فيما وضعت اسرائيل شروطا لوقف هجومها العسكري على لبنان، تمكن قادة مجموعة الثماني في قمتهم في سان بطرسبرغ من تجاوز خلافاتهم ودعوة اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله الى انهاء العمليات العسكرية من اجل وقف دوامة العنف في الشرق الاوسط. في الوقت نفسه ، دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم الاثنين 17-7-2007 اطراف النزاع في لبنان الى وقف الاعمال العسكرية للسماح بنشر قوة فصل دولية. واكد قادة الدول الثماني في اعلان اعتمد بعد محادثات في سان بطرسبرغ حول الازمة في الشرق الاوسط ان "الاولوية الاكثر الحاحا هي توفير الشروط لوقف دائم لاعمال العنف وارساء اساس حل اكثر استمرارية". وذكر النص اربعة شروط لتحقيق ذلك هي: "عودة الجنود الاسرائيليين سالمين من غزة ولبنان, وقف عمليات القصف على الاراضي الاسرائيلية, وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية في لبنان وغزة" و الانسحاب السريع للقوات الاسرائيلية من غزة,الافراج عن الوزراء والنواب الفلسطينيين المعتقلين من قبل اسرائيل". واعترف البيان "بحق اسرائيل المشروع" في الدفاع عن نفسها لكنه دعاها الى "اثبات اكبر قدر من ضبط النفس" لتجنب ضرب المدنيين والبنى التحتية والامتناع عن القيام باعمال تزعزع استقرار الحكومة اللبنانية. وحمل قادة مجموعة الثماني "القوى المتطرفة التي تسعى الى زعزعة استقرار المنطقة والقضاء على تطلع الفلسطينيين والاسرائيليين واللبنانيين الى الديموقراطية والسلام", مسؤولية انفجار العنف في الشرق الاوسط.واكدوا في اعلانهم "لا يمكننا ان ندع هؤلاء العناصر المتطرفين والذين يدعمونهم يغرقون الشرق الاوسط في الفوضى ويتسببون بنزاع اوسع". وعقبت إسرائيل على بيان قمة الثماني بالمطالبة بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 ورفضت نشر قوات دولية. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قولها إن إسرائيل تطالب بنشر قوات من الجيش اللبناني على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية وترفض نشر قوات حفظ سلام دولية. كذلك طالبت إسرائيل "بوجوب الإصرار على القرار رقم 1559 الداعي لنشر الجيش اللبناني على الحدود ونزع أسلحة حزب الله". من جانبها رحبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ببيان الدول الصناعية الثماني الكبرى التي دعت إلى إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين المأسورين لدى حزب الله ووقف قصف مواقع المدنيين. بوتين رفض ذكر سوريا بالبيان ولم يذكر اعلان قمة المثاني سوريا وايران بالاسم كما كانت ترغب الولاياتالمتحدة. الا ان مسؤولا اميركيا كبيرا اكد في سان بطرسبرغ ان البيان يعني بعبارة "جميع الذين يدعمونهم", سوريا وايران. وقال الرجل الثالث في الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز في مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع صحافيين في قمة مجموعة الثماني ان استخدام صيغة "جميع الذين يدعمونهم" تعني "بوضوح سوريا وايران اللتين تدعمان منذ وقت طويل وتمولان حزب الله (اللبناني) وحركة حماس (الفلسطينية)". لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال ان بلاده اصرت على عدم ذكر سوريا بالاسم في اعلان الثماني.من جهة اخرى, عبرت مجموعة الثماني عن تأييدها لارسال "بعثة دولية" لضمان الامن في جنوب لبنان معقل حزب الله. كما اكدت ضرورة بسط سلطة الحكومة اللبنانية على كافة الاراضي اللبنانية. بدوره, طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك "نزع سلاح كل الميليشيات" في لبنان "في اسرع وقت ممكن" بهدف معالجة الازمة الراهنة مع اسرائيل في صورة دائمة. ورأى شيراك انه "لا بد" من ان يتركز الضغط الدولي على التطبيق الكامل للقرار الدولي 1559 الذي يتطلب "نزع سلاح كل الميليشيات" اللبنانية واستعادة "سلطة الحكومة اللبنانية الديموقراطية على كل اراضيها (...) في اسرع وقت ممكن".