شهدت الجامعة التونسية منذ بداية السنة الجامعية الحالية2007/2008 ظرفية استثنائية لم تعهدها في السنوات الماضية فقد تم تعميم نظام التعليم "إمد" على اغلب المؤسسات الجامعية دون مراعاة الجوانب السلبية في تطبيقه ودون إشراك النقابات سواء نقابة التعليم العالي أو الاتحاد العام لطلبة تونس ورغم النداءات المتكررة للحوار والنقاش حول هذا البرنامج لكن تمسك الوزارة بموقفها الرافض لفكرة الحوار وفكرة المشاركة في صنع القرار داخل الجامعة حال دون ذلك وتزامنت هذه الظرفية إلى جانب تراكم عديد المشاكل في الوسط الجامعي من الظروف الاجتماعية السيئة التي أصبح يعاني منها اغلب الطلاب أو أزمة التشغيل المتراكمة التي أصبحت الهم الأكبر لكل طالب ، مع الأزمة التي يعيشها الاتحاد العام لطلبة تونس منذ سنوات وقد شهدت الجامعة هذه السنة إجراء العديد من الانتخابات القاعدية التي وصلت حسب البيان الأخير للمكتب التنفيذي للاتحاد إلى 44 جزء جامعي استعدادا لانجاز المؤتمر الموحد للمنظمة الطلابية التي عانت طيلة السنوات الفارطة من عديد التجاذبات والخلافات بين المكونات الطلابية الشيء الذي حال دون أن يكون للاتحاد دور فعال في الحياة الجامعية ومنعه من أن يحتل مكانته الطبيعية في طليعة الحركة الديمقراطية والتقدمية وتأتي الخطوات العملية التي يسير عليها المؤتمر الموحد بعد مجهودات كبيرة ومبادرات كثيرة لعديد المناضلين الصادقين من قدماء الاتحاد وأصدقائه وكذلك للدور الكبير الذي لعبته بعض التيارات السياسية من خلال تمسكهم بضرورة انجاز المؤتمر الموحد وبقناعتهم بأهمية توحيد المنظمة الطلابية كخطوة أولى لبناء حركة طلابية مناضلة قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها في ظل الهجمة القوية والمستمرة لرأس المال على كل المكتسبات الاجتماعية وتنامي بعض الظواهر في الجامعة والمجتمع مثل عودة الأفكار الرجعية للجامعة نتيجة الفراغ الكبير الذي تركه الاتحاد العام لطلبة تونس بعدم تأطيره للطلاب وعدم قيامه بدوره على أكمل وجه سواء بسبب المحاصرة الدائمة وعن طريق مجالس التأديب الصورية وتبقي المنظمة رهينة لحسابات سياسية بعيدة كل البعد عن مصلحة الطلاب وبالتالي فان أهمية انجاز المؤتمر الموحد تكمن في اعتبار الاتحاد العام لطلبة تونس هو الواجهة الوحيدة القادرة على مواجهة التحديات الراهنة وان الإسراع بانجازه ماهو إلا خطوة أولى تليها عديد الخطوات الأخرى للنهوض بالاتحاد العام لطلبة تونس ليمسك بزمام المبادرة وليستطيع فرض استقلاليته وليستعيد جماهيريته حتى يكون المؤطر الفعلي للشباب الطالبي وليكون فضائهم الطبيعي للنشاط والتعبير الحر والإبداع ولكي يدرب الشباب على الممارسة الديمقراطية وعلى العمل الجمعياتي المنظم والعقلاني بعيدا عن كل أشكال التطرف والانحراف . إن الاتحاد العام لطلبة تونس وبمناسبة مؤتمره القادم في حاجة ملحة لجميع مناضليه وأصدقائه ولكل القوى الوطنية الصادقة التي تغلب مصلحة الوطن على مصالحها الخاصة والتي تقر أن المنظمة الطلابية هي محرار الحراك السياسي داخل البلاد وهي القلب النابض للحركة الديمقراطية والمزود الرئيسي بالكوادر لمنظمات وأحزاب المجتمع المدني.