يبدأ وزراء 30 دولة أوروبية و27 دولة إفريقية، الاثنين ، اجتماعات تستغرق يومين، في العاصمة المغربية الرباط؛ لبحث كيفية التعامل مع سيل المهاجرين الأفارقة؛ الذين يخاطرون بحياتهم بغية دخول القارة الأوروبية. انفردت إذاعة هولندا عشية الاجتماعات بحديث إذاعي مع "فرانكو فراتيني" مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون العدل. في كل عام يبحر عشرات الآلاف من الأفارقة من دول جنوب الصحراء، في رحلة طويلة وخطرة، سعيا لحياة أفضل في أوروبا. يفقد الآلاف حياتهم خلال طريقهم في الصحراء؛ إما بسبب رصاصات الشرطة، أو نتيجة غرق القوارب الصغيرة؛ التي تقلهم لعبور البحر. تصارع الدول الأعضاء الواقعة في جنوب الاتحاد الأوروبي بصفة خاصة مثل إسبانيا وإيطاليا وأيضا مالطة بحثا عن طريقة مناسبة للتعامل مع ذلك السيل من المهاجرين غير الشرعيين في غالبية الحالات. بينما يتزايد سيل المهاجرين الأفارقة، بدأت بعض الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي تدرك أنه لم يعد بوسعها بعد الآن الاكتفاء بالوقوف جانبا ومراقبة ما يجري، كما يقول المفوض الأوروبي "فرانكو فراتيني". * يحذر "فراتيني" من أن ما لا يقل عن 100.000 من الأفارقة الآخرين من دول مثل موريتانيا والجزائر وليبيا يستعدون للتحرك في اتجاه أوروبا. يقول "فراتيني": إن على المؤتمر محاولة الاتفاق على خطة عمل جماعية.. تضم أيضا الدول الإفريقية التي ينتسب إليها المهاجرون، أو يعبرونها في طريقهم إلى أوروبا. إذ يعتبر التعاون مع مثل هذه الدول أمرا لا غنى عنه في أية خطة عمل لإعادة المهاجرين غير الشرعيين لبلدانهم الأصلية، بعد استيقافهم على حدود الاتحاد الأوروبي. تقترح بروكسل سداد نفقات إعادة المهاجرين جوًّا إلى بلادهم من البلاد التي يعبرونها، بشرط موافقة دول العبور على ذلك. لا تظهر دول العبور الهامة أمثال المغرب والجزائر وليبيا حماسة كبيرة لمثل هذا الاقتراح؛ إذ إنها تخشى بدورها من ميل المهاجرين غير الشرعيين للاستقرار فيها؛ لعدم رغبة دولهم الأصلية في استعادتهم. سعيا لتشجيع الدول الأصلية للمهاجرين على التعاون تتجه استراتيجية الاتحاد الأوروبي أساسا لتقديم عرض طويل الأجل لتلك الدول. يوضح "فراتيني" رغبة الاتحاد الأوروبي في المقام الأول في تحسين أحوال الفلاحين والصيادين وأصحاب المشروعات الصغيرة الأفارقة. يعتبر "فراتيني" توفير قروض مصغرة لهم "بالغ الأهمية" في تحقيق ذلك الغرض. فرانكو فراتيني يقر "فراتيني" بالفعل بحاجة أوروبا إلي قدر معين من الهجرة من إفريقيا بالنظر لتزايد نسبة الشيخوخة بين السكان الأوروبيين. يقول "فراتيني": إن تلك الحاجة ستتضمن في المستقبل، إلى جانب الأشخاص المتعلمين كثيرا من الأفارقة الذين يعملون بالفعل كعمال موسميين في جنوب أوروبا؛ تحت ظروف تتسم بالاستغلال؛ لأنهم في غالبيتهم من المهاجرين غير الشرعيين. فرانكو فراتيني رغبة في تحاشي حدوث ذلك في المستقبل تدرس بروكسل منح هؤلاء العمال تصاريح عمل مؤقتة تسمح لهم بدخول أوروبا سنويا. ثمة خطة أخرى ترتكز على إعداد هؤلاء العمال للإقامة في أوروبا، بتأهيلهم وتزويدهم بالمهارات اللغوية والمهنية المناسبة، قبل حضورهم. ويؤكد "فراتيني" الحاجة لعقد مزيد من الاجتماعات لكي يتحقق كل ذلك. يتمثل الاهتمام العاجل للطرفين الآن في احتواء سيل المهاجرين الأفارقة، والحيلولة دون وقوع مأساة وفاة عشرات الآلاف منهم غرقا في قواربهم الصغيرة. تقوم الطائرات والسفن الأوروبية ابتداءً من الاثنين بدوريات محكمة لمسح مياه البحر فيما بين أوروبا وإفريقيا. تتضمن تلك العملية الجماعية التي تترأسها الوكالة الأوروبية لدوريات مسح الحدود الخارجية "فرونتيكس" إرسال فرق من عمال الإغاثة إلى جزر الكناري؛ لمساعدة المهاجرين الأفارقة الذين يصلون إلى هناك، وسيبدأ قريبا في تنفيذ عملية مماثلة في مالطة. تقرير: بول هازبروك وفانيسا موك إذاعة هولندا العالمية ترجمة: عنان أحمد