رحب صحفيون ومراسلون تونسيون الأحد بتعيين أسامة رمضاني /53 عاما/ وزيرا للاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين (الإعلام) في تونس وأعربوا عن تطلعهم في أن يساهم في تطوير واقع الإعلام التونسي. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أقال، وزير الاتصال رافع دخيل /56 عاما/ وعين مكانه رمضاني الذي يشغل منذ 1995 خطة مدير عام وكالة الاتصال الخارجي التابعة لرئاسة الجمهورية التونسية وهي من أهم المؤسسات الإعلامية الرسمية في تونس. وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية امس السبت أن بن علي "قرّر تعيين أسامة رمضاني وزيرا مكلفا بالاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين بالنيابة وإعفاء رافع دخيل من مهامه" دون ذكر للأسباب. وجاء التعديل الوزاري الضيّق قبل ساعات من بدء الأحزاب السياسية في تونس حملتها التعبوية للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها يوم 25 تشرين اول/ اكتوبر الجاري والتي تضطلع فيها وزارة الاتصال بدور بالغ الأهمية. وأحدث بن علي في 17 آب/ أغسطس 2005 وزارة الاتصال وكلفها بتسيير 9 مؤسسات إعلامية رسمية، أكثرها حساسية الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء وجريدتان يوميتان (عربية وفرنسية) ناطقتان باسم الحكومة. ويعتبر أسامة الرمضاني الذي بدا حياته المهنية صحفيا بوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الناطقة باسم الحكومة) من أبرز الوجوه الإعلامية الرسمية في تونس. ويحمل رمضاني، درجة ماجستير في الحضارة الأمريكية وشهادة جامعية في علم الاجتماع الثقافي تحصل عليهما من الجامعة التونسية. وقد سبق له أن شغل مهام ملحق إعلامي في سفارة تونسبواشنطن (1983/ 1987)) ورئيس مكتب وكالة تونس إفريقيا للأنباء بالعاصمة الأمريكية ( 1987 /1990) ومدير مكتب الوكالة التونسية للاتصال الخارجي بواشنطن (1991/ 1994) ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية التونسيةبالولاياتالمتحدة ( 1994 /1995 ). كما عمل باحثا في مجال "التواصل بين الثقافات" بجامعة جورج تاون في واشنطن. وقد عينه الرئيس التونسي في 26 كانون أول/ديسمبر 1995 مديرا عاما للوكالة التونسية للاتصال الخارجي لتميزه في اللغة الانجليزية. وقال جمال عرفاوي مراسل موقع "مغاربية" الأمريكي الإلكتروني:"أسامة رمضاني ليبرالي ومهنيّ ومنفتح على مختلف الآراء وله إلمام واسع بقضايا الإعلام التونسي، والسنوات الطويلة التي قضاها في الولاياتالمتحدةالأمريكية جعلته يعرف كيف تدار العمليات الإعلامية الناجحة". وأضاف العرفاوي: "نحن متفائلون بالوزير الجديد ونتمنى أن يستفيد الإعلام التونسي من حرفيته وخبرته". من جانبها توقعت الصحافية مبروكة خذير مراسلة تلفزيون "دويتشه فيله" الألماني أن يساهم رمضاني في "تطوير قطاع الإعلام في تونس باعتبار الخبرة الإعلامية الكبيرة التي اكتسبها طوال إدارته للوكالة التونسية للاتصال الخارجي منذ 14 عاما". وقالت خذير "تلقى كثير من الصحافيين قرار تعيين رمضاني وزيرا للاتصال بارتياح كبير". وأشادت المتحدّثة برمضاني وقالت إنه "لم يدّخر جهدا لمساعدتها في القيام بمهامها كمراسلة للتلفزيون الألماني في تونس حتّى عند التطرق إلى مواضيع تعتبر حساسة في البلاد". وتعتمد وكالة الاتصال الخارجي نحو 100 مراسل وسيلة إعلام أجنبية في تونس (وكالات أنباء، إذاعات، تلفزيون، صحف، مجلات...) ومن بين مهامها الرسمية: "مد مراسلي الصحافة العالمية المعتمدين بتونس وكذلك المبعوثين الخاصين في مجال الإعلام بالمساعدة اللازمة لأداء مهامهم". وقال نور الدين المباركي الصحفي بجريدة "الوطن" الناطقة باسم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المعارض ل(د.ب.أ) :" نأمل أن يكون رمضاني في مستوى انتظارات الصحافة التونسية". وقال صحافي متعاون مع وكالة الاتصال الخارجي طلب عدم نشر اسمه إن الرمضاني نجح طوال توليه إدارة الوكالة (التي تضطلع أساسا بمهام الدعاية الإعلامية الإيجابية لتونس في الخارج) في: "نقل صورة موضوعية ومتوازنة عن تونس إلى العالمين العربي والغربي وإخماد حرائق إعلامية كثيرة أشعلها معارضون داخل تونس وصدّروها إلى وسائل إعلام عالمية، كما نحج في مواجهة حملات تشويه ضارية نظمتها مؤسسات إعلامية عربية وغربية ضد تونس".