في اعتراف واضح بخسائرها الفادحة خلال المعارك الضارية مع مقاتلي حزب الله، وبعد انسحابها .. من مارون الراس وبنت جبيل، وفقدان طائرة تجسس، قررت إسرائيل في خطوة مفاجئة وقف كل عملياتها العسكرية البرية في جنوب لبنان لحين إعادة تنظيم الصفوف، في وقت أطلقت المقاومة دفعة أولى من صواريخ «خيبر 1» تدشيناً لمرحلة (ما بعد حيفا ) طالت لأول مرة العفولة . ونتيجة لصمود المقاومة قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت إنه مستعد لبحث الانسحاب من مزارع شبعا وتسليمها إلى لبنان، وأضاف انه في حال الموافقة على نشر القوات الدولية فإن «وقف إطلاق النار في لبنان سيتحقق في غضون أيام». وأعلن ضباط إسرائيليون بارزون تجميد العمليات العسكرية البرية في لبنان بشكل مؤقت، قائلين إنها ستستأنف بشكل موسع قريباً. ونقلت «هآرتس» عن رئيس هيئة الأركان دان حالوتس قوله إن«المعارك في ال 72 ساعة الأخيرة حصدت ثمناً باهظاً من الجانب الإسرائيلي، ولكنها أيضاً أدت إلى خسائر فادحة في صفوف حزب الله». وأضاف أن «إسرائيل لا تقيس إنجازاتها بعدد القتلى من الطرف الآخر، فهذه حرب متواصلة، محددة الأهداف، ومن الممكن تحقيقها». وقالت الصحيفة إن مواقف جهازي الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تباينت بشأن قدرة حزب الله بعد الضربات التي وجهها له الجيش الإسرائيلي، في حين اعترف ضابط كبير من وحدة«رأس الحربة» في اللواء «غولانى» أو قوات النخبة ان حزب الله الحق هزيمة فادحة ، وجعل الجيش الإسرائيلي جيشاً يقهر، وأباد معظم قوات وحدته. وجاءت الخطوة بعد أن أكد مصدر أمني لبناني أن القوات الإسرائيلية انسحبت من مثلث مارون الراس عيترون بنت جبيل بعد اشتباكات مع مجموعات من حزب الله . وفي نفس الوقت طاردت مجموعات الحزب القوات الإسرائيلية التي كانت تنسحب من مارون الراس إلى مستعمرة افيفيم. وقال المصدر إن مقاتلي حزب الله أطلقوا قذائف صاروخية على القوات المنسحبة ، مشيراً إلى وقوع إصابات مباشرة في صفوف الجنود الإسرائيليين. وأعلن بيان لحزب الله تدمير عدد من دبابات الاحتلال ومقتل وجرح عدد من جنوده وان القوات المعادية انسحبت إلى داخل الخط الأزرق ووصلت إلى افيميم والى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ولم يعد لقوات العدو أي تواجد على الأرض اللبنانية في هذه المنطقة. وأعلن الحزب في بيان أن المقاومة الإسلامية (ذراعه العسكرية) استخدمت للمرة الأولى صواريخ جديدة تحمل اسم «خيبر1» لقصف منطقة العفولة التي تبعد نحو50 كيلومتراً عن الحدود مع لبنان. وبلغ عدد الصواريخ التي أطلقت أمس نحو 100 صاروخ، و سقط 12 جريحاً بينهم اثنان أصيبا بجراح خطيرة في إطلاق صواريخ على حيفا. وأفادت مصادر طبية إسرائيلية بوجود 26 جندياً إسرائيلياً مازالوا يعالجون من إصاباتهم في معارك بنت جبيل ومارون الرأس.وأعلن ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفلد لوكالة» فرانس برس» أن خبراء المتفجرات الذين فحصوا الصاروخ الذي سقط على العفولة «أكدوا انه ليس إيرانياً من طراز زلزال» كما سبق أن أكدت القناة العاشرة الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي. من ناحية أخرى، ذكر تلفزيون المنار التابع لحزب الله أن مقاتليه أسقطوا طائرة تجسس إسرائيلية بعد ظهر الجمعة. ولم ترد أنباء بعد عن وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات من جراء القصف الصاروخي لحزب الله.سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي اتفاق لحل النزاع الإسرائيلي اللبناني يجب أن يتم بالتنسيق مع كافة الأطراف في لبنان بما فيها حزب الله.ونقلت وكالة «ريا نوفوستي » عن لافروف قوله في طريقه من ماليزيا إلى موسكو انه «ينبغي تنسيق أي اتفاق مع كافة الأطراف الرئيسية في لبنان بما فيها حزب الله الممثل في البرلمان والحكومة». البيان - 29/7/2006 +