عرض العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز منح لبنان 500 مليون دولار امريكي لأغراض إعادة تعمير ما اتلفته الحرب، كما وافق على إيداع بليون دولار اخرى في مصرف لبنان المركزي لدعم الاقتصاد اللبناني المتداعي. وقد تصاعد الضغط على الليرة اللبنانية خلال الأسبوعين الماضيين منذ بدأت اسرائيل قصفا مكثفا لمناطق مختلفة في لبنان ردا على قيام حزب الله باختطاف جنديين اسرائيليين لمبادلتهما مع أسراه في السجون الاسرائيلية. وكان الملك عبد الله قد عقد اجتماعا مع الرئيس المصري حسني مبارك في الرياض قبيل مؤتمر لوزراء خارجية 12 دولة ينعقد الأربعاء في روما لبحث الوضع في الشرق الأوسط. كما كان حذر من نشوب حرب اقليمية في حال لم توقف اسرائيل هجماتها على لبنان والفلسطينيين. ويقدر الخبراء الدمار الذي لحق بالاقتصاد اللبناني بحوالي ملياري دولار، مع هروب السياح والمستثمرين، ويقولون إن الحكومة ستخسر 600 مليون دولار اخرى من عائداتها. ودعمت السعودية الاقتصاد اللبناني عقب انتهاء الحرب الأهلية في لبنان عام 1990 باتفاق سلام وقع في مدينة الطائف. وقال الملك في تصريح نقلته الاذاعة الرسمية السعودية: "في حال فشلت مساعي السلام بسبب التعجرف الاسرائيلي، فلن يكون هناك من خيار الا الحرب". واضاف العاهل السعودي:"يجب القول ان الصبر لا يمكن ان يدوم الى الابد، بينما آلة الحرب الاسرائيلية تدمر وتقتل، لذلك، لا يمكن لاحد بالتكهن بما قد يحدث". مطالبة، لوم وانتقاد وطالبت السعودية ومصر بوقف فوري للهجوم الاسرائيلي، ولكنهما لامتا حزب الله لإشعاله فتيل الأزمة، وهو ما ولد انتقادا واسعا لموقفيهما في العالم العربي. ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة، مجدي عبدالهادي، إن هناك تخوفا من أن تستغل الجماعات المعارضة والمتطرفة في الشرق الأوسط كبر حجم الخسائر في الجانب اللبناني لتأليب الرأي العام ضد حكام معتدلين مثل الملك عبدالله ومبارك. وفي غضون ذلك، صرح ديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الادنى إن واشنطن قررت المساهمة بمبلغ 30 مليون دولار في جهود الاغاثة الانسانية الدولية للشعب اللبناني. وقال ويلش إن المساهمة الامريكية ستشمل مستلزمات طبية لمئة الف شخص وغيرها من مواد الاغاثة. واشار ويلش الى ان "الامدادات الانسانية ستبدأ في الوصول الى لبنان بطائرات هليكوبتر وسفن." كما قالت تركيا انها تبرعت ب20 طنا من المساعدات قدمها الصليب الاحمر التركي. وفي وقت سابق، أطلق مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند في انتهاء زيارة لبيروت نداء طارئا مطالبا بمبلغ مئة وخمسين مليون دولار لمساعدة المدنيين الذين نزحوا من بيوتهم في الجنوب اللبناني بسبب القصف الإسرائيلي والذي يبلغ عددهم حوالي 800 ألف شخص.