في ما بدا أنه محاولة لطمأنة النظام المصري، أكدت الجماعة الإسلامية أنها «لا تسعى إلى الوصول إلى كرسي الحكم»، معتبرة أن « لا سبيل لوصول الحركة الإسلامية إلى الحكم لا بالقوة ولا بالديموقراطية (..) وإن وصلت إليه أرغمت على تركه». وحددت الجماعة الإسلامية، في بيان حصلت «الحياة» على نسخة منه، «إطاراً» لعلاقتها مع الدولة يقوم على «التوافق والتعاون والتآزر في القضايا الكلية التي تهم الإسلام»، عارضة «مصالحة تاريخية بين أهل الدين مع أهل الحكم» وذهبت إلى حد ضرورة «التحالف بينهما»، وأقرت بإخفاقاتها رافضة تحميل أي جهة أخرى مسؤولية هذه الاخفاقات. وقالت الجماعة في بيانها الذي أصدرته لمناسبة «بداية عقد جديد» من حياة الحركة الإسلامية وبعد ما يقرب من «قرن من الزمان من سقوط الخلافة الإسلامية» إن «الإقصاء المتعمد للحركة الإسلامية وتهميشها ومحاولة (البعض في الداخل والخارج) إبعادها عن أداء دورها خسارة كبيرة للأمة وللأوطان». وحرصت الجماعة على الإشارة إلى أنها لا تدّعي «أن الحركة الإسلامية هي كل الإسلام في مصر أو العالم الإسلامي ولكنها جزء مهم منه»، كما حضت الحركة الإسلامية على الاعتراف بأخطائها وإخفاقاتها «التي حدثت ليس فقط نتيجة الظروف الاستثنائية والضغوط والسياسات السيئة التي مورست ضدها لفترة طويلة، ولكن أيضاً نتيجة لأسباب من داخل الحركة الإسلامية نفسها». وقالت: «على الحركة الإسلامية ألا تلصق أخطاءها بغيرها أو تعلقها على شماعة المؤامرة لتريح نفسها من عناء محاسبتها لنفسها (...) لقد حدثت تلك الإخفاقات نتيجة إصرار الحركة الإسلامية على الصدام المستمر الساخن أو البارد مع الدول التي تعيش في ظلالها وعدم محاولة الجمع بين السلطان والقرآن والحديد والكتاب في منظومة واحدة تخدم الدين». وشدد البيان على أن «عزة الأمة ورفعة شأنها مرهونة بمدى تصالح السلطان والقرآن». وتابع البيان: «لقد تأكد لنا بعد طول تجربة وممارسة، وبقراءة واعية عاقلة للواقع أن الحركة الإسلامية لن تصل إلى الحكم لا بالقوة ولا حتى بالديمقراطية عن طريق صناديق الاقتراع، وإذا وصلت إليه أجبرت على تركه، وما الصومال والجزائر وغزة منا ببعيدة»، داعية إلى عدم استنزاف الجهود والطاقات في صراع لا طائل من ورائه. وأشارت الجماعة الإسلامية إلى خسارة كبيرة «حين حصرنا أنفسنا بين خيارين لا ثالث لهما، فإما القتال والصراع حتى الموت أو إقامة الدولة الإسلامية». وأضاف البيان: «نحن أحوج ما نكون اليوم إلى خلق واقع جديد، يجعل العلاقة بين الدولة والحركة الإسلامية علاقة تكامل وتعاون ومشاركة، لا علاقة صدام وصراع وقتال».