شباب تونس كان دوما مفخرة الشعب والأمة يتميز بثقافته الشاملة والمتنوعة. وهو شباب يعتز بعروبته وإسلامه في وطنه تونس ذات العراقة التاريخية والحضارية. فبقدر ما يتمسك بثوابته لا يجد أي حرج في مسايرة المتغيرات انه مثال للوسطية والاعتدال. كما أنه شباب في عمومه ولكنه – في نفس الوقت – شباب يلبي نداء الواجب حينما يجد الجد وتلمّ بالوطن والأمة أي ملمة فنراه أول المستجيبين لنداء المقاومة والممانعة كيف لا وقد ورث هذه الخصال الخالدة عن أبائه وأجداده لما سارعوا إلى نجدة عرب فلسطين في نكبة 1948 فاستشهد منه من استشهد وعاش منهم عاش... هكذا كان دأب التونسيين والتونسيات على الأيام بلا منّ ولا تبجح ولا ادعاء إذ يعتقد التونسي أن الدفاع عن الوطن والأمة وقيمهما واجب مقدس لا يرجى من ورائه جزاء ولا شكور ! ولقد وهب الله تونس رياضيين ممتازين خطّوا صفحات مشرقة شهد فيها لهم القريب والبعيد بدماثة الأخلاق وعلو الكعب في الميدان وشدة التعلق بالوطن. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر البطل الأولمبي محمد القمودي وعبد المجيد الشتالي وكافة فريق الأرجنتين لكرة القدم ولا سيما الصادق ساسي (عتوقة) وطارق والعقربي وتميم الخ... وصولا اليوم إلى جوهرة متألقة ولاعب ممتاز اسمه ياسين الشيخاوي... هو أحد شباب تونس المعروف بدماثة أخلاقه ومحافظته على أداء واجباته الدينية بعيدا عن الرياء والمزايدة. خطف الأضواء في الآونة الأخيرة بمناسبة كأس إفريقيا للأمم بتكامل هذه الشخصية الرياضية بدنيا وفنيا وحضورا ذهنيا لافتا فبشر بميلاد لاعب معجزة إذا ما وجد الظرف الملائم لمزيد العناية وتفجير طاقاته. وهو ما أدركته الفرق الأوروبية فسارعت بانتدابه وما إن بدأ يقتحم ميادين الاحتراف الأوروبي والعالمي حتى صدفته تلك الحملة المسيئة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان جوابه متزنا رفض فيه هذه الحملة المغرضة وتخلص فيه بذكاء من سؤال طرحه عليه أحد الصحفيين: "هل تعتبر أنه من الصحيح أن يقتل صاحب الرسوم الساخرة من الرسول محمد؟" فأجاب ياسين: "لا أريد أن أقول إذا كان قتل الفنان صحيحا أم لا، فهذا شأن خاص بالله وحده" فأعطى ياسين صورة مشرفة عن الإسلام تبعده عن الصورة المشوهة التي كرسها بعض المتطرفين حينما نصبوا أنفسهم رجال كنيسة -اكليروس- يعاقبون البشر على ضمائرهم ومعتقداتهم نيابة عن الله. وبالرغم من هذا الجواب البرهان فان النفوس الشريرة قتلة الأنبياء والرضع والشيوخ شوهت الإجابة وأخرجتها في لبوس من يشرع قتل الرسامين المرضى المتحاملين على الرسول (ص) والمسلمين والأديان كافة... وبالرغم من كل هذه الأباطيل والحيل الشيطانية للإيقاع بياسين الشيخاوي وغيره من الرياضيين والفنانين العرب فان الحق حق والباطل باطل وستمر هذه الزوبعة ولن تضر بأصحاب الحق. وبهذه المناسبة فإنه لا يسع المرء إلا أن يشد على أيدي كل من تعرض لحملة دعائية مغرضة تونسيا كان أم عربيا في هذا الزمن الرديء... إن ياسين الشيخاوي شاب جسد نموذجا وخير مثال للرياضي التونسي والشاب التونسي وأكاد أجزم أن الغالبية العظمى من هذا الشباب تحافظ على أداء واجباتها الدينية وتحمل في قلبها بوصلة الدين الحنيف وتواكب العصر ملبسا وثقافة شغلها الشاغل خدمة وطنها وأمتها والقضايا الإنسانية العادلة... ونحن إذ نحي هذا اللاعب المتألق والمثال والقدوة للشباب في العمل والإبداع والوطنية فإننا ندعو لمزيد العناية بهذا الشاب الواعد وأمثاله ومحاورتهم ومساعدتهم حتى يشقوا طريقهم بثبات... وبمناسبة سنة الحوار مع الشباب يعد ياسين البشيخاوي خير مثال وقدوة بل ورمزا لبقية الشباب التونسي...