ذكرت تقارير صحفية أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل وصلت إلى أسوأ حالة لها منذ أكثر من ثلاثة عقود، بسبب إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على سياسة الاستيطان وإعلان خطة لبناء 1600 وحدة سكنية في القدسالشرقيةالمحتلة ، رغم الانتقادات المتكررة للإدارة الأمريكية لهذه السياسة التي تقوض سبل الوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. اضافت التقارير أن صبر الرئيس الأمريكي بارام أوباما بدأ ينفد حيال هذه السياسة التي ينعكس أثرها على أمن القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، حسبما أكد نائب أوباما، جوزيف بايدن خلال زيارته الأخيرة لدولة الاحتلال. فبعد ساعات على وصف السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، أزمة العلاقات بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس باراك أوباما، بأنها الأخطر منذ 35 عاماً، عاد رئيس الوزراء إلى رفع سقف التحدي، معلناً أنّ البناء في القدسالمحتلة سيستمر كما كان في السنوات ال42 الماضية، ضارباً عرض الحائط بكل التحذيرات من خطورة تفاقم أزمة العلاقات بينهما. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن تقرير في صحيفة "الاندبندنت"، أكد على أن "صبر أوباما على إسرائيل بدأ ينفد" على خلفية سلوك نتنياهو الذي يشوبه التحدي. وفيما لم يعلّق المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي على إعلان نتنياهو مواصلة البناء في القدسالمحتلة، فإنه كشف عن أنّ واشنطن "تنتظر جواباً رسمياً من الحكومة الإسرائيلية يقدم أجوبة للقلق الأمربكي". وقال: "عندما حدّدت الوزيرة كلينتون لرئيس الوزراء ما تعتقد أنها خطوات مناسبة يجب أن يأخذها، طلبت جواباً من الحكومة الإسرائيلية. ونحن ننتظر رداً". في سياق متصل، قال وزير الخارجية الفلسطيني السابق نبيل شعث إن خطوات تهويد القدس بلغت وتيرة غير مسبوقة، وهذا يجعل من غير المقبول للسلطة الفلسطينية أن تمنح هذه الخطوات غطاء شرعيا باستئنافها المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وطالبت الإدارة الأمريكية الجانب الإسرائيلي بمجموعة خطوات للتخفيف من حدة الأثر الذي تركه إعلان خطة توسيع الحي الاستيطاني، منها الافراج عن سجناء فلسطينيين والتعهد بأن تشمل المحادثات مع الجانب الفلسطيني حين استئنافها بحث قضايا الحل النهائي ومنها الحدود واللاجئين ومستقبل القدس، حسب ما ورد في الصحافة الإسرائيلية، وإن كانت إسرائيل لم تؤكد ذلك رسميا. وتقول الصحيفة إن أحد أسباب الموقف الأمريكي الصارم هو ضغوط تمارسها المؤسسة العسكرية الأمريكية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل تخفيف حدة عداء العالم الإسلامي للولايات المتحدة. وتنسب الصحيفة لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية القول إن إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قال لنتنياهو: "ما تفعله يقوض أمن قواتنا في العراق وأفغانستان". في المقابل، تقول صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن خطوة نتنياهو، التي سبقها هجوم للوبي اليهودي الأمريكي في واشنطن على أوباما، تعكس أحد الأمرين: "إما اطمئنان نتنياهو إلى محدودية السقف الزمني والعملي للأزمة مع الإدارة الأميركية، واستخفافه بالتهديدات الكلامية الصادرة عن واشنطن، وإما رغبته في دفع الأمور إلى حافة الانفجار، سعياً إلى الحفاظ على ائتلافه الحكومي بصيغته الحالية، في ضوء الأنباء عن قائمة مطالب أميركية طلبتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من نتنياهو خلال "مكالمة التوبيخ" الهاتفية التي استمرت حوالي 45 دقيقة قبل يومين" وكان سفير الدولة العبرية لدى الولاياتالمتحدة، مايكل أورن، قد حذّر من خطورة الأزمة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية التي تمر "بأزمة ذات أبعاد تاريخية"، لافتاً إلى أنها وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال 35 عاماً. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أورن قوله، خلال حديث له مع دبلوماسيين إسرائيليين، إن "علاقات إسرائيل مع الولاياتالمتحدة تمر بأسوأ أزمة منذ عام 1975. إنها أزمة ذات أبعاد تاريخية"، في إشارة إلى الضغوط التي مارستها واشنطن عام 1975 على تل أبيب، لإعادة الانتشار في صحراء سيناء المصرية بعد حرب عام 1973. تجدر الإشارة إلى أنّ من المقرر أن يشارك نتنياهو، الأسبوع المقبل، في مؤتمر "إيباك" السنوي في واشنطن. وبحسب "يديعوت"، فقد جرى في مكتبه أول من أمس بحث مسألة ما إذا كان من الأفضل في هذه الظروف إلغاء الزيارة، لجملة أسباب بينها الخشية من رفض أوباما أو نائبه جوزف بايدن لقاءه. غير أنّ مصادر مكتب نتنياهو شددت على أنّ رئيس الوزراء "لا يزال يخطط للسفر إلى واشنطن في زيارة تدوم 36 ساعة فقط"، مع تأكيدها أنه سيلتقي كلينتون أو بايدن، بما أنّ أوباما سيكون في إندونيسيا. الثلاثاء , 16 - 3 - 2010