[email protected] الأخ الفاضل شكري الحمروني لا أريد في الحقيقة محاورتك وقد أخطأت فتح هذا الباب معك، فقد ظهر لي منك ما لم يكن يخطر لي ببالي أبدا ولم أفكر يوما أن أقرأ لك ما قرأت... لقد افتريت عليّ ياأخي وجرحتني وأوجعتني، والمشتكى إلى الله ... لن أحاورك لأن الحوار أصبج عقيما وشاذا وشابه الافتراء، ولن ينفعني ولن بنفع القراء، ولعله يدخل بي منازل الرياء واللجاج والهوى، والوقت ضيق والأهم ينتظر على الباب والديان لا يموت، وتصوري للعودة ليس كما أردتَ إظهاره وتبشيعه، والجميع يعرفه من تلازم المشروع مع صاحبه، أريد فقط إثبات ما كتبته بخط يدك حتى يبقى ذلك شهادة نلقى بها الله عليها... لقد كتبت أخي الفاضل ما يلي : " حيث ألحقت من وراء حاسوبك غير مأسوف عليهم العائدين بسجلات الأموات. من حسن حظك يا صديقي أن أمهات العائدين لا يقرأن الأنترنت وإلا لدعون عليك بدعاء تنهد له الجبال. فكيف تدعي أن العائدين إليهن بعد طول فراق ليعيدوا إليهن أنفاسهن فبسماتهن ثم سكينتهن،أن هؤلاء قد ماتوا ورجعوا إليهن في صناديق..." " كيف ندعي حب وطن نعتبر أن أبناءه هم أسوأ ما فيه... ولكنك اخترت لهم الموت الزؤام " "كيف يجلس البعض صباح مساء مع مخبري و استعلاميي "الوطن الجديد" (وطن اللجوء) ثم يستهجنون أن يتوجه آخرون إلى إدارة بلدهم وفيها رجال ونساء وطنيون من أبناء جلدتهم..." "كيف نهنئ من حصل على جنسية "الوطن الجديد" وجواز سفره بعد أن قدم له عربون الولاء والموالاة معتبرين ذلك نصرا وفتحا مبينا؟ وفي المقابل نتهم وربما نعزي من استرجع جوازه التونسي..." انتهى النقل لا أطلب منك توضيحا ولا تبيانا، فأنت تعرفني ومارستني والناس يشهدون، ولن أقول كنتُ شريفا وكريما في مقالك الأول ثم أصبحتُ غير ذلك في مقالك الثاني، يبقى القارئ هو الحكم ومقالي مفتوح للجميع والله هو الشاهد والرقيب، ولن أرفع شعار التحدي أن تبحث في مقالي عن كلمة واحدة مما وصفت " صناديق، أبناء الوطن أسوأ ما فيه، موت زؤام... " و لا عن ثقافة الموت التي ذكرتَ، وأنا الذي ذكرتُ في المقال أن العودة حياة وبينت منازلها من كرامة ومسؤولية، ولن أتساءل من الذي أضناه طول السفر كما ذكرتَ، أالعائد أم الباقي والماسك على الجمر؟، ولن أجيبك عن عدم التمييز وعدم الفقه بالرمزية الأدبية ومصطلحاتها السياسية، لن أذكرك بمنهجية المصالحة والعفو والعمل السلمي واعتباري دائما أن الخير في أمة محمد إلى قيام الساعة [الحديث أو المأثور] واسأل الناس والقلم عني، ولن أطلب توضيحا عاجلا عن اتهامات كبيرة لم أفهم هل تعنيني أم تعني غيري... لا لن أبحث عن هذا... كنت أعلم أن السياسة عند البعض تجيز كل شيء وأن "ما كيافال" لم ينس خيمتنا، وكنت أنتظر الكثير ولا أزال، شعاري فيها وزادي الصبر والمبادرة والسعي الدءوب، على حساب الصحة والأهل أحيانا، ومنظومة قيم وأخلاق، والإخلاص من أجل هذا العمل الطيب الذي أشهد الله أني وجهت وجهي من خلاله إلى ملامسة رضاه، عبر إسعاد وطني ماستطعت، لكني لم أكن أنتظر أن تكون الطعنة من أخيك.. قد افتريت علي يا شكري وجرحتني وأوجعتني ولم أشعر في حياتي بمثل ما شعرت به من أوجاع...، ليلة التصق فيها فجرها بعشائها، لم ينقص من كابوسها ويخفف ألمها زيادة على فراق الأهل، إلا ركعتين أسأل الله بهما العون والثبات والصبر... هذا ما كتبته عنك أخي الفاضل في مقالي الأخير ولن أغير منه شيئا : "قرأت مقالك وأشكرك على إهدائه لي شخصيا، وعلى عواطفك النبيلة، وهذا من لطفك وحسن خلقك، والشيء من مأتاه لا يستغرب، وأنا أحترم آرائك ومواقفك، وتعلم أن الكثير يجمعنا، وما يفرقنا إلا القليل، وإن كان في بعض المنازل يصبح جوهريا وأساسيا... كلمات ود وأخوة صادقة إلى أخي شكري وشكرا مجددا على الإهداء." انتهى النقل اسمح لي أخي شكري أن أسحب البساط بعيدا عن السياسوية وأدخل بها منطقة تعرفها أنت وأنا، إننا نؤمن بالله ونؤمن بلقاءه ونؤمن بحسابه... تذهب السياسة ويذهب روادها، يذهب الجميع ولا يبقى إلا ما حصدته أنفسنا، يذهب الكل ويفنى ولا يبقى إلا الله... لقاءنا هناك أخي الفاضل حيث عدالة السماء، وستجدني هناك... نفسي تدعوني أن أشكوك إليه " اللهم إن شكري قد افترى علي وأنت تعلم الحق من الباطل، اللهم إن شكري قد جرحني وأوجعني وقوّلني ما لم أقل وفعّلني ما لم أفعل وأنت أعلم بحالي منه ومني، فإليك المشتكى، إليك المشتكى..." !!! اللهم اغفر لي ولشكري ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا واجمعني وإياه في جوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. ولله الأمر من قبل ومن بعد. والسلام عليكم ملاحظة : من يريد العودة إلى مقالاتي المرجع الفصل فهي بعنوان "إلى اللقاء في تونس" و "شكرا... ولكن من عاد مات" كتب في الخامسة فجرا /