رفضت تونس الأربعاء ما وصفته بالمزايدات السياسية على موقفها بشأن القمة العربية الطارئة التي اقترحتها قطر،وشددت على أن دعمها للشعب الفلسطيني ولقضيته لا يمكن أن يخضع لأي مساومة. وقال مصدر تونسي مسؤول في بيان توضيحي عقب "التأويلات التي ذهبت إليها بعض الأوساط الإعلامية " حول عدم مشاركة تونس في القمة العربية الطارئة التي دعت إليها قطر،"إن من ثوابت سياسة تونس دعمها المطلق للقضية الفلسطينية بعيدا عن كل الحسابات والمزايدات السياسية". وأضاف المصدر في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء التونسية الحكومية، أن تونس "التي لا يمكن أن تخضع لأي مساومة في هذه المسألة بالذات قد أعلنت إستعدادها للمساهمة في كل جهد عربي مشترك من أجل وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة". وإعتبر المصدر "أن الموضوع ليس مبدأ المشاركة من عدمه وإنما يتعلق بموعد إنعقاد القمة الطارئة بالدوحة وتزامنه في نفس اليوم مع إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بالكويت يوم 16 يناير/ كانون ثاني لتقييم الموقف ورفع التوصيات المناسبة للقادة العرب بمناسبة إجتماعهم في قمة الكويت يوم الإثنين 19 يناير/ كانون ثاني الجاري". وأشار إلى أن بلاده ترى أن القمة الإقتصادية المقرر عقدها بالكويت تعد لإعتبارات عملية بينة "الإطار الأنسب والأجدى لعقد لقاء عربي في مستوى القمة للتوصل إلى موقف حازم له جدواه في وقف نزيف الدماء الفلسطينية ويرتقي إلى ما تمليه المسؤولية على الدول العربية تجاه الشعب الفلسطيني في هذا الظرف الدقيق الذي يستدعى حشد الجهود ورص الصفوف العربية لنصرة الأشقاء الفلسطينيين". وشدد المصدر التونسي المسؤول على أن بلاده "تؤمن بالعمل العربي المشترك وتحرص على تكريس التضامن العربي لا سيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية القضية المصيرية الكبرى بالنسبة الى المنطقة العربية والعالم". وإعتبر أنه من هذا المنطلق، ترى تونس أن عقد قمة عربية طارئة "لا بد أن يتجاوز مجرد إصدار قرارات التنديد والإدانة والإستنكار إلى موقف حازم له جدواه في الإسهام في وضع حد لنزيف الدماء الفلسطينية الزكية". وكانت تونس أعلنت مساء الثلاثاء أنها لن تشارك في القمة العربية الطارئة التي دعت إلى عقدها قطر في الدوحة يوم الجمعة المقبل، لبحث سبل وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة. وإعتبرت أن هذا الموقف ينبع من منطلق "الحرص على الإعداد الجيد لكل تحرّك عربي يضمن التوصّل إلى موقف حازم له جدواه في الإسهام بوقف نزيف الدماء الفلسطينية، ويرتقي إلى ما تمليه المسؤولية على الدول العربية تجاه الشعب الفلسطيني".