: سؤال طرحته على نفسي كما أطرحه على القارئ : لماذا تخاف بعض حكوماتنا العربية من مدون أو صحفي أو كاتب ليس له من زاد الا قلم وحاسوب ربما لايكون ملكا شخصيا وانما يكون على ملك مقهى عمومي ؟! تابعت على مدار أسبوع كامل أخبار المدونين في منطقتنا العربية , ففوجئت بحجب موقع عربي للتدوين بجمهورية اليمن العربية , والذي مالبث أن رفع الحظر عنه بعد حوالي أسبوع أو أكثر من انطلاق حركة احتجاجية مضادة على الشبكة العنكبوتية ... وبعد أن رفع الحظر عن هذا الموقع التدويني في جمهورية اليمن وقع غلق أغلب محاضن التدوين ومواقعها على الواب في جمهورية سوريا العربية ... وقبل أسابيع قليلة عرفت المملكة المغربية اعتقالا للشاب المغربي فؤاد المرتضى والذي حاول المزاح على موقع الفايسبوك الأمريكي الشهير عبر تقمصه لاسم مستعار حمل صفة الأمير مولاي الرشيد... الشاب المغربي والمهندس المتخصص في البرمجة الاعلامية شملته ارادة العفو الملكي قبل أيام بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليسدل الستار على مزحة خطيرة كادت أن تضع صاحبها لفترة طويلة وراء القضبان ! في المملكة العربية السعودية يقبع الى حد هذه الساعة المدون السعودي فؤاد الفرحان وراء القضبان بعد أن نشر موضوعات على مدونته تطالب باطلاق سراح بعض الوجوه المحسوبة على التيار الاصلاحي ... المدون السعودي والموجود بالمعتقل منذ فترة تزيد عن الثلاثة اشهر يتلقى نداءات المطالبة باطلاق سراحه من ابنته الصغيرة عبر موقع اليوتوب العالمي المشهور في شكل مقاطع فيديو مصورة ولكن دون جواب يذكر أو احساس بالام زوجته وطفليه الذان وضعا تحت وطأة الفاجعة ... وبالعودة الى بلاد المغرب العربي فان السلطات الموريتانية قامت باعتقال الزميل محمد سالم العامل بجريدة السراج وشبكة منصات قبل حوالي الأسبوع ... ولقد تكرمت بقراءة اخر نص للزميل والمدون سالم قبل الاعتقال فلم ألحظ مطلقا أي داع لمثل هذا السلوك المثير للحيرة في بلد تقول كل التقارير بأنه يبحث عن نفسه ديمقراطيا وسط منطقة قاحلة وجدباء في موضوعات الدمقرطة والاصلاح السياسي ... في تونس الخضراء أو المحروسة يستمر والى حد هذا اليوم اعتقال الزميل الصحفي سليم بوخذير بعد أن ضاقت السلطات ذرعا بكتاباته في موضوعات ذات علاقة بالشأن السياسي أو بعض مواقع الجاه والنفوذ , وهو ماجعله لايتوانى على اثر طرده من وظيفته بجريدة الشروق التونسية عن متابعة ملفات يعتقد كثيرون بأنها تستحق المراجعة واعادة الترتيب في ظل ماترفعه السلطة من شعارات دولة القانون والمؤسسات ... الزميل بوخذير يستحق اليوم حركة تضامنية واسعة من جمهور المدونين عبر العالم لأنه عشق التدوين وناضل من أجل الكلمة الحرة وترك ورائه طفلا صغيرا وزوجة مكلومة لجراح زوجها القابع وراء قضبان سجن مدينة صفاقس ... نقابة الصحفيين التونسيين تبدو مقصرة كل التقصير بل متخاذلة في حق زميل لايمكن أن نتركه لظروف سجنية قاسية لاتليق بادمية الادمي حتى ولو قالت السلطات بأنه يشاهد من زنزانته شاشة التلفزيون ! زملاء المهنة عبر العالم ومراسلون بلا حدود وقناة العربية وصحيفة القدس العربي وصحيفة وطن الأمريكية وصحيفة المصريون وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ومنظمة حرية وانصاف عليهم واجب أخلاقي عظيم تجاه قضية الزميل سليم بوخذير اذ أن نشاطه الاعلامي أو الحقوقي أو السياسي مع هذه الهيئات والمؤسسات يحتم اليوم رد الجميل عبر ممارسة ضغط عالمي يعجل بفك قيود أسره ... ولاننس أيضا قضية عشرات أو مئات الأقلام التونسية المتواجدة بالمنفى نتاج وضع سياسي واعلامي تونسي غير طبيعي أخجل من الكتابة عنه مجددا في معرض الحديث عن واقع التدوين والكتابة وحرية الاعلام في ربوع هذا الوطن العربي ... ولايبرر شيوع مثل هذه الممارسات المتنافية مع حرية الاعلام والابداع والتعبير في اكثر من بلد عربي استمرار هذه الظواهر الكئيبة في ربوع منطقتنا , بل ينبغي التفكير عمليا في تقوية هياكل حماية أصحاب المهنة مثلما هو الشأن مع قطاع المحاماة والمحامين الذي يبدو أنه افتك مساحة من الحصانة الدولية التي تحسب لها السلطات ألف حساب . عموما لابد أن نفكر سويا كمدونين تونسيين في انشاء رابطة أو هيكل نقابي يحمي الجسم التدويني التونسي على الصعيد الدولي , وهو ماأراه مهمة عاجلة وضرورية لابد ان تجعل من أولوياتها اطلاق سراح الزميل بوخذير ومنع تجدد مأساة الصحفيين والمدونين في ربوع بلدنا ومنطقتنا , كما أرى أنه من الضروري العمل على الصعيد التونسي والمغاربي من أجل افتكاك مساحة حقيقة ومعتبرة للاعلام الحر والبديل كخطوة هامة وحتمية على طريق الاصلاح السياسي والحقوقي الشامل ... وعودة الى السؤال الذي انطلقت منه في التعبير عن أوضاع المدونين والصحفيين والكتاب العرب , فان الجواب يكون في تقديري رهين مدى ثقة الرسمية العربية في منجزاتها و وهو مايجعلها تنوأ بنفسها عن مسالك الحجب والحظر والاعتقال كسلوكيات لاتليق بمجتمع رسمي عربي يوضع اليوم تحت المجهر في الشرق والغرب نتيجة تعطل مسار الاصلاح وتخلف قاطرة التحديث السياسي والاعلامي ... كتبه مرسل الكسيبي بتاريخ 2 أفريل 2008 للتفاعل مع الكاتب : [email protected] المدونة http://morsel-reporteur.maktoobblog.com