رحب عدد كبير من الخبراء في الإرهاب والمشرعين في تونس بدعوة فرانكو فراتيني وزير الخارجية الايطالي الأخيرة بإقامة تحالف أوروبي-مغاربي ضد امتداد القاعدة في شمال إفريقيا. وقال فراتيني خلال زيارته لتونس إنه لا يريد "أبدا رؤية اليوم الذي تربط فيه شبكة إرهابية متينة بين اليمن والصومال وموريتانيا"، حسب ما أوردته اليومية الجزائرية ليبرتي الاثنين 18 يناير. وقال "إن هذا سيعني فشل جهود المجموعة الدولية في محاربة هذه الآفة". إن دعوة فراتيني للتعاون "الحيوي والضروري" عبر المتوسطي "ليست جديدة على المنطقة ولكن إعادة إحيائها الآن يؤكد أن مخاطر امتداد القاعدة في المنطقة ازدادت تفاقما". الشاوش، عضو حركة التجديد المعارضة، صرح لمغاربية الثلاثاء "إن عودة اهتمام أوروبا بالضفة الجنوبية للمتوسط مهم جدا بعد أن لاحظ قادتها أنهم لم يعودوا في مأمن من الإرهاب خاصة إيطاليا التي لا تبعد كثيرا من الناحية الجغرافية عن المغرب الكبير". فراتيني الذي أنهى جولته الإفريقية التي تضمنت مصر وموريتانيا ومالي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا صرح للصحفيين خلال زيارته إلى العاصمة التونسية "إن التعاون ضد الإرهاب يبقى مهمة حيوية وضرورية وغير قابلة للتأجيل بالنسبة إلى كافة دول شمال إفريقيا، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي". وخلال الأسبوع الماضي أعلنت الخارجية الايطالية أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "هو الذي يحتجز الرهينتين الإيطاليتين اللتين اختطفتا في 19 ديسمبر الماضي بشرق موريتانيا". وفي تصريح لمغاربية الثلاثاء "إن الدعوة التي أطلقها فراتيني ليست جديدة لأن الاتحاد الأوروبي يسعى منذ سنوات إلى إيجاد صيغ تعاون مع البلدان المغاربية للحد من الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب". الخبير "إعادة إثارة ذلك الآن من قبل المسؤول الايطالي يؤكد على أن المؤشرات التي وقع رصدها في الفترة الأخيرة تؤكد على أن تنظيم القاعدة استانف نشاطه في المنطقة المغاربية وهذا ما ينسجم مع ما أكدته أجهزة المخابرات الغربية بأن تنظيم القاعدة استعاد حيويته كما تمكن من استقطاب عناصر جديدة". وزعم الجورشي أنه من الممكن الآن مشاهدة "الامتداد الجغرافي [للقاعدة] يصل إلى اليمن والصومال والصحراء الكبرى". بدوره قال مرسل الكسيبي المحلل السياسي التونسي لمغاربية الثلاثاء "إن مسألة الارهاب ومقاومتها تبقى مسألة حيوية بالنسبة لكل دول العالم، لأن الاستقرار والسلم المدني من شروط تحقق عناصر التنمية والرفاه لكل شعوب العالم". الكسيبي "غير أن ذلك لا ينبغي أن يحول دون أهمية الالتفات إلى موضوعات الإصلاح السياسي والدمقرطة باعتبارها صمام أمان ضد الجنوح إلى العنف والتطرف من منطلقات سياسية أو دينية أو ايديولوجية. وأحسب أن القاعدة بما حملته من أفكار متطرفة نبتت في بيئة تأخرت كثيرا في ترسيخ قواعد العدل والشفافية واحترام القانون والمؤسساتية على صعيد بعض دول المنطقة". وفي إشارة إلى أن نداءات التعاون بدأت أصلا تترجم إلى إجراءات في المنطقة المغاربية ، كشفت صحيفة الشرق الأوسط المتمركزة في لندن في عددها الصادر يوم 17 يناير أن ليبيا وضعت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على قائمة المرتقب وصولهم إلى الأراضي الليبية، تمهيدا لاعتقاله وتسليمه إلى الشرطة الدولية الإنتربول في حالة دخوله الأراضي الليبية. وقال الجورشي "نحن نتفهم الإلحاح في الدعوة الإيطالية للتعاون بين دول المنطقة لمواجهة تنظيم القاعدة فإيطاليا هي أقرب منطقة عبور لأوروبا بالنسبة للمنطقة المغاربية". لكنه أضاف "أن التنسيق الأمني وحده لن يكون العلاج لاجتثاث الارهاب بل نحن في حاجة إلى سياسة أكثر شمولا تركز على العوامل الاقتصادية والاجتماعية والدينية والدمقرطة".