في اطار التصدي لنداءات مناشدة الرئيس التونسي مواصلة المشوار لفترة رئاسية جديدة موعدها سنة 2014 , أسس نشطاء ومعارضون تونسيون مجموعتين فايسبوكيتين تعهدتا بقطع الطريق على الراغبين في تقويض أسس الجمهورية وتأبيد حكم من وصفه الاف المبحرين والفايسبوكيين التونسيين بالديكتاتور . فعلى الفضاء العنكبوتي بوجه عام , والفضاء الفايسبوكي خصوصا تتصعد منذ أيام احتجاجات التونسيين ودعوتهم الصريحة الى انهاء حكم الرئيس زين العابدين بن علي وحكم أصهاره النافذين في مفاصل الدولة , اذ باتت الشبكات الاجتماعية العالمية تحفل بتسجيلات سمعية وبصرية ساخرة من الرئيس ومن محيطه العائلي المتحكم في مسالك السياسة والاقتصاد والفضاء الاعلامي .. يتداول التونسيون وبشكل غير مسبوق عبر هذه الفضاءات نصوصا اعلامية وتعليقات وتقارير وعرائض تدعو الرئيس الحالي الى انهاء ماوصفوه بمشوار العذاب في رحلة 23 سنة قضاها في السلطة , فعبر هذه الفضاءات يبدو الكيل طافحا بالحديث عن الفساد وعن سيطرة أصهار الرئيس من عائلة الطرابلسي على الفضاءات التجارية الكبرى , ليشير البعض وبشكل واضح الى الاحتكار التجاري في موانئ حلق الوادي وصفاقس والى الاحتكارات الكبرى في مساحات مونوبري وكاريفور وجيون وبريكوراما ... ويشخص التونسيون أزمتهم الطافحة في غياب العدالة الاجتماعية وتنفذ عائلات أقارب الرئيس التونسي وزوجته ليلى الطرابلسي , ليشيروا بشكل واضح الى أسماء عماد الطرابلسي رئيس بلدية حلق الوادي ومالك فضاءات بريكوراما , وأيضا الى السيدة نسرين بن علي وزوجها مروان مبروك أحد أكبر أثرياء البلاد والمكلف بادارة مشروعات شركة أورانج للاتصالات , مع تسليط الأضواء على السيد بلحسن الطرابلسي صاحب شركة كارتاجو للنقل الجوي وشركة كاكتوس للانتاج الاعلامي الربحي , وأيضا الى السيد سامي الفهري مخرج ومنتج أكبر البرامج التلفزية الربحية , بالتنسيق مع شركة أنديمول الهولندية التي توجه بث برامج العشرات من تلفزيونات العالم وتثير شغف وفضول التونسيين حول أرقام صرفها على مسلسلات ومنوعات السيد الفهري أحد أصهار العائلة الحاكمة كما يؤكد تونسيون... ويلتحق بركب قائمة المتهمين بالاستغلال الفاحش للنفوذ على الشبكة الاجتماعية العالمية فايسبوك , السيد محمد صخر الماطري صهر الرئيس التونسي - 30 سنة , والذي يمتلك اذاعة الزيتونة وبنكها وموانئ ترفيهية وشركات عقارات وشركات أخرى لتوريد السيارات من أوربا وكوريا الجنوبية , مع تملكه لمجموعة من الصحف صادرة عن دار الصباح التونسية , و ادارته لشركة نقل بحري ومجموعة اقتصادية كبرى تحت تسمية "بريينساس ماطري" ... وفي تحول نوعي لعريضة وطنية أطلقها تونسيون معارضون لحكم الرئيس التونسي وتطالب بالتصدي للتمديد والتوريث , انضم الاف التونسيين لنداء مجموعة فايسبوكية حملت تسمية نداء المائة ألف تونسي ضد التمديد والتوريث , وقد دبجت صورة صفحتها الرئيسة بصورة للرئيس التونسي أرفقت بتعليق انجليزي في الأسفل مفاده : لاأمل .. أما المجموعة الثانية فقد انضم اليها مئات التونسيين بعد يومين من اعلانها , وقد حملت صفة الجمعية الوطنية لحماية الجمهورية , وبرز من بين أعضائها محامون وسياسيون ونشطاء من المجتمع المدني مع عشرات الطلاب والمستقلين , وقد أعلن القائمون عليها بأنهم يهدفون الى قطع الطريق على الراغبين في الرئاسة الأبدية وأحلام التوريث , وقد وجه المشرفون عليها وهم محامون ومعارضون بارزون رسائل الى أعضاء المبادرة تدعوهم الى تحويل شعار لاتمديد ولاتوريث ونعم للجمهورية الحقيقية ولاللجمهورية المزيفة , الى شعار المرحلة والشارع من أجل تحقيق ماوصف بدولة الحق والقانون والمواطنة والمساواة ... في ظل هذه الأجواء المشحونة برفض النخبة والشارع التونسي للتمديد والتوريث , تبدو السلطة حريصة على التعجيل بسيناريو تنقيح الدستور وتثبيت مصالح العوائل التونسية الحاكمة , فقد تناقلت مصادر سياسية مقربة خبر نوايا الغاء السقف الأدنى والأقصى للترشح , ليصبح السن الأدنى 35 سنة , مع الغاء السقف العمري الأقصى للمترشح لمنصب الرئاسة . تنقيح "دستوري" يؤكد كل العارفين بالنظم السياسية الجمهورية على أنه سيعيد تونس الى حالة الاضطراب المفتوح التي عرفتها أواسط الثمانينات من القرن الماضي, كما يرشحها في تقديرات المراقبين السياسيين والعارفين بالشأن المغاربي الى حالة من التململ والفلتان , قد تنتهي بانقلاب جديد أو بانتفاضة شعبية واسعة أو بادخال البلاد في نفق مظلم ومجهول .