سمحت السلطات المصرية لقافلة "شريان الحياة 3" التي تضم 158 سيارة تحمل مساعدات إنسانية وأدوية، ومعدات طبية بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بعد السماح لأعضائها بالدخول من ميناء العريش البحري، حيث تم تسيير القافلة على مراحل استمر عبورها لمدة سبع ساعات. وجاءت هذه التطورات حسب صحيفة "المصريون" في أعقاب محاصرة آلاف المتظاهرين الأتراك للقنصلية المصرية باسطنبول وإغلاق الطرق المؤدية إليها والتهديد باقتحامها، احتجاجاً على رفض السلطات المصرية مرور القافلة، واستمرار تعديها على أفراد القافلة والتي تضم عدداً كبيراً من الأتراك من بينهم 17 نائباً بالبرلمان التركي. يأتي هذا فيما تبادل أعضاء القافلة والمسؤولون المصريون وفقاً للصحيفة الاتهامات، ففيما يتهم النائب البريطاني جورج غالاوي رئيس القافلة الحكومة المصرية بالتعنت في السماح لها بالدخول ومحاصرتهم في ميناء العريش لمدة يومين، نفى مسؤولون مصريون ذلك. إصابات واعتقالات جراء اعتداء الأمن المصري على قافلة "شريان الحياة 3" "شريان الحياة" إلى القطاع و"حرية غزة" إلى....؟! "شريان الحياة 3" تصل إلى العريش تركيا تحمي قافلة "شريان الحياة 3" من بحرية الاحتلال "الإسرائيلي" وشن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكى هجوماً شديداً على حركة المقاومة الإسلامية حماس، واصفاً تصريحات فوزي برهوم الناطق باسم الحركة بشأن اعتداءات قوات الأمن المصرية على أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" في ميناء العريش البحري بأنها تدعو للسخرية، بينما زعم محمد بسيوني رئيس لجنة الشؤون العربية والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى وسفير مصر الأسبق بإسرائيل أعضاء القافلة بأنها ضمت عناصر متطرفة اتهمها بأنها تهدف إلى خلق القلق بحجة الدفاع عن غزة، واصفاً لهم ب "الناس الصايعة". وكان نحو خمسين من أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" أصيبوا إثر اعتداء السلطات المصرية عليهم، بعد رفض السلطات إدخال 57 شاحنة واشتراط دخولها من معبر كرم أبو سالم المسيطر عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقال المهندس علي أبو السكر عضو اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة: "إن القوات المصرية هاجمت المتضامنين وضربت عرض الحائط بكل القيم والأخلاق"، لافتاً إلى: أن القوات المصرية استخدمت الرمل المذاب بالماء والحجارة والهراوات والقنابل المسيلة للدموع ضدهم. وأكد أن هناك عشرات الإصابات وبعضها خطرة لأفراد من جنسيات مختلفة ومنهم أتراك وأردنيين، فيما هناك معتقلون. وأوضح أن السلطات المصرية لا تريد إدخال أهم السيارات التي تحمل أدوية ومعدات طبية إلى قطاع غزة في سلوك غير مفهوم، لافتاً إلى: أن القوات المصرية رشقت بشكل متعمد العديد من السيارات وأعطبتها، ما يعكس مستوى الحقد والإصرار على عدم إيصال هذه المساعدات للمحاصرين في قطاع غزة. ووصف رئيس الوفد الأردني وائل السقا ما جرى بأنه مهزلة، مؤكداً: أن ما بين 10 إلى 15 أصيبوا بجروح خطيرة ويحتاجون إلى نقل سريع للمستشفيات، وقد أجريت محاولة علاج الجرحى في ساحة الميناء ومسجده فيما تحاصر القوات المصرية المتضامين، وقال: "لا بد أن تتدخل جهات مسؤولة لوقف هذه المهزلة وهذه الاعتداءات التي تطال ممثلين من 40 دولة من مختلف دول العالم". وظهرت مشاهد على الفضائيات للمتضامين وهم يتعرضون لقمع القوات المصرية، حيث سالت دماء المتضامنين بعد ضربهم على رؤوسهم وأيديهم وشوهدت القنابل المسيلة للدموع وهي تسقط عليهم. وقال أحد المتضامنين: "إنه لم يكن يتخيل حتى في الأحلام أن يتعرض للضرب من القوات المصرية لمجرد أنه يتضامن مع قطاع غزة"، وأضاف: "يا علماء الأمة وجماهيرها الآن الصورة واضحة مصر تحاصر غزة". وأكد عضو في القافلة أنه كان هناك نية مبيتة لتنفيذ هذا الاعتداء الوحشي، بعدما انسحب ممثل الحزب الحاكم المصري من اجتماع مع نواب أتراك وممثل عن الوفد التركي الذي توصل لاتفاق تحويل مسار القافلة من العقبة إلى ميناء اللاذقية فالعريش، إثر رفض السلطات المصرية إدخال عشرات السيارات إلى غزة، وقال: "إثر ذلك بدأ هذا الاعتداء الوحشي غير المسبوق"، مؤكداً: أن هناك عدداً من المعتقلين وعشرات الجرحى. واتهم الناطق الإعلامي باسم القافلة زاهر البيراوي السلطات الأمنية المصرية بأنها استخدمت القوة المفرطة ضد المتضامنين الدوليين، وقال في تصريحات صحفية: "إن السلطات المصرية ترتكب مذبحة بحق المتضامنين الدوليين"، وأكد: أن القوات الأمنية المصرية اقتحمت ميناء العريش وبدأت بضرب المتضامنين بالعصي وقذفتهم بالحجارة، مشيراً إلى: إصابة عدد من الأردنيين لم تعرف أسماؤهم بعد. وأوضح أن السلطات المصرية أحضرت سيارات مليئة بكميات كبيرة من الحجارة لقذف المتضامنين، وقال: "هذه مجزرة لم بشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل. وكانت مصر منعت 57 سيارة من الدخول عبر أراضيها إلى رفح بحجة أنها لا تحمل مساعدات، وطلبت إدخالها عن طريق معبر كرم أبو سالم المحتل من قبل "إسرائيل"، مما أثار غضب الوفد التركي في القافلة وعلى إثر ذلك أغلق أعضاء القافلة الأتراك احد مدخل ميناء العريش بشاحنة، ووضعوا أخرى خلف المدخل الثاني وهدد رئيس اللجنة الخارجية في مجلس النواب التركي رئيس الوفد التركي في قافلة "شريان الحياة 3" بحرق القافلة إذا لم تسمح مصر بدخول كافة السيارات إلى رفح. وحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية فإن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أجرى اتصالات هاتفياً مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط عدة مرات ليلة الثلاثاء وحثه على إطلاق سراح أعضاء قافلة "شريان الحياة" فورا دون شروط، محذراً من أن اعتداءات الشرطة المصرية على أعضاء القافلة التي تضم مواطنين أتراك يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الدولتين. كما تظاهر المئات من الأردنيون للمرة الثانية أمام السفارة المصرية في عمّان للتنديد باعتداء قوات الأمن المصرية على أفراد القافلة ومنع مرورها، وقررت مصر إغلاق معبر رفح البرى اعتباراً من الخميس بعد إتمام عبور القافلة في طريقها إلى قطاع غزة. وتزامن هذا مع إعلان وزارة الداخلية في بيان عن مقتل أحد جنود الأمن المركزي يدعى أحمد شعبان (21 عاماً)، وإصابة 15 من قوات الشرطة و11 شخصا من أعضاء قافلة "شريان الحياة3" على الحدود، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بين أفراد القافلة وقوات الأمن المصرية لرفض السلطات المصرية الإفراج عن نحو 55 سيارة تقول إنها سيارات خاصة وليس سيارات إغاثة. وقالت مصادر أمنية مصرية: "إن مصر طلبت دخول باقي السيارات وبينها سيارات ركوب وسيارتان للبث التلفزيوني المباشر وسيارة تحمل مولداً كهربائياً من معبر العوجة الذي تسيطر عليه "إسرائيل" من الجهة الأخرى"، وأضافت: "أن أعضاء القافلة الذين يمثلون نحو 13 دولة أوربية وعربية اعترضوا على القرار المصري واستولوا على الميناء ورددوا هتافات تقول "غزة غزة رمز العزة والله أكبر". وتتألف القافلة من 198 سيارة مختلفة الأنواع والأغراض من بينها 139 سيارة متنوعة بين شاحنات تحمل مساعدات وسيارات إسعاف، وقد وافقت مصر مسبقاً على دخولها من معبر رفح. من جانبه اتهم جورج غالاوي عضو مجلس العموم البريطاني ورئيس القافلة، وزير الخارجية المصري بالكذب وتضليل العام فيما يخص تحديد مواعيد وخط سير قافلة "شريان الحياة"، ووصف ما حدث من اعتداءات الأمن المصري على أعضاء القافلة في العريش بالمهزلة. وأعلن في تصريحات لبرنامج "بلا حدود" على فضائية "الجزيرة" أنه لن يزور مصر مجداً بسبب ما وصفه ب "جدار الخزي والعار الفولاذي الذي تشيده مصر على حدودها مع قطاع غزة لإطباق الحصار على الشعب الفلسطيني المحاصر"، متهماً مصر بأنها صارت الآن جزءاً من حصار الشعب الفلسطيني. وكشف غالاوي عن الضغوط والمضايقات التي تعرض لها أعضاء القافلة في ميناء العريش حيث منعت عنهم السلطات المصرية الأكل والشرب، وحبستهم 7 ساعات كاملة بزعم عدم توافر ملصقات تأشيرة الدخول. كما اتهم غالاوي الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكى بالكذب وتضليل العالم فيما يخص القافلة، وكشف عن رسالة خاصة أرسل بها إلى السفارة المصرية في لندن قال: "إنه توسل فيها أن تتعامل الحكومة المصرية مع القافلة بعقل وحكمة وألا يرتكبوا خطأ منع القافلة، لأن منعها أو وضع قيود عليها سيضر بسمعة مصر عالمياً". في المقابل، أثنى غالاوي بشدة على الدور التركي وعلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان متمنياً أن يكون كل الحكام العرب مثله في ترحيبه بالقافلة وبذل الجهود لوصولها للعريش، وناشد الرئيس حسني مبارك أن ينظر إلى منطقه في موضوع القافلة، مؤكداً أنه لا يكره مصر الرسمية ولا العرب ولا الرئيس مبارك، إنما يريد فقط إنقاذ الشعب المحاصر. وكشف غالاوي عن تعاطف ضباط وجنود مصريين في ميناء العريش مع أعضاء القافلة، وقال: "إن بعضهم أجهش بالبكاء أثناء صلاة أعضاء القافلة ودعائهم من أجل فلسطين". 07- 01 - 2010