لا أدري من أي طينة جبل منها التونسي حتى تراه أقل اعتناء بقضاياه القومية و الإسلامية من غيره من أبناء الأمة و تراه إن حوجج و اشتد عليه خناق الإشارة بالإصبع يتكئ على عصا موسى التي يفضلها كثيرا و تعفيه من مسؤولياته : إنه الظرف الأمني.. و لكن هل الظرف الأمني مهما كان خانقا ، و الواقع السياسي مهما كان مترديا يعفيك من أخذ موقف ..مجرد موقف ..لا غير في هذه القضية أو تلك. أم أن استقالتك أيها التونسي من الفعل لسنوات عدة لنقل من أوائل التسعينات إلى الآن و رحيل المؤسسات الجادة التي كانت تتصدر فعلك من مثل الحركة الإسلامية و الموت السريري الذي يمر به الاتحاد العام التونسي للشغل و حل الاتحاد العام التونسي للطلبة وراء هذا البرود كيف أنت إذا و قد حوربت في الحليب ..و لم تغضب ..في الغاز .. و لم تغضب في إشهار " سيف الكاباس " أمام مستقبلك و دخولك أو دخول ابنك سوق الشغل ... و لم تغضب ... و أخيرا اعتدي على نبيك و لم تغضب ...بالله عليك اخبرني متى تغضب ، أتعلم من هو نبيك ؟ إنه روحك التي تحيا بها و تمشي بها بين الناس .. إنه هويتك التي تتميز بها عن الآخرين .. إنه الرجل الفقير .. الأمي الذي صنع لك حضارة .. أتعلم أمك مدين له بالنصرة. أليس محمد نبيك و رسولك ؟ أليس هو مفخرتك بين العالمين ؟ أليس محمد رحمة للعالمين ؟ و عليه فأنت ملزم شرعا بإبداء رأيك و الرفض و الغضب بما استطعت و من المكان الذي أنت فيه و بالآلية التي تراها مجدية ما دامت هذه القضية قضية شخصية بالنسبة لك ، و في هذا الإطار فإننا نقترح أن نعمم هذا البيان بيننا بل و أن ألتزم مثلا بترجمته إلى اللغة التي أجيدها و إرساله إلى أهلي و أصدقائي أينما كانوا و إلى ألف موقع إلكتروني لصحيفة أو شخصية أو مؤسسة أو هيئة أو وزارة أو ناد رياضي أو أو .. و أن أساهم في في جمع التواقيع للمقاطعين و الطلب من الشخصيات البارزة من شتى الفئات و الهيئات و الأحزاب بأن ينظموا للمقاطعة التامة و أن لا يخشوا في الله لومة لائم في ذكر أسمائهم فمن الشرف أن تؤذى في رسول الله و لو مرة في حياتك. انظر كيف يؤذى هو في الدانمرك و لم تغضب .. ألا تستحي أخرجوا هؤلاء الكبار كي يتخذوا موقفا أخرجوا أساتذتكم في الجامعة ، أقاربكم الذين لهم مشاريع مع شركات دانمركية صديقك الذي يستورد منتجات دانمركية زوجتك التي تصر على اقتناء منتجات دانمركية والدك الذي يبيع المشروبات الغازية على الشاطئ للسائحين الدانمركيين أخرج نفسك و التزم بنص هذا الالتزام التالي و إن اعتذر الدانمركيون و اعتبره ساري المفعول مع باقي الدول التي تساند الدانمرك في غيّها و لتعلم الدانمرك حكومة و شعبا بأننا سنقاطعها و إن اعتذرت. التزام مقاطعة إنني الممضي أسفله المواطن التونسي فريد خدومة ألزم نفسي و زوجتي و أولادي و من هم في كفالتي ( والدتي ، والدي ، إخوتي ) وأحث أصدقائي و تلامذتي و عمالي بأن أقاطع المنتجات الدانمركية دون تصنيف و ألا أتعامل مع أي دانمركي و إن اعتذر الدانمركيون و ألا أسافر إلى الدانمرك و ألا أدرس فيها و ألا أشارك في أي دورة تكوينية يساهم فيها دانمركيون و ألا أتعامل مع أي سائح دانمركي .. و ألتزم بأن أترجم هذا الالتزام و البيان المصاحب له و عريضة المقاطعة و أن أعممها على التلامذة و الطلبة و الأساتذة و أن ألزم نفسي بإرسالها عبر البريد الإلكتروني إلى عدد محدد من المواقع يوميا و لمدة طويلة و أن أتابع الحملة و أعتبرها شأنا خاصا بي.