دعت أحزاب سياسية تونسية السلطة العمومية إلى الإفراج الفوري عن كل المعتقلين على خلفية «الأحداث المؤلمة» التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي بجهة قفصة (550 كلم جنوب العاصمة). ودعت تلك الأحزاب «الحكومة وكافة فئات المجموعة الوطنية للقيام بكل المبادرات التضامنية العاجلة لمؤازرة أهالي هذه الجهة المنكوبة وتخصيص الاعتمادات اللازمة للخروج بهذه المنطقة من المأزق التنموي الذي تردّت فيه، وبأهاليها من حالة اليأس التي صاروا إليها». وعبر الحزب الديمقراطي التقدمي عن «عميق انشغاله للتطورات المأساوية والعنيفة التي اتخذها مجرى الأحداث في الحوض المنجمي. ودان الحزب بشدة التجاء السلطة العمومية إلى العنف لمواجهة حق مواطني هذه الجهة المحرومة، في الشغل والعيش الكريم. وأكد الحزب في بيان وزع الأربعاء وحصلت «العرب» على نسخة منه، على خطورة «التطورات التي تشهدها منطقة الحوض المنجمي بمحافظة قفصة والتي اكتست أبعادا دراماتيكية تمثلت في إقدام عائلة بأسرها على محاولة الانتحار، بعد 3 أشهر من الاحتجاج المتواصل ضدّ البطالة المستشرية.. أفضت إلى مواجهات عنيفة بين السلطة الجهوية والأهالي وإلى سقوط عدد من الجرحى وإيقاف عشرات المواطنين من بينهم 4 من رموز الحركة الاحتجاجية وقادتها». وعلمت «العرب» من شهود عيان في محافظة قفصة أن عدد الموقوفين بلغ خلال الأيام الأخيرة حوالي 100 معتقل، من بينهم مجموعة من قيادات الاتحاد المحلي للشغل. وجاءت هذه الاعتقالات إثر تصاعد التوتر بالحوض حيث داهمت قوات الأمن وفرق أمنية مختصة ومدعومة بفرق «الأنياب» (الكلاب البوليسية) تم استقدامها من مختلف جهات الجمهورية.. داهمت عددا من منازل جهة المتلوي وقامت بحملة اعتقالات في صفوف أبناء الجهة. وأكد هؤلاء الشهود ل «العرب» -الذي انتقل لمواكبة التطورات على عين المكان- أن أعدادا كبيرة من عناصر الأمن المدججين بخراطيم المياه والكلاب البوليسية تقوم بترويع المواطنين في كامل معتمديات المحافظة، وهو ما حوّل منطقة الحوض المنجمي إلى منطقة أمنية معزولة بالكامل لا يدخلها غير سكانها. ويعود تصاعد الأحداث الأخيرة إلى الإضراب العام الذي شل يوم 8 أبريل الجاري مختلف مناحي الحياة بالجهة وشاركت فيه نقابات الأساتذة والمعلمين والصحة والقيمين وانضم إليهم التجار وأصحاب المخابز. ولقيت تحركات المضربين من مختلف القطاعات النقابية تضامنا واسعا من المواطنين. وأسفر هجوم قوات الأمن في أم العرائس (إحدى معتمديات الحوض المنجمي) عن إصابة 9 أشخاص من عرش (أولاد المبروكي) أصيبوا جميعا بأضرار بالغة وصفها أحد الأطباء الذين باشروا حالتهم بأنها خطرة وامتنع المتضررون عن مغادرة المستشفى إلى أن يتم تسليمهم شهادات طبية تثبت درجة الضرر الذي تعرضوا له.