قال مسؤول بالحكومة يوم الاحد إن السلطات السودانية اعتقلت زعيما معارضا وأغلقت صحيفة حزبه واتهمته بتوجيه هجمات المتمردين في منطقة دارفور التي تمزقها الحروب. ونفى انصار الزعيم الاسلامي المنظر حسن الترابي الاتهامات قائلين ان الخرطوم تشن حملة ضد المعارضين بعد شهر من اول انتخابات تعددية منذ 24 عاما. وقالت عائلة الترابي وانصاره ان ضباط أمن مسلحين اعتقلوا الزعيم المعارض في منزله بالخرطوم في ساعة متأخرة من مساء السبت وعند الفجر داهموا الصحيفة التابعة لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه وألقوا القبض على العاملين فيها وصادروا طبعة يوم الاحد. وكان الترابي (78 عاما) وثيق الصلة بالرئيس عمر حسن البشير قبل صراع مرير على السلطة وانشقاق في 1999-2000 . ويتعرض الترابي للاعتقال والافراج منذ تشكيل حزبه. ووفر الترابي المأوى لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في التسعينات. وقال ربيع عبد العاطي المسؤول الكبير بوزارة الاعلام ان الحكومة لديها الكثير من الادلة على ان الترابي يقف وراء جميع أنشطة حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور وانه يوجه هذه الحركة. واضاف ان الترابي يقف وراء الهجمات التي ارتكبتها حركة العدل والمساواة وتسببت في سقوط الكثير من القتلى والمصابين. وقال عبد العاطي وهو عضو بحزب المؤتمر الوطني المهيمن في السودان ان السبب الاخر لاعتقال الترابي هو سلسلة المقالات التي نشرتها صحيفة رأي الشعب التابعة لحزب المؤتمر الشعبي والتي قال انها استهدفت اهانة الرئيس وزعزعة استقرار البلاد. واستشهد بمقالات تتهم البشير بتزوير الانتخابات وبأن ايران تطور اسلحة نووية في مصنع بالسودان. وقال المركزي السوداني للخدمات الصحفية ان محمد عطا المولى عباس مدير عام جهاز الامن والمخابرات الوطني أمر بمصادرة أصول الصحيفة لاسباب تتعلق بالامن الوطني. ونقل المركز عن مصدر امني قوله "هذا لا يعني التراجع عن التحول الديمقراطي أو قمع الحريات العامة في البلاد." ونفى حزب الترابي الاتهامات المنسوبة الى زعيم الحزب ووصفها بانها ملفقة. وقال كمال عمر المسؤول بحزب المؤتمر الشعبي ان هذا الاتهام غير صحيح. وأضاف انها التهمة المعتادة التي لدى الحكومة للتغطية على أخطائها السياسية في دارفور. ونظم نحو 70 من أنصار المعارضة احتجاجا عاما مقتضبا وان كان نادرا ضد اعتقال الترابي أمام مقر حزب المؤتمر الشعبي في الخرطوم. وقال عبد الله دينق نيال الذي كان مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة " أدين الاعتقال. انه يظهر أننا لا نسير نحو تحول ديمقراطي... الحكومة تتحمل مسؤولية اي تدهور في صحته." وقال الجيش السوداني يوم السبت إنه أخرج قوات حركة العدل والمساواة ومعظم الحركات المتمردة العسكرية من معاقلها بالقرب من الحدود مع تشاد مما أسفر عن مقتل 108 من المسلحين المتمردين. ونفت حركة العدل والمساواة التقرير قائلة انها غادرت المنطقة قبل أيام لتجنب سقوط قتلى من المدنيين. وكانت حركة العدل والمساواة علقت محادثات سلام مضطربة مع الحكومة السودانية الشهر الماضي. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة اعتقال ضد البشير العام الماضي عن جرائم حرب في دارفور. وينفي البشير الاتهامات. وحمل المتمردون السلاح عام 2003 متهمين الخرطوم باهمال المنطقة. وتقول واشنطن ان الخرطوم ارتكبت أعمال قتل جماعية خلال الحملة العسكرية المضادة للتمرد المسلح. وعلى صعيد غير متصل قالت المفوضية الوطنية للانتخابات ان المحكمة السودانية العليا أمرت باعادة اجراء الانتخابات في ولاية البحر الاحمر بعد أن أرسلت جماعة معارضة تسجيلا مصورا أظهر مسؤولين يحشون صناديق الاقتراع ببطاقات انتخاب. وقال أبو بكر وزيري المتحدث باسم المفوضية ان التسجيل المصور سلم للمحكمة فألغت الانتخابات وقالت انه يتوجب اعادتها. من اندرو هيفينز Sun May 16, 2010 6:48pm GMT