بدأت قاعات السينما في تونس تتزين لتبدو في أجمل صورة استعدادا لاستقبال عشاق ومشاهير السينما مع انطلاق مهرجان قرطاج السينمائي في 25 اكتوبر 2008 وتفتتح الدورة الثانية والعشرون من المهرجان بعرض فيلم "هي فوضى" تكريما للمخرج المصري يوسف شاهين. ويشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي يستمر أسبوعا 22 بلدا من أنحاء العالم. وعلى غير العادة سينتقل حفل الافتتاح من قاعة الكوليزي التي دأبت على استقباله الى المسرح البلدي بالعاصمة لقدرته على استيعاب أكثر حضورايام المهرجان الذي سيعرض خلاله 150 فيلما. وفي قلب شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة بدأت قاعة الكوليزي الملقبة "ملكة القاعات" أشغالا وبدت في حالة طوارىء استعدادا لاولى وركز تقنيون بقاعة الكوليزي نظام صوت (دبل ستريو ديجيتال) وهو نظام صوتي يجهز لاول مرة بقاعات السينما في تونس ويوفر للمتفرج جودة صوت عالية مثلما هو الحال في القاعات الاوروبية وفقا لمالكي القاعةكما يجري بنفس القاعة الى جانب تحديث نظام الصوت تركيب آلة عرض وشاشة جديدة اضافة الى تجديد مقاعد القاعة البالغ عددها نحو الفي مقعد وتغليفها بشكل مغاير. ويشارك تقنيون من فرنسا في تركيب الانظمة الصوتية والمساعدة في باقي الاشغال بتكلفة قدرت بنحو نصف مليون دينار تونسي (300 الف دولار). وفي قاعة (ايه.بي.سي) جرى تجديد كافة المقاعد وتغيير البلاط الارضي لتبدو في أحلى صورة امام ضيوف المهرجان الذين سيتدفقون من عدة بلدان وفي باقي القاعات الاخرى تتواصل الاشغال بنفس النسق مثل قاعة المونديال وقاعة البالاص وقاعة الفن السابع حيث استبدلت شاشات والات العرض اضافة الى تجديد المقاعد. وتتحول العاصمة تونس خلال هذه الفترة الى قبلة يقصدها مئات الضيوف ومشاهير السينما من العديد من البلدان وترأس درة بوشوشة وهي سينمائية تعمل منذ عام 1992 ضمن قسم " ورشة المشاريع" الدورة الثانية والعشرين من المهرجان. ومهرجان قرطاج السينمائي أعرق حدث سينمائي في افريقيا والعالم العربي حيث تأسس عام 1966 ويقام كل عامين بالتناوب مع مهرجان قرطاج المسرحي. وحفاظا على سمعة مهرجان قرطاج حرصت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على تكوين لجنة تضم تقنيين تونسيين وأجانب لمعاينة كل القاعات ورفض المخالفة منها من قائمة القاعات المشاركة في المهرجان .