قبل ثلاثة ايام من انطلاق مونديال المانيا 2006 لكرة القدم، ارتفعت وتيرة حمي استعدادات الشارع التونسي لهذا الحدث الرياضي، فيما تواصل مسلسل البحث عن منافس جديد للمنتخب التونسي لاجراء آخر مباراة تحضيرية له. وبدأت الحلقة الاولي من مسلسل هذا البحث عندما اعتذر الاتحاد الكويتي لكرة القدم في آخر لحظة لنظيره التونسي عن تنظيم مباراة ودية بين المنتخبين في السابع من الشهر الجاري في مدينة شوانفورت الالمانية. وامام هذا الاعتذار الذي برره الاتحاد الكويتي بتزايد الالتزامات الدراسية لعدد من لاعبي المنتخب الكويتي، سارع الاتحاد التونسي الي البحث عن منافس جديد لاجراء المباراة التحضيرية، حيث اتفق مع الوكيل الرسمي للاتحاد العراقي لكرة القدم علي تنظيم مباراة بين المنتخبين التونسي والعراقي. وسعي الاتحاد التونسي الذي يصر علي ان يلاقي المنتخب التونسي منتخبا سبق له ان خاض مباريات مع المنتخب السعودي، الي الحصول علي ضمانات لتمكين المنتخب العراقي من تأشيرات الدخول لالمانيا، غير ان السلطات الالمانية تراجعت في آخر لحظة ايضا عن منح الوفد الرياضي العراقي تأشيرات دخول، ليجد الاتحاد التونسي نفسه في التسلل مرة اخري. واتجه الاتحاد التونسي لكرة القدم الي ليبيا، حيث طلب من نظيره الليبي امكانية تنظيم هذه المباراة الودية التي تبدو ضرورية لاستعدادات المنتخب التونسي،غير ان الليبيين اعتذروا ايضا في آخر لحظة، مما يعني ان هذه المباراة التحضيرية لن تتم في الوقت المحدد لها. ورغم ضغط الوقت، واصل الاتحاد التونسي لكرة القدم مسلسل البحث عن منتخب يقبل منافسة المنتخب التونسي، حيث دخل في مفاوضات مع عدد من وكلاء المنتخبات الاوروبية عله يجد منتخبا علي استعداد لاجراء مثل هذه المباراة في مدينة شوانفورت قبل اسبوع من اول مباراة رسمية للمنتخب التونسي ضمن اطار مونديال 2006. وفيما يتوقع ان يتواصل هذا المسلسل، بدأت حمي حقيقية تجتاح الشارع التونسي استعدادا لمونديال المانيا 2006 لكرة القدم، حيث انتعشت مبيعات اجهزة التلفزيون والصحون اللاقطة،بينما ارتفعت وتيرة المنافسة بين المقاهي والمطاعم لجلب اكبر عدد ممكن من الجمهور الراغب في متابعة فعاليات المونديال. ويؤكد التاجر محمد بن صالح صاحب محل لبيع التجهيزات الالكترونية واجهزة التلفزيون ان الاقبال علي شراء اجهزة التلفزيون والهوائيات سجل منذ بداية الشهر الجاري تطورا ملحوظا،لم يعهده من قبل. اما زميله توفيق دريدي، فقد لاحظ تزايد اقبال التونسي علي شراء اجهزة التلفزيون من نوع (بلازما) ذات الشاشات الكبيرة رغم ارتفاع سعرها، ولكنه اشتكي بالمقابل من المنافسة غير الشريفة وذلك في اشارة الي اسواق التجارة الموازية التي عادة ما تعرض فيها مواد ومعدات مهربة باسعار مغرية. الي ذلك،تشهد المقاهي والمطاعم التونسية التي انتقلت اليها هذه الحمي، حركة غير عادية لاستقطاب المزيد من الرواد اثناء هذه التظاهرة الرياضية، حيث يقول الهادي مثلوثي صاحب مقهي بتونس العاصمة انه اضطر الي شراء جهازي تلفزيون جديدين لتوفير اكبر قدر ممكن من الراحة لرواد مقهاه. ومن جهته، يقول مبروك نصر انه اضطر الي شراء جهاز تلفزيون بشاشة بلازما كبيرة الحجم ارضاء لرغبة الرواد ولتوفير الجو المناسب لهم لمتابعة المونديال الذي يعتبر فرصة لزيادة المداخيل والارباح . يشار الي ان المنتخب التونسي لكرة القدم الذي يعرف باسم نسور قرطاج يشارك في مونديال المانيا 2006 في المجموعة الثامنة التي تضم منتخبات السعودية واسبانيا واوكرانيا. وسيلتقي في الرابع عشر من الشهر الجاري في مدينة ميونيخ مع المنتخب السعودي في اول مباراة رسمية له خلال هذا المونديال، سيديرها الحكم الاسترالي مارك شيلد. وتعتبر مشاركة المنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم الرابعة من نوعها علي التوالي، حيث تعود اولي مشاركته الي عام 1978 بالارجنتين التي فاز خلالها علي المكسيك وتعادل مع المانيا ليصبح اول منتخب افريقي يفوز بمباراة في نهائيات كأس العالم.