تسارعت وتيرة الأزمة المالية العالمية امس حيث عصفت المخاوف من كساد عميق بالأسواق المالية والقطاعات الانتاجية في اكبر الاقتصاديات حتى رغم سعي الحكومات لمزيد من الإجراءات للحيلولة دون اصابة الاقتصاد العالمي بالشلل التام. وفتحت المعاملات الآجلة على مؤشر الأسهم الاميركية في وول ستريت على هبوط مع إعلان العملاقان الماليان (سيتي غروب) وميريل لينش شطباً هائلاً من الأصول بسبب الخسائر الناجمة عن اصول عالية المخاطر. وألقت خسائر اسواق الأسهم بظلالها على كل التحركات الاوروبية والآسيوية والاميركية للجم التدهور المتسارع للبورصات. وسجلت بورصتا باريس ولندن مجددا تراجعا بأكثر من 5%، وسط استمرار المخاوف في الاسواق المالية من حصول انكماش اقتصادي. وتراجع مؤشر (كاك-40) في بورصة باريس بنسبة 5.90% ليصل الى 3180.66 نقطة الساعة 16.44 (14.44 ت غ). كما تراجع مؤشر (فوتسي) في بورصة لندن قبل ثلاثة ارباع الساعة من الاقفال اكثر من 5%. وتجتاح الاسواق المالية مخاوف بعد ظهور سلسلة مؤشرات سلبية في الولاياتالمتحدة حول احتمال حصول انكماش اقتصادي. وانخفضت مؤشرات اسواق المال الخليجية لليوم الثاني على التوالي في ختام اسبوع عاصف بالتذبذب الحاد على خلفية المخاوف المتزايدة من احتمالات الانكماش في الاقتصاد العالمي. وانخفض مؤشر سوق دبي المالية عند الاغلاق بنسبة 5،6% ليبلغ مستوى 3204.11 نقطة، الا انه حافظ على ارتفاع طفيف بنسبة 0.2% خلال تداولات الاسبوع ككل. اما سوق ابوظبي المالية فقد خسرت 4.5% ليصل مؤشرها الى مستوى 3366.72 نقطة. وانخفض القطاع العقاري في ابوظبي بنسبة 9.5%. من جهتها، خسرت بورصة الكويت، ثاني اكبر البورصات في العالم العربي بعد السعودية، 1.5% من قيمتها عند الاغلاق اليوم الخميس وبلغ مؤشرها مستوى 11543.7نقطة. وتكون خسائر المؤشر الكويتي بلغت 3% خلال الاسبوع. وشهد مؤشر البورصة المصرية تراجعا بنسبة 3.02 بالمئة عند 5792 نقطة مسجلا خسائر لليوم الثاني على التوالي على غرار معظم البورصات الاقليمية والعالمية على خلفية بوادر انكماش عالمي. وتراجع سهم اوراسكوم للبناء والصناعة اقوى الاسهم في مؤشر كيس-30 (27 بالمئة)، بنسبة 3.21 بالمئة في حين تراجع سهم بنك الاستثمار اي اف جي-هرمس بنسبة 3.87 بالمئة. واغلق مؤشر نيكاي لبورصة طوكيو على تراجع قدره 11.4%، في اكبر خسارة تسجلها بورصة طوكيو منذ عقدين في سوق سادها الذعر اثر الانهيار في وول ستريت وشبح الانكماش في الولاياتالمتحدة. وشهدت اسواق المال الآسيوية الاخرى التدهور نفسه.