خلف راوول كاسترو الاحد شقيقه فيدل بعد اختياره كما كان متوقعا في سن السادسة والسبعين رئيسا لكوبا من قبل الجمعية الجديدة لولاية من خمس سنوات بعد نصف القرن من الحكم الاحادي في الجزيرة الشيوعية. وقال الرئيس الجديد لكوبا في خطاب بعد انتخابه "اني اتولى المسؤولية التي كلفت بها مع اقتناعي ان (..) القائد الاعلى للثورة الكوبية واحد وهو فيدل (..) فيدل الفريد من نوعه". وسارع الى "الطلب" من الجمعية السماح له ب "استشارة" شقيقه "حول القرارات التي ترتدي اهمية خاصة لمستقبل الامة ولا سيما تلك المرتبطة بالدفاع والسياسة الخارجية والتنمية الاقتصادية للبلاد". وقد عرض الاقتراح على التصويت فورا واقر بالاجماع وبرفع الايدي وسط التصفيق. واعلن رئيس البرلمان ريكادرو الاركاون كذلك تعيين المسؤول الثاني في النظام خوسيه رامون ماتشادو وهو شخصية كبيرة في "الحرس القديم" في منصب "النائب الاول للرئيس". ويعتبر خوسيه رامون ماتشادو (78 عاما) من المتشددين وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوبي (الحزب الواحد) وطبيب وكان من بين الثوار في سييرا مايسترا (1956-1958) وهو من "قادة الثورة" القلائل الذين لا يزالون على قيد الحياة. ويعتبر تعيينه في حين كان كارلوس لاخي (56 عاما) مرشحا لهذا المنصب ضربة قاسية "للجيل الصاعد" ومؤشرا الى تشكيك "الحرس القديم" بالتغييرات المنتظرة من قبل الكوبيين والمجتمع الدولي. وعين الجنرال خوليو كساس وزيرا للدفاع خلفا لراوول كاسترو وهو ذراعه اليمنى. وكان راوول كاسترو الذي يشغل منصب وزير الدفاع منذ انتصار الثورة العام 1959 يتولى قيادة البلاد بالوكالة منذ العملية الجراحية الخطرة التي خضع لها شقيقه فيدل في تموز/يوليو 2006 اثر نزيف في الامعاء. ويعتبر راول رجل الاستمرارية وهو من انصار سياسة "الخطوة الخطوة" لمعالجة المشاكل الكثيرة التي يرثها من ادارة شقيقه والتي تثير استياء السكان بشكل متزايد. واعلن راوول كاسترو رفع بعض "القيود" المفروضة على الاقتصاد من دون ان يحددها ومراجعة قيمة البيزو بشكل "حذر". وتنتظر الدولة الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة من راوول كاسترو ان يعطي طابعا ديموقراطيا للنظام بدءا بالافراج عن نحو 240 معتقلا سياسيا. وقال مسؤول دائرة اميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الاميركية توم شانون لوكالة فرانس برس ان تعيين راوول كاسترو ينطوي على "احتمال حصول تغيير" في كوبا. ودعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعدما تحدثت عن "ارث خمسة عقود من التسلط" هافانا الى "بدء عملية التغيير الديموقراطي السلمي" وهي تصريحات وصفها راوول كاسترو بانها "مهينة وتدخل من الامبراطورية (الولاياتالمتحدة) وبعض المقربين منها". وراوول كاسترو المعروف بحسه البرغماتي وقدرته الكبيرة على التنظيم تعهد ب "تغييرات هيكلية" لكن في اطار "الاشتراكية" ل "تحصين" الاقتصاد الذي تخنقه البيروقراطية المفرطة والحصار الاميركي الصارم. وقال "نحن ندرك الجهود الضخمة" المطلوبة مشددا على انه "مستعد للاستماع الى اراء الجميع". وراوول كاسترو قصير القامة وله شاربان رفيعان ولا يتمتع بحضور كبير لا بل يتوخى السرية وكانت له اليد الطولى على صعيد الشرطة السياسية النافذة في النظام. لكنه لا يمتلك الكاريسما التي كانت تميز شقيقه المعروف بانه خطيب مفوه. وكان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز اول من هنأ راوول كاسترو تلاه الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون في وقت تستعد فيه مكسيكو وهافانا لتطبيع العلاقات بينهما بعد فترة توتر في عهد الرئيس المكسيكي فيسينتي فوكس (200-2006). واعربت الجالية الكوبية في المنفى في ميامي عن خيبة املها من اختيار راوول كاسترو.