: وضعت الولاياتالمتحدة على مدى اكثر من نصف قرن نظاما كاملا من القيود والعقوبات الهادفة الى اضعاف النظام الكوبي، الا انها قوانين قد تستدعي اعادة النظر فيها سريعا في حال غياب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. وغداة "اعلان" فيدل كاسترو تسليمه السلطة موقتا لاخيه راوول لاسباب صحية، بدأ البعض يفكر في مستقبل العلاقات الاميركية الكوبية. بالنسبة الى هؤلاء، تضع القوانين المناهضة لفيدل كاسترو واشنطن في موقف غير مناسب في حال ارادت التحرك بعد رحيل كاسترو. وقال العضو في الكونغرس جيف فليك الذي ينتقد باستمرار سياسة الحكومة الاميركية تجاه كوبا، "سواء كان كاسترو مريضا او ميتا او انه يمتحن ردود الفعل في كوبا، فان الولاياتالمتحدة لن تتمكن من تقديم اي عون". واضاف "اننا بعيدون اكثر من اي يوم مضى عن الكوبيين الذين يمكنهم احداث التغيير الذي نرغب به". ورأى ان الطريقة الاكثر فاعلية لتشجيع اصلاحات ديموقراطية في الجزيرة تكمن في الحد من القيود الاميركية في مجالي التبادل التجاري وتنقل الاشخاص. وقال "افضل ما يمكننا القيام به اليوم، مهما كان وضع كاسترو، هو ترك الاميركيين يسافرون الى كوبا والبدء بارساء اسس لعملية انتقالية ايجابية". وينص القانون الاميركي على عدم جواز ان تقدم واشنطن دعما الا الى حكومة انتقالية لا تضم فيدل كاسترو ولا شقيقه راوول الذي يتولى الحكم موقتا. ويفترض ان تلبي هذه الحكومة شروطا عدة بينها اجراء انتخابات حرة. ويدعم عدد من النواب الاميركيين العقوبات على كوبا بشدة، الا ان هناك عددا آخر متزايدا في الكونغرس يميل الى تخفيف هذه القيود. وقال فليك "اننا نواجه اعتقادا خاطئا منتشرا مفاده ان الولاياتالمتحدة يمكنها ان تشجع حدوث عملية انتقالية فور رحيل كاسترو". واضاف "لكن مع تسلم شقيق كاسترو ووجود عناصر كثيرة تخلو من الحكمة في القانون الاميركي، ستبقى الولاياتالمتحدة جانبا، فيما سيبذل ما تبقى من العالم الديموقراطي جهودا من اجل الاصلاح". ويرى انصار التغيير الاستراتيجي في كوبا في الولاياتالمتحدة انه لا بد ايضا من اعادة النظر في السياسة التي تنص على منح الكوبيين الذين يصلون الى الشواطىء الاميركية اللجوء فورا، وهو قانون يشجع منذ سنوات الراغبين بالهجرة من كوبا على التعرض لاخطار رهيبة. ويتحكم قانون هلمز بورتون الصادر في 1996 الى حد بعيد بالسياسة الاميركية تجاه كوبا، الذي يسمح برفض منح تأشيرة دخول اميركية الى اي اجنبي لديه اعمال في كوبا. واكد الرئيس الاميركي جورج بوش في 2002 الابقاء على القيود على التنقلات، مع الدعوة الى تعزيز العلاقات مع الشعب الكوبي. واعلن في ايار/مايو 2002 "مبادرة من اجل كوباالجديدة" تتضمن تخفيف القيود على المساعدات الانسانية التي تقدمها المنظمات غير الحكومية الاميركية. وفي 2003، نشرت الحكومة الاميركية تقريرا صادرا عن لجنة خبراء يدعو الى تشديد الحصار على كوبا. ويرى العضو الديموقراطي في الكونغرس الاميركي توم لانتوس ان على الكوبيين انفسهم ان يقرروا. ويقول لانتوس، وهو من اصل مجري عايش النظامين النازي والشيوعي في وطنه الام، "في يوم قريب، ستنعم كوبا بالحرية". ويضيف "في امكان الحكومة هناك ان تتخذ بعد تدابير من اجل تجنب الانهيار الذي عرفته الانظمة الشيوعية الاخرى. على هافانا ان تخفف من القيود المفروضة على شعبها وان تحرر سجناءها السياسيين وان تظهر احتراما حقيقيا للقانون". الا ان مراقبين آخرين مثل وين سميث من مركز الدراسات حول السياسات الدولية المؤيد لتعزيز العلاقات مع كوبا، يرى ان البحث في هذه المسائل سابق لاوانه. ويقول ان "كاسترو ينسحب (عن الساحة السياسية) لفترة قصيرة"، مضيفا "ليست هذه النهاية، ومن الافضل للولايات المتحدة الا تفكر بانها النهاية".