طالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الاثنين بنشر قوات دولية للحيلولة دون تعرض إسرائيل للقصف، وحثها على إيقاف هجماتها ضد حزب الله. وفي مؤتمر صحفي مشترك على هامش قمة الثماني بروسيا، قال بلير، عقب محادثات مع عنان، "الحقيقة الواضحة هي أن هذا العنف لن يتوقف ما لم توجد الظروف الملائمة لذلك." وتابع بلير قائلا: "السبيل الوحيد لتسوية الأزمة هو نشر قوات دولية يمكن أن توقف القصف الصاروخي على إسرائيل"، نقلا عن الأسوشيتد برس. كما ناشد عنان إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي، والحفاظ على حياة المدنيين اللبنانيين والبنية التحتية للبلاد. وقال عنان إن الأممالمتحدة تبحث خطط إخلاء لموظفي الأممالمتحدة في لبنان. فيما أعلن بلير أن حكومته تدرس إقامة جسر جوي لإجلاء المواطنين البريطانيين من لبنان. وفي تطور آخر، من المرجح أن يصل إلى بيروت في وقت لاحق الاثنين رئيس الوزراء الفرنسي، دومينيك دوفيلبان، في سياق الجهود الدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمة الراهنة. ومن ناحية أخرى، أصدر قادة قمة الثماني الأحد بيانا أعربوا فيه عن "مخاوفهم العميقة" من تطورات الأزمة اللبنانية، وحمّلوا كافة الأطراف المشاركة مسؤولية قتل المدنيين، والدمار الذي تعرضت له البنية التحتية اللبنانية. وطلب زعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى من حزب الله أن يطلق سراح الجنديين الإسرائيليين، ويوقف على الفور هجماته على إسرائيل لوضع نهاية لتصاعد العنف في الشرق الأوسط. ونحى بيان زعماء المجموعة باللائمة على حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي "حماس" في إثارة الأزمة، غير أنّه دعا إسرائيل إلى ضرورة اتخاذ كلّ ما يجّنب المدنيين عمليات القتل أثناء "ممارسة حقها في الدفاع عن النفس." وفي بيان من قمتهم المعقودة في روسيا، دعا قادة مجموعة الثماني، إسرائيل إلى ممارسة "أكبر قدر من ضبط النفس" في هجومها على لبنان. وقال البيان إن إنهاء العمليات العسكرية الاسرائيلية وانسحاب القوات من غزة هما شرطان آخران ضروريان "لوضع الأسس لحل أطول أجلا." وجاء في نص البيان: "هذه العناصر المتطرفة (في إشارة إلى حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية "حماس")، ومن يدعمونها، لا يمكن السماح لهم بأن يغرقوا الشرق الأوسط في الفوضى"، نقلا عن رويترز. وشهدت القمة خلافات بين الدول إزاء الأزمة، حيث ذهبت فرنساوروسيا وإيطاليا إلى أن إسرائيل تجاوزت في ردود أفعالها. وقبل مغادرته موسكو، قال الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إن إدارته ستعمل مع فرنسا للتوصل إلى تسوية للأزمة، مشيرا إلى أن جذر المشكلة هو حزب الله والدعم الذي يتلقاه من إيران وسوريا. وإلى هذا، تواصل أطراف دولية وإقليمية جهودها لمنع امتداد الأزمة الناشبة بين حزب الله اللبناني مع إسرائيل إلى حرب إقليمية واسعة. وتبذل كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إيطاليا، جهوداً مضنية كل على حدة، في محاولة لوضع حد لهذه الأزمة من خلال دعوة الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، إلى وقف فوري لإطلاق النار، لمنع تفاقم الأزمة. وقد قام وفد رفيع من الأممالمتحدة بزيارة للعاصمة اللبنانية بيروت حيث التقى مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، ومن المتوقع أن يقوم الوفد بزيارة إلى إسرائيل في وقت لاحق.