إن الخطاب الانتقادي الاستفزازي العراكي كالخطاب التزويقي التسويقي الدعائي كلاهما مقتل خاصة وأن الرغبة موجودة للمصالحة. فلغة السواد و محاولة العيش على أخطاء الغير من هذا الجانب أو ذاك لن يخدم أحدا ولن يحقق المطلوب وإنما سيعمق الرداءة والخوف وحالة من الريبة وعدم الثقة. المسؤولية مشتركة والحالة التي نحن عليها والوضع الذي نحن فيه ليس قدرا محتوما بل نتيجة إجتهادات وربما أخطاء هنا وهناك والمتضرر الكبير هو الوطن والجيل الجديد . إن جميع الأطراف حصرت نفسها داخل رؤية تكلست وتحجرت والحال أن كل شيء متحرك والدنيا تغيرت وجرى كثير من الماء في النهر, إن تكلس المواقف على الجانبين لن يأتي بخير ! إن بلدنا الحبيب باستطاعته أن يخرج منتصرا لو كسرنا هاته الحلقة المفرغة ويسعى كل طرف إلى تحقيق تقدم يشجع على اصدار قرار سياسي يفرح جميع التونسين : 1)المطلوب من الاسلامين الخروج من ماض ضل يلاحقهم بتأكيد المراجعات والاقناع أكثر بأن قناعاتهم راسخة مبدئية لا تكتيكية بالدولة المدنية والديمقراطية وحماية المكتسبات الوطنية. ثم تفهم الطرف الآخر والضغوط المسلطة عليه داخليا وخارجيا ومحاولة مد مقترحات عملية تعين و تطمئن ولا تعجز أو تؤخر, فالمعرفة والعلم بالواقع الأرضي القطري والاقليمي والدولي ومحاولة المساعدة والنصح والاشتغال على هموم مشتركة سيساعد على بناء مزيدا من التفاهم والثقة. 2)المطلوب من النظام الكف عن الأسلوب الأمني و الاعتقالات لتصفية أي حزب أو حركة لأن ذلك يخلق بؤر توتر وقد يؤدي إلى كوارث لا يمكن تجنبها. إن من يحاول إقناع الأنظمة بعدم ضرورة وجدوى الحوار لأنها الأقوى وأنها مستغنية عنه إنما يصنعون الوهم ويشتغلون على خريطة قديمة لخلفيات ايديولوجية أو مصلحية فدرج بعضهم التهويل والتخويف وخلق مزيدا من التوتر وعدم الثقة والحال أنه من السياسة ترك مجال للتلاقي وإعطاء فرصة للحوار وهو ما لا ترتضيه بعض الأطراف إذ أكاد أزعم أنه لو حصل بشكل مباشر أو بواسطة عقلاء لأصبح الحال غير الحال ,اتصل,تعرف على حقيقة الامور ستجد قربا وتجاوبا ولربما انقلبت العداوة الى ضدها. الوحدة الوطنية وانهاء الصراع الوهمي الايديولجي والسياسي المقيت وتشجيع ارادة الصلح والحوار والتسامح وإصلاح العلاقة بين المجتمع كأفراد وبين الدولة وقوانينها ومؤسساتها هي المدخل السليم للتنمية وللعودة . إنه لو تم حوارا داخليا حقيقيا وتم التوافق فان تنميتنا وتقدمنا سيكون أفضل والبناء الداخلي وتماسكه سيمكن بلدنا من الحوار مع الآخر بشكل أفضل ولابد لنا من تحقيق هاته المعادلة, ليس لنا حكاما ومحكومين إلا رفض كل الخرائط القديمة وتعديل ساعتنا من جديد فهذا الجيل والأجيال القادمة ستسألنا وتسأمنا والتاريخ سيرفضنا ويلفضنا والله سبحانه سيسألنا فليس لنا إلا قرائة ورؤية حقيقة المتغيرات وأن نكون وحدة متصلة متعاونة حرة وفاعلة . هي أمنية قد ترتقي واقعا وفعلا والله الموفق *تونسي بالمهجر محروم من جواز سفره-