وسط هتافات "يحيا فيدل! يحيا راوول!" تسلم نحو اربعة الاف طبيب كوبي واجنبي شهاداتهم ليشكلوا فرقة جديدة من "القمصان البيضاء" ستنضم الى الجيش الذي يتناوب للسهر على صحة الفقراء في بلدان اميركا اللاتينية. وبعد اتمام ست سنوات من الدراسات المجانية في كلية الطب الاميركية اللاتينية في ضاحية هافانا، شارك 1593 شابا قادمون من 25 بلدا معظمهم من فنزويلا ودول المنطقة وبعضهم من افريقيا، في حفل اقامه معهد طبي الثلاثاء في العاصمة وحضره 2314 من رفاقهم الكوبيين. وجرى الحفل برعاية وزير الصحة خوسيه رامون بالاغير وخوسيه رامون ماتشادو، اثنان من الاعضاء "التاريخيين" في القيادة العليا للحزب الشيوعي الكوبي. وحين طمأن بالاغير الحضور الى وضع الرئيس الذي يتعافى من عملية جراحية اجريت له في الامعاء مؤكدا انه "بالرغم من انه في نقاهة، فهو هنا بيننا" هتف الالاف "يحيا فيدل" و"يحيا راوول" شقيقه الذي اوكل اليه مهامه قبل الخضوع للجراحة. وبالاغير البالغ من العمر 74 عاما هو احد المسؤولين الستة الذين عينهم فيدل كاسترو لمساعدة شقيقه راوول الذي عينه كاسترو رئيسا للدولة بالوكالة في اول تفويض مماثل يقوم به منذ توليه السلطة عام 1959. وصعد طبيب شاب فوضه رفاقه التكلم باسمهم الى المنصة فاقسم الولاء ل"القائد العام الخالد" فيدل كاسترو و"لمبادئ فيدل وراوول"، واعدا بان يكونوا جميعا في هذه الدفعة الجديدة من الاطباء "ثوارا جديرين" يكافحون "النزعة التجارية" في الطب و"الامبريالية الجبانة". واعلنت الطبيبة المتخرجة ايميه كاسانويفا الكوبية الشابة البالغة من العمر 23 عاما متحدثة "هذا الجيش جاهز والثورة هي التي ستوجه خطانا المقبلة". واوضح بالاغير ان كوبا تسجل احدى اعلى نسب الاطباء في العالم حيث وصل عدد الاطباء فيها الى نحو 71 الفا من اصل عدد اجمالي للسكان قدره 11 مليون نسمة، ويعمل اكثر من ثلاثين الفا منهم في 68 دولة من اميركا اللاتينية وافريقيا. وقال "ان هذا الجيش من الرجال والنساء الذي يتحلى باحساس متجذر بالتضامن، جاهز للتدخل في حالات طارئة مثل الزلازل والاعاصير والفيضانات في اي دولة تحتاج الى ذلك". وقدمت مارلين غيرا من ماراكايبو في فنزويلا لترى ابنها راوول البالغ من العمر 22 عاما يتلقى شهادته وهتفت المرأة المناصرة بشدة للرئيس هوغو شافيز "يحيا شافيز! يحيا فيدل!" رافعة يديها في شارة النصر. وكان حفل تخرج الدفعة السابقة من طلاب كلية الطب الاميركية اللاتينية التي اسسها فيدل كاسترو عام 1999 لتكون مفخرة للنظام، جرى العام الماضي برئاسة كاسترو وهوغو شافيز، صديقه و"ابنه الروحي" في اميركا اللاتينية. وروى ادوين منديز (29 عاما) القادم من غواتيمالا، السنوات الست التي امضاها في كوبا وقال "اشتقت كثيرا الى عائلتي، واجهت مصاعب، لكنني اشعر بالامتنان لكوبا. في غواتيمالا هناك الكثير من الفقراء المحرومين من الخدمات الطبية الاساسية، وثمة اطباء كثيرون لا يريدون القيام بهذا العمل". والى توفير التعليم الجامعي المجاني لاعداد من الاطباء الاجانب، اطلقت كوبا وفنزويلا منذ العام 2004 خطة اطلق عليها اسم "الخطة المعجزة"، تهدف الى توفير العلاج الطبي للعيون مجانا وقد استفاد منها حتى الان نحو 280 الف شخص من اميركا اللاتينية والكاريبي.