أشاد ناشط إسلامي ليبي سابق بزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى ليبيا واعتبرها انجازا سياسيا للقيادة السياسية ممثلة في العقيد معمر القذافي، وللشعب الليبي بشكل عام، لكنه استبعد أن تكون الزيارة مدخلا لعلاقات تحالف قال بأن ليبيا لا تحتاجها في الوقت الراهن. وأشاد العضو السابق للجماعة الليبية المقاتلة نعمان بن عثمان بالدور الذي وصفه ب"غير العادي" لسيف الإسلام في الوصول بالعلاقات الليبية الأميركية إلى هذا المستوى، وقال: "لا شك أن العلاقات بين ليبيا وأميركا تعتبر علاقات مهمة للغاية، وهي علاقات يفترض أن تكون عادية وطبيعية بين أي دولتين لهما مصالح متبادلة، وأعتقد أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وما وصلت إليه العلاقات الليبية الأميركية يعتبر انجازا سياسيا يحسب للعقيد الليبي معمر القذافي، وأيضا لسيف الإسلام الذي لعب دورا غير عادي من وراء الستار لتطبيع العلاقات بين البلدين، وأعتقد أن هذا التطبيع انتصار لليبيين جميعا، ذلك أن ليبيا استطاعت أن تخرج من معارك الثمانينات بأقل الخسائر الممكنة". ونفى بن عثمان أن يكون إقدام ليبيا على تطبيع العلاقات مع أميركا دليل ضعف أو انكسار في الإرادة الليبية، وقال: "ليبيا لم تطبع علاقاتها مع أميركا ولا مع الغرب من موقع الهزيمة أو الانكسار وإنما موقع الاقتدار، وهذا هو ما يفسر إقدام رئيس لوزراء الإيطالي على الاعتذار للشعب الليبي عن سنوات الاستعمار، وهو الذي يفسر المراجعات التي بدأت في قضية المقراحي، وبالتالي فالسياسة الليبية الخارجية التي أدعو أن نقف فيها كليبيين صفا واحدا القيادة الليبية حققت فيها انجازات مهمة، لكن بالنسبة للعلاقات مع أميركا فنحن لا نطلب إلا أن تكون عادية في هذه المرحلة باعتبار أن ميزان القوى لا يسمح بتحولها إلى علاقات تحالف". ولفت عضو الجماعة الإسلامية المقاتلة السابق الانتباه إلى أن أهم دافع لتطبيع العلاقات الليبية الأميركية يتعلق بالشأن الإفريقي ورغبة الولاياتالمتحدة في نقل قوات "الأفريكوم" إلى القارة الإفريقية، وقال: "أميركا تسعى منذ سنوات لنقل مقر الأفريكوم إلى أحد الدول الإفريقية، ولدي معلومات عن أن 17 دولة منها دولتان عربيتان رفضتا الطلب الأميركي، وفي تقديري أنه من غير المتوقع أن تتمكن الإدارة الأميركية في الوقت الحاضر من إقناع ليبيا بضرورة نقل الأفريكوم إلى إفريقيا، ذلك أن ليبيا هي أبعد الدول من أن توافق على هذه الخطوة، إذ أن تأسيس مقر لقوات الأفريكوم سيفرض ترتيبات أمنية وعسكرية وسياسية واقتصادية خطيرة تمس من سيادة الدول الإفريقية نفسها، ولهذا لا أتوقع أن توافق ليبيا على الطلب الأميركي بنقل قوات الأفريكوم إلى أحد الدول الإفريقية بالنظر إلى علاقات ليبيا بمحيطها الإفريقي". وعما إذا كان العقيد القذافي الذي خاض معارك ضارية منذ ثمانينات القرن الماضي مع الإدارة الأميركية سينخرط الآن معها في سياق الحملة الدولية على الإرهاب بما في ذلك تسليم المطلوبين للأميركيين، قال بن عثمان: "لا أعتقد أن ليبيا يمكن أن تقدم على تسليم أي من العناصر الإسلامية إلى أميركا، هذا أمر مستحيل، والدليل على ذلك أن خلافات ليبيا مع أميركا في إفريقيا لا تزال قائمة سواء في الصومال أو في تشاد أو في السودان، أو بالنسبة للطوارق التي لعبت القيادة الليبية دورا بارزا مؤخرا في حل قضاياهم في مالي، وأنا أعتقد أن أمر الطوارق يمثل دعامة أساسية للأمن القومي الليبي بعيدا عن أي مصلحة أميركية في المنطقة".