قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع المجلسُ الاستشاري للاستثمارات الخارجية في 20 اكتوبر/ تشرين الأول إن الأزمة المالية العالمية أظهرت عدم نجاعة أدوات ضبط تقدم الدول، فالأنظمة المالية في الولاياتالمتحدة وأوروبا وبريطانيا وعلى الرغم من تنوعها وجدت نفسها عاجزة أمام الأزمة المالية الأخيرة. وأشار بوتين الى أن هذه الأزمة "هي الأكبر منذ الكساد الاقتصادي الكبير في الولاياتالمتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي". لذا فمن الضروري حسب رأيه البحث في أسباب الأزمة وذلك لوضع مهام صحيحة لآفاق الحل. وقال بوتين:" لقد أبدت كل من وكالات التصنيف ولجنة بازل للرقابة المصرفية وصندوق النقد الدولي عدم جاهزيتها لمواجهة الأزمة". وأضاف أن "المواطن واقتصاد الدول بحاجة الى خطوات جادة ومسؤولة من قبل الحكومات". من جهة أخرى أشار بوتين الى ان الولاياتالمتحدة تعيش جمودا اقتصاديا قاسيا وتوقع ان يتراجع النمو الاقتصادي لأدنى مستوياته في العام 2009. وقال أن الوعود التي قطعتها الحكومة الأمريكية على نفسها للتصدي الى العجز المضاعف في الموازنة ومعدل المدفوعات لن تنفذ. وقال بوتين "لقد أضحى الدولار في أضعف مستوياته منذ عام 1973 وهذا يدل على أن الولاياتالمتحدة دخلت مرحلة جمود تام، وستهوي مؤشرات النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا في العام القادم الى أدنى مستوى لها منذ 17 عاما". وأضاف :" تشير توقعاتنا الى أن الناتج الاجمالي المحلي لدول أوروبا والولاياتالمتحدة لن يتجاوز في العام 2009 ماهو عليه في عام 2008، أي لن يكون هناك نمو اقتصادي، لابل سيكون أقل منه في بعض الدول". روسيا ستبقى محركا لنمو الاقتصاد العالمي أما فيما يخص روسيا فقد أشار رئيس الوزراء الى أنها تأثرت كسائر الدول بالأزمة الاقتصادية العالمية حيث أنها ضمن أكثر 4 دول تأثيرا على الناتج الاجمالي العالمي. وأضاف أن روسيا تبقى سوية مع الصين والبرازيل والهند محركا لنمو الاقتصاد العالمي. وقال بوتين أن "البلدان الأربعة (البرازيل وروسيا والهند والصين) ستبقى تشكل محركا لنمو الاقتصاد العالمي". وأشار بوتين إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين في عام 2009، حسب تكهنات صندوق النقد الدولي، سيشكل 9.3 %، وفي الهند 6.9 %، وفي روسيا 5.5 % وفي البرازيل 3.5 %. الاقتصاد الروسي جاهز لتصدي الصدمات الخارجية أكد فلاديمير بوتين أن الاقتصاد الروسي مهيأ بشكل جيد للأزمات المالية طويلة الأمد في الأسواق العالمية. وقال بوتين في اجتماع هيئة رئاسة الحكومة الروسية المكرس لمسائل الاستثمارات الأجنبية إن انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية لن يسبب كارثة اقتصادية في روسيا. وأكد أن الحكومة الروسية ستعوض هذا الانخفاض بالاعتماد على الموارد المالية الموجودة في صندوق الاحتياط. وأكد أن الميزانية الفيدرالية الروسية لعام 2009 لن تعاني من عجز حتى في حال تدني متوسط سعر النفط وبقائه عند مستوى 70 دولارا للبرميل الواحد. كما أشار بوتين الى أن العامل الآخر المهم في الاستقرار هو التوقعات بنتائج ايجابية للتعاملات الحالية. أما العامل الثالث فهو تراكم الاحتياطي من العملات الأجنبية الذي يعتبر ضمانة لاستقرار مؤشر العملات. شركات كبيرة تعلن نيتها الاستثمار في روسيا وأكد بوتين أن عدة شركات غربية ضخمة أبدت نيتها إقامة مشاريع لعدة ملايين حيث قال:" نرحب بوجود عدد كبير من الشركات الضخمة التي أكدت خلال هذا الاجتماع نيتها اقامة مشاريع ريعها ملايين الدولارات في مجالات عدة كاستخراج المواد الخام والزراعة. والمقصود بكلام بوتين هي شركات مثل "رينو" و"نيستله" و"يوني ليفر". وقد تم انشاء المجلسُ الاستشاري للاستثمارات الخارجية في يونيو /حزيران عام 1994 بالتعاون بين الحكومة الروسية وعدد من الشركات العالمية الكبيرة. وهو بغرض تأمين ساحة للتفاوض المباشر بين الحكومة الروسية وكبار المستثمرين الدوليين.