب الباجي للتقليص من خطر نجاحه في الانتخابات القادمة. لكن هذا المخطّط السرّي لحركة النهضة قد يكلّفها خسارة حليفها الاستراتيجي حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة (أو ما تبقّى منه) إلى الأبد. حيث تصرّ قيادات حزب المؤتمر على منع كلّ المسؤولين التجمعيين من العمل السياسي رغم أنّ المرزوقي نفسه قام بتعيين الشاذلي العيّاري (تجمّعي، مناشد سابق وومؤلّف كتاب حول انجازات بن علي في عهد التغيير) على رأس البنك المركزي. كيف ستكون نهاية مسلسل اقصاء/استقطاب التجمعيين وهل ستدعم النهضة في المستقبل شخص كمال مرجان كمرشّح للرئاسة لقطع الطريق أمام حزب الباجي الذي تطغى على هيئته التأسيسيّة وجوه يساريّة عرفت بمعادتها الإيديولجيّة للتيّارات الإسلاميّة ؟ هل ستحرم حركة النهضة حركة نداء تونس من استغلال الماكينة الإنتخابيّة التجمعيّة ؟ ماهو الدور الذي يلعبه الشيخ عبد الفتّاح مورو العائد حديثا لحركة النهضة والصديق الشخصي لكمال مرجان في تشكيل المشهد السياسي القادم ؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيّام القادمة...