حذر المشاركون في الندوة التي نظمها الحزب الاجتماعي التحرري يوم الجمعة 19 سبتمبر في تونس العاصمة مما اعتبروه تزايدا لسيطرة التيارات الاسلامية ذات النزعة المتطرفة على القنوات التلفزيونية العربية. وقال منذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري الذي نظم الندوة إن الساحة السياسية في تونس تتجه نحو التيار المحافظ "إلا أن هناك تيارات أخرى تحمل فكرا فاشيا ترفض وجود حزب ليبرالي يعبر عن تطلعاته وأفكاره بكل حرية". وأدار اللقاء المحلل السياسي برهان بسيس إلى جانب الاعلامي أكرم خزام المراسل السابق لقناة الجزيرة. وأكد بسيس "أن الساحة الاعلامية في المنطقة العربية تئن تحت سيطرة التيارات الأصولية بسبب التكلس الذي أصاب المنطقة العربية التي تحتاج إلى إعلام حر لا يخضع لأية قيود". بسيس أشار إلى أنه " لا يمكننا أن نتجاهل اليوم تأثير قناة الجزيرة سلبا أو إيجابا على الحياة الاعلامية في المنطقة العربية" واتهم أكرم خزام الجزيرة بنشر ثقافة التطرف وتمجيدها. وقال إن "القناة تحولت عن أهدافها التي انطلقت من أجلها لأول مرة وهي إعطاء مساحة للرأي الآخر في العالم العربي". "غير أن هدفها ضرب الوعي لدى الناس وكذلك ملكة التفكير والتحليل" حسب قوله. وتساءل "كيف تمنح هذه القناة ثلاثة أرباع مساحة الحوار للأصوليين والبقية للطرف الآخر؟ ". خزام قال إنه غادر الجزيرة لأنه لم يعد لديه مكان هناك، إلا أن ذلك لم يمنعه من مراقبة أداءها ليتأكد من سلامة قراره. خزام قال إن قناة الجزيرة استفادت من عملة صعبة ونادرة في المنطقة العربية وهي "تكميم الأفواه والأمية". وأضاف قائلا "نحن أمام حالة فريدة من نوعها في العالم؛ الجميع جالس أمام تلفازه أمام شاشة الجزيرة في انتظار سقوط الامبريالية". يذكر أن عدد الأميين في المنطقة العربية في تزايد مستمر، إذ حسب تقرير التنمية البشرية الذي أصدره برنامج الأممالمتحدة الإنمائي سنة 2008 فقد بلغ عدد الأميين في المنطقة العربية مائة مليون نسمة فيما كان 70 مليون سنة 2005. وقال الاعلامي طارق الخلفاوي إن مشكلة الجزيرة لا تقتصر عليها بمفردها. وأضاف "المشكلة ليست مشكلة الجزيرة وحدها بل هي مشكلة القنوات المحلية في تونس التي دخلت بدورها في لعبة الدين". وزاد قائلا "إن الجزيرة تأتي في مرتبة متخلفة أمام قنوات تنشر الأمية الدينية وتغذي الطائفية على غرار "الرسالة" و"الهداية" و"إقرأ". أما خميس الخياطي الناقد الاعلامي والمتخصص في القنوات التلفزية العربية فقد أكد أن مثل هذه القنوات الدينية المشهود لها بنشر فتاوي غريبة تحظى بمشاهدة كبيرة في تونس. متعلقاتوطالب العديد من المتدخلين أن تلعب قناة تونس 7 الحكومية دورها في نشر ثقافة التسامح والاعتدال وأن تدافع عن المشروع الحداثي التونسي. أما الاعلامي مختار التليلي فقد دعا التونسيين إلى ترك قناة الجزيرة وشأنها فهي تتحدث عن قضايا لا تهم المغاربيين. وأوضح "ما شأننا بقضايا الخليج ومنطقة الشرق الأوسط". وزعم التليلي أنه من الخطأ إطلاق كلمة إسلاميين أو إسلامويين على المتطرفين لأن ذلك يبعث برسالة خاطئة للمتلقي العادي من ذوي الثقافة المتدنية. وادعى أيضا أنه "علينا أن نسمي الأسماء بمسمياتها علينا أن نطلق على الإسلاميين المتطرفين كلمة الفاشيين لأنهم ببساطة مثل الفاشيين يفكرون مثلهم ويحملون نفس الزي ويدعون أنهم يملكون الحقيقة لوحدهم التي لا يحق لأي كان مناقشتها". التليلي دعا الاعلاميين إلى ضرورة عدم الاستسلام "إلى الفاشية الملتحفة بغطاء الدين".