سخرية من كل شىء بدءا من حكم الرئيس حسنى مبارك الممتد منذ قرابة 30 عاما وحتى أحوال المرور الجنونية تتجلى فى الكتب الساخرة التى باتت تحتل المزيد من أرفف المكتبات فى مصر لتعكس إحباطات جيل شاب. ومن بين الكتب التى تحظى بأكثر إقبال (أكيد فى حل) الذى يحمل غلافه رسما كاريكاتيريا لمواطن أشعث يميل على صفيحة قمامة و(مصر ليست أمى... دى مرات أبويا). وتظهر العناوين الأخرى أن الرسائل من هذا النوع تلقى فى العادة قبولا بين الشبان مثل (كابتن مصر... البوم ساخر للمراهقين) الذى يتناول التحديات التى تواجه الشبان فى البلاد البالغ عدد سكانها 78 مليون نسمة. ويقول نقاد أدب إن المنافذ المحدودة للتعبير السياسى والحملات التى تشنها الدولة على المعارضة المنظمة والهوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء فى أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان تذكى الطلب على هذا الأدب الساخر. وقال الناقد الأدبى ربيع مفتاح «كلما كان الحكم شموليا وكلما كان الاستبداد كلما زادت روح السخرية. إنه نوع من المقاومة». ولا تنم هذه المعارضة الأدبية عن حركة كبيرة بما يكفى لتغيير مسار مصر مع اقترابها من إجراء انتخابات من غير المتوقع أن يواجه فيها الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم الذى يتزعمه مبارك اى تحد يذكر. لكنها قناة إضافية للمعارضة. ويقول نبيل عبدالفتاح من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية «حتى هذه اللحظة قلة من هذه الأعمال تحاول بلورة توعية سياسية أو اجتماعية» وأضاف «لن يكون لها تأثير قوى فى الفترة المقبلة». ويقول محمد خليل المحامى والمستشار الفنى للمجلس القومى لحقوق الانسان إن الحكومة تزيح الغطاء قليلا حتى لا ينفجر القدر. وتقول دار الكتب إن مصر التى ينظر اليها على نطاق واسع على أنها مركز ثقافى فى العالم العربى نشرت نحو 20 ألف كتاب عام 2009 بينما نشرت بريطانيا نحو 130 ألف كتاب فى نفس العام وفقا لما تقوله مؤسسة نيلسن بوك التى تدير وكالة الترقيم الدولى لبريطانيا وأيرلندا. ويقول نقاد أدب وكتاب إن المناخ السياسى بالبلاد يوفر أرضا خصبة لنمو الأدب الساخر. ويصف المؤلف والكاتب بلال فضل الحياة السياسية «إنها نكتة كبيرة وأقرب الى مسرح العبث». وحرك تحرير الاقتصاد النمو الذى يبلغ الآن نحو ستة فى المائة لكن منتقدين يقولون إن هذا لم يعد بفوائد على العامة. وقال مفتاح «هذا النوع من الكتابة ينمو فى حالة وجود متناقضات صارخة بمعنى هناك فجوات كبيرة تفصل بين الأغنياء والفقراء أو بين المثقفين والمواطنين العاديين». تحديث: السبت 16 اكتوبر 2010