قبل يوم واحد من المباراة التي ستجمع منتخب فرنسا (الديوك الزرق) والمنتخب الإيطالي في نهائي كأس العالم لكرة القدم تعيش الأقلية المسلمة أجواء من الفرح والفخر بالنجم الفرنسي من أصول جزائرية زين الدين زيدان وبخليفته المنتظر "فرانك ريبري" الذي لم يتوقف عن قراءة سورة الفاتحة قبيل كل مباراة. وفي تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت"، قال التهامي إبريز رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا السبت 8-7-2006: "نحن فخورون بما أنجزه المنتخب الفرنسي حتى الآن والأداء الرائع للكابتن زين الدين زيدان، ونتمنى أن يواصل الديوك مشواره حتى الحصول على كأس العالم وهزيمة المنتخب الإيطالي". وأضاف إبريز: "كما أن مسلمي فرنسا يشعرون أن فاتحة فرانك ريبري تمثل مظهر اعتزاز وفخر قويين في ضواحي المدن الفرنسية حيث تعيش غالبية من المهاجرين من أصول مسلمة". وفي تعليقه على الآثار المرتقبة لما وصفه بالظهور الرائع للاعبين المسلمين وأولئك الذين ينحدرون من أصول مهاجرة، قال إبريز: "ما يتم هذه الأيام من اختلاط كبير بين الأقليات السوداء والبيضاء هو ضربة موجعة لكل الأصوات التي تحاول عزل المسلمين والتي كان آخرها أصوات العنصري فيليب ديفلي رئيس حزب التجمع من أجل فرنسا الذي لم نعد نسمع له صوتا هذه الأيام". مسلمو فرنسا عبروا ل"إسلام أون لاين.نت" عن غبطتهم وهم يرون رموز كرة القدم الفرنسية الدوليين لا يخفون انتماءهم إلى الإسلام. وقال حميد الفهري (26 سنة) وهو من الجيل الثاني من أصول مغربية: "أسعى كل بداية مباراة للزرق للتركيز في حركات سكنات اللاعبين، وأشعر بفخر كبير عندما أشاهد ربيري يمد يده إلى السماء يقرأ على الأرجح سورة الفاتحة". ودأب أصغر لاعب في المنتخب الفرنسي "فرونك ريبري" (23 سنة) على قراءة الفاتحة قبيل كل مباراة؛ وهو ما أثار تساؤلات عديدة عن الدوافع التي جعلته يعتنق الإسلام، حيث أرجع البعض الأمر إلى تأثير زوجته المغربية، بينما اعتبر البعض الآخر أن لعبه في نادي "جالطا ساراي" التركي ساهم في هذا الاختيار الجديد في حياته. ولم يخف "ريبري" إسلامه بعد أن صرح لإحدى المجلات الفرنسية الشهيرة قبيل انطلاق مباريات كأس العالم بأن "الإسلام هو الذي يمنحه القوة". من جهتها تقول سميرة وهي من أصول جزائرية: "أنا معجبة بزيدان ويكفينا شرفا أنه من أصول جزائرية مسلمة، وسواء أكان عربيا أم من منطقة القبائل فهذا لا يهم، المهم أنه منا وساهم بقسط كبير في صناعة المجد الفرنسي في كرة القدم". وعقب تسجيل زيدان الذي ينحدر من أبوين جزائريين هدف المباراة بواسطة ضربة جزاء أمام البرتغاليين يوم الأربعاء 5-7-2006 والتي أهلت الديوك إلى الدور النهائي، ركزت الكاميرات على كيفية رفع زيدان وجهه إلى السماء وكيف أنه تلفظ بعبارات يعتقد أنها شكر لله. ونزل الآلاف من شباب الضواحي والذين ينحدر معظمهم من أصول مهاجرة إفريقية ومغاربية مسلمة إلى ساحات وشوارع العاصمة الفرنسية باريس بعد المباراة مرددين شعار "زيزو بريزيدون.. مرسي زيدان" (زيدان رئيسا.. شكرا زيدان). ويتصدر زيدان قائمة تضم عشرة لاعبين دوليين من مختلف الجنسيات من قبل الفيدرالية الدولية لكرة القدم لاختيار أفضل لاعب لسنة 2006، حيث سيقع التصويت يوم الإثنين القادم لاختيار أفضل لاعب. -