تعرض قطاع غزة الخميس لقصف اسرائيلي عنيف طاول مبان تؤوي وسائل اعلام ومقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلطسينيين (اونروا)، بعدما توغلت دبابات الجيش الى عمق مدينة غزة في اليوم العشرين من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. ووصل عدد القتلى في قطاع غزة الى 1073 وعدد الجرحى الى اكثر من 5000، بعد مقتل 40 فلسطينيا بينهم امراة واطفالها الثلاثة في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف منذ الليل على ما افاد الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي وصل الى اسرائيل في اطار جولة على المنطقة ان عدد الضحايا الفلسطينيين "لا يحتمل"، في وقت تتكثف المساعي الدبلوماسية لانتزاع وقف اطلاق نار في غزة حيث بات الوضع الانساني "مروعا" بحسب الاممالمتحدة. وقال بان "اعتقد ان العناصر متوافرة لانهاء العنف الان". وافاد متحدث باسم الاونروا عن اصابة ثلاثة من موظفي الوكالة جراء قذائف سقطت داخل مقر الاونروا وادت الى حدوث حريق هائل في مخازنها. واعرب بان كي مون الذي يجري محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين قبل التوجه الى الضفة الغربية للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عن "غضبه الشديد" بسبب القصف الاسرائيلي لمقر الاونروا. واصيب مصوران فلسطينيان يعملان في تلفزيون ابو ظبي في غارة جوية استهدفت مبنى في غزة يضم مكاتب عدد من وسائل الاعلام العربية والدولية منها وكالة رويترز وشبكتا فوكس وسكاي وقناتا العربية وام بي سي. وشب حريق في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني بعدما اصيب بقذائف، على ما افاد شهود ومسؤولون في المستشفى. وللمرة الاولى منذ بدء الهجمات الاسرائيلية توغلت عشرات الاليات المدرعة مدعومة بالطيران في وسط منطقة تل الهوى في جنوب غرب مدينة غزة وهي اول منطقة مكتظة بالسكان يدخلها الجيش الاسرائيلي. وذكر شهود ان اشتباكات عنيفة جرت مع مقاتلين فلسطينيين اطلقوا على القوات الاسرائيلية قذائف هاون وقذائف مضادة للدبابات، فيما اطلقت المدرعات قذائف بما في ذلك على مبان سكنية وشنت الطائرات غارات. وتمركز رتل من الدبابات في حديقة برشلونة في حي تل الهوى فيما فرت عشرات العائلات في اتجاه وسط المدينة. وشن الطيران الحربي خلال الليل اعنف غاراته منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الاول، على ما افاد سكان. واعلن الجيش انه اغار على "سبعين هدفا" بينها مواقع لاطلاق الصواريخ ومجموعات مسلحة. كما اغار الطيران على شمال قطاع غزة وادت احدى الغارات الى مقتل امرأة واطفالها الثلاثة وشابة في بيت لاهيا، بحسب مصادر طبية. وفي المقابل، واصلت المجموعات الفلسطينية وبينها حركة حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وافاد الجيش عن سقوط 17 صاروخا صباحا على جنوب اسرائيل بدون ان توقع ضحايا واصيب منزل في مدينة سديروت التي تبعد حوالي 5 كلم من قطاع غزة. ومنذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 27 ديسمبر/كانون الاول، وصل عدد القتلى في قطاع غزة الى 1073، بينهم 355 طفلا ومئة امرأة، وعدد الجرحى الى اكثر من خمسة الاف، حسب آخر حصيلة اعلنها مدير عام الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب معاوية حسنين. وعلى الجبهة المقابلة، اوقعت الهجمات الصاروخية الفلسطينية منذ بدء الهجوم الاسرائيلي اربعة قتلى. اما الحصيلة الاجمالية للقتلى الاسرائيليين منذ بدء الهجوم على غزة فبلغت عشرة عسكريين وثلاثة مدنيين. وبموازاة اشتداد المعارك والقصف، نشطت الحركة الدبلوماسية سعيا لوقف المعارك مع وصول المفاوض الاسرائيلي الرئيسي عاموس جلعاد الى القاهرة التي تقوم بدور وساطة مع حماس من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار، وبدء جولة بان كي مون وعقد دول مجلس التعاون الخليجي قمتهم الخميس. وسيلتقي جلعاد رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان ليبحث معه الخطة المصرية، على ان يعرض نتائج محادثاته مساء على رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. واعلنت مصر انها حصلت على موافقة حماس على خطتها لانهاء الحرب في غزة وتنتظر الان رد اسرائيل، غير ان حماس لم تؤكد ذلك. وتعقد الجمعية العامة للامم المتحدة جلسة طارئة الخميس للدعوة الى الالتزام بقرار مجلس الامن 1860 الصادر في 8 يناير/كانون الثاني والذي طالب بوقف اطلاق نار في غزة لكنه بقي حبرا على ورق. وفي هذه الاثناء، يتفاقم الوضع الانساني في قطاع غزة الفقير والمكتظ بالسكان فيما يفر السكان من منازلهم خوفا من الغارات، بدون ان يكون لهم اي ملجأ آخر. ويعيش في قطاع غزة 1.5 مليون فلسطيني محرومون جميعهم من الكهرباء، اما الماء فمقطوعة عن 750 الفا، في حين تواصل المستشفيات عملها بفضل المولدات الكهربائية بحسب الاممالمتحدة. واعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر ان الوضع الانساني في قطاع غزة "مروع"، في حين اعتبرت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) الاربعاء ان مقتل اكثر من 300 طفل جراء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة "غير مقبول".