يعود زعيم اليمين المتطرف جون ماري لوبان من جديد إلى التهجم على المسلمين بفرنسا واستفزاز هذه الشريحة في حملة انتخابية سابقة لآوانها،استعداد لانتخابات الجهة التي من المقررأن يخوضها بمنطقة "ألب كوط دازير".ففي خرجة استفزازية للمسلمين،غالبيتهم من المغاربيين،قال الأب الروحي للجبهة الوطنية "اليوم الذي يصل فيه عدد المسلمين بمرسيليا إلى 800 ألف حينذاك سيصبح اسم العمدة ابن كودن"،في إيحاء إلى اسم العمدة الحالي،مضيفا إليه مصطلح ابن لاستفزاز المسلمين،وزرع الرعب في نفسية الناخب الفرنسي،وهي طريقته المثلى في الدعاية لحزبه الذي يعاني من أزمات تنظيمية ومالية اليوم،بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في المحطات السياسية الأخيرة. وكان القضاء الفرنسي أدان في مناسبات سابقة قائد الجناح المتطرف في المشهد السياسي الفرنسي سنة 2004،إثر تهجمه على المسلمين بفرنسا،في استجواب مع صحيفة لموند،بالقول،"عندما يصل عدد المسلمين بفرنسا إلى 25 مليون سيعود الحكم لهم".ليعود بعد شهر من هذا ليتهجم مرة أخرى على نفس الفئة،في استجواب مع صحيفة محسوبة على اليمين المتطرف "ريفارول"."عندما أقول 25 مليون مسلم في بلدنا،يعني أن الفرنسيين سيبقون في العطالة"،قال لوبان مزكيا كلامه بكون "حاضرين داخل القاعة،التي كان يخطب فيها،قالوا له إنه وضع قائم اليوم"،أي أن الأجنبي يستحوذ على عمل الفرنسي اليوم،في وقت لا يتعدى فيه عدد المسلمين 5 ملايين. وأدين لوبان مؤخرا على خلفية ما صدر منه في حق المسلمين بفرنسا سنة 2004 ب 10 آلاف أورو كغرامة بتهمة التحريض على "التمييز العرقي".ورغم العقوبات الزجرية التي تطاله في كل مناسبة يتطاول فيها على الأقليات بفرنسا،فانزلاقات رئيس الجبهة الوطنية في استمرار،بسبب ضحالة البدائل السياسية لديه لإقناع الناخب الفرنسي "بمشروع سياسي واضح ومتكامل"،فهو كما جرت العادة في تاريخه السياسي يستثمر موضوع الهجرة لأهدافه الانتخابوية،وبينت المرحلة الحالية من الأزمة الاقتصادية،أن المسلمين والمهاجرين بشكل عام يكونون من بين أول ضحاياها،وليس لهم أي دور فيها. ولرئيس الجبهة الوطنية طريقته في تدبير شؤون حزبه بشكل يكاد يشبه سياسات الجمهوريات العربية.فرئاسة للحزب رغم مرور عقود من الزمن فهو لا يزال يجثم على كرسيها حتى الآن.وظهر في الأونة الأخيرة صراع أجنحة داخل التنظيم الواحد حول إمكانية من يخلفه في حالة تخليه بيولوجيا عن كرسي الزعامة،أي نتيجة وفاة،إلا أنه لا يتردد في التضحية بمجموعة من كوادره الحزبية في سبيل تمهيد الطريق لابنته مارين لوبان لتخلفه على رأس الجبهة،بطريقة تحاكي كثيرا الجمهوريات الملكية في الوطن العربي.ورغم عامل السن طموحات لوبان لا تتوقف،فهو يحضر اليوم للدخول لانتخابات الجهة 2010 على رأس لائحة حزبه بمنطقة نيس.