بعد قرابة الخمسة أشهر من الاعتقال والظلم، أطلق سراح الشاب الديمقراطي التقدمي محمد ياسين الجلاصي . ياسين أو مهدي كما يناديه رفاقه و أحبائه كان قد اختطف من منزله أواخر سبتمبر 2007 قبل أن توجه له تهم الإرهاب التي ثبت زيفها وبطلانها . ويكشف ياسين في حوار خص به" pdpأنفو " عن تفاصيل اعتقاله وما تعرض له من عنف وتعذيب في مخافر" الأمن ". Pdp*أنفو :لو تحدثنا بالتفصيل عن عملية الاعتقال اللا قانونية التي تعرضت لها وأنت في بيتك؟ *ياسين: الحادثة تمت يوم الأربعاء الموافق ل 26 سبتمبر 2007 على الساعة 8.30 صباحا،إذ حضر عونا أمن الى البيت وقاما باصطحابي الى مصلحة أمن الدولة متعللين برغبتهم في طرح بعض الأسئلة في مدة وجيزة لا تتجاوز النصف ساعة أعود بعدها الى المنزل . والغريب انهما لم يبرزا لي أية وثيقة تثبت الجهة التي ينتميان إليها . وهو خرق قانوني فاضح و واضح.قالا أنهما سيصطحبانني إلى منطقة الأمن ببن عروس فإذا بهما ينقلانني مباشرة إلى مصلحة أمن الدولة وسط العاصمة وهناك بدأ طرح الأسئلة لكن بعنف شديد وترهيب. عائلتي حاولت البحث عني في مختلف مراكز الأمن وفي مقر وزارة الداخلية دون جدوى ودون الحصول على أدنى معلومة ولكم أن تتصوروا معاناة والديّ وإخوتي وهم يبحثون عني دون أدنى إشارة لى المكان الذي اعتقلت فيه ولقد تواصلت هذه الحالة 8 أيام متتالية قبل أن يعلم بعض الأعوان عائلتي بمثولي أمام قاضي التحقيق . Pdpأنفو : محاميك تحدث عن ظروف اعتقال سيئة للغاية وانتهاكات من قبل الأعوان .هل هذا صحيح؟ *ياسين: نعم للأسف. فقد قضيت 8 أيام في زنزانة انفرادية في مصلحة أمن الدولة تعرضت فيها إلى صنوف من الاعتداءات كالضرب والصفع والعف اللفظي .و ضروب أخرى من الاعتداءات أستحي من ذكرها . باختصار استجوابهم لا يخضع إلى ضوابط قانونية أو أخلاقية، يريدون الحصول على معلومة فحسب حتى و إن كانت لا تمت إلى الواقع بصلة، حتى وان اضطروا إلى انتزاع اعترافات بالقوة تكون مجانبة للحقيقة. وتحد التهديد والعنف أجبروني على التوقيع على محضر لم أتمكن حتى من قراءته. Pdpأنفو : الكل يعلم أن التهم التي وجهت إلى ياسين الجلاصي لها خلفية سياسية واضحة أي في علاقة بنشاطك النضالي صلب الحزب الديمقراطي التقدمي . هل أثر الاعتقال على ما تتبناه من أفكار تقدمية وما كرست له وقتك وجهدك لتناضل من أجله؟ *ياسين: أنا متأكد أن المستهدف في هذه الواقعة ليس ياسين الجلاصي لشخصه وانما عموم الشباب الديمقراطي التقدمي والحزب من ورائهم.غاية الحكم ضرب عزيمة الشباب وترهيبه ليبتعد عن ساحات النضال والاهتمام بالشأن العام . لاحظوا الدور الذي قمت به إعلاميا و سياسيا وميدانيا خلال فترة إضراب الجوع الذي خاضته كل من الامينة العامة للحزب والاخ نجيب الشابي مرشح الحزب لاستحقاق 2009 الانتخابي.فحاولوا استهدافي لثنيي عما أقوم به. و الأكيد أن النضال له ضريبته، فالحرية التي نطمح إليها والديمقراطية التي ننشدها تتطلب جهودا وتضحيات من الجميع المهم أن تكون قضايانا العادلة ووطننا نصب أعيننا. Pdpأنفو : من المؤكد أنك سمعت عن لجان المساندة التي تشكلت للدعوة إلى رفع المظلمة عنك بالإضافة إلى دور "التقدمي " في التعريف بقضيتك في كل المحافل الوطنية .كيف تقبلت ما بذل من مجهودان لفائدتك؟ *ياسين: كانت تصلني باستمرار أخبار نضالات الرفاق والإخوة داخل الحزب وخارجه للدفاع عن حقي في الحرية .كل ما لقيته من مساندة ودعم يثبت أنني لست بمفردي وان عائلتي لن تعاني بمفردها . فالدور المحوري الذي قام به الحزب ولجنة المساندة الوطنية وعلى رأسها السيد المناضل خميس الشماري وبقية المناضلين كان سببا مباشرا في إطلاق سراحي .ثم إن العائلة حدثتني عن الدعم المعنوي والمادي الذي لقيته من الحزب الديمقراطي التقدمي أثناء فترة اعتقالي.لا يسعني إلا أن أشكر كل من ساند ودعم في تلك الظروف الصعبة وأحييهم على الشجاعة وروح النضال التي تميزوا بها. أرجو كذلك أن يكون إطلاق سراحي مقدمة لإطلاق سراح رفيقنا وحيد براهمي وكل المساجين السياسيين في تونس.إذ أنه من غير المعقول اليوم في تونس أن يسجن مواطن لمجرد أفكاره وانتمائه السياسي . حاوره: إسماعيل دبارة