استقبل آلاف من أنصار حركة النهضة في تونس الزعيم الاسلامي التونسي راشد الغنوشي الذي عاد امس الى بلاده بعد 22 عاما قضاها في المنفى. وتعتبر عودة الغنوشي من ابرز المؤشرات حتى الان على التغيير الذي تشهده تونس منذ اطاح محتجون برئيسها الشهر الجاري. وحطت الطائرة القادمة من لندن والتي تقل الغنوشي في مطار تونس في حين لم يلاحظ انتشار قوات الامن. وفي بهو المطار الذي عمه الاكتظاظ حتى في شرفات الطابق الاول، انتظره المئات من انصار حركة النهضة الاسلامية امام بوابة خروج ركاب طائرة بريتيش ايرويز. وفي مكان منزو قليلا وقف العشرات من المدافعين عن العلمانية رافعين لافتات تنتقد التيار الاسلامي. وغادر راشد الغنوشي لندن صباحا برفقة إحدى بناته واعلن قبل رحيله انه "سعيد جدا". وقال الرجل الستيني الذي يعود الى بلاده بعد اسبوعين من سقوط الرئيس بن علي في 14 يناير "اعود اليوم الى بلادي وكذلك الى العالم العربي". وبمجرد خروجه من المطار، تعالت زغاريد النساء، فيما شرع مؤيدوه في التكبير"الله أكبر الله اكبر..لا إله إلا الله"، ثم تعالت الشعارت من قبيل "الشعب مسلم ولا يستسلم"، و"بن علي يا جبان.. شعب تونس لا يُهان"، و"يا مبارك يا مبارك.. بن علي في انتظارك". ولم يدل الغنوشي بأي تصريح، كما لم يلق أي كلمة في الجموع التي احتشدت داخل المطار وخارجه لإستقباله، فيما كان عدد من أعضاء حركة "النهضة الإسلامية" يوزعون نص تصريح كان قد أدلى به الغنوشي في وقت سابق، وأكد فيه أنه "لا ينوي الترشح لأي إنتخابات رئاسية أو برلمانية، ولا يسعى لأي منصب". وكان لافتا أثناء إنتظار راشد الغنوشي،أن أعضاء حركة النهضة تحاشوا النشيد الوطني التونسي، ورددوا في المقابل نشيدا دينيا هو "في حماك ربنا". وقال عبد الحفيظ عمري(موظف بنكي) إنه جاء إلى المطار لإستقبال زعيم وداعية ديني هو راشد الغنوشي الذي "سيعيد لتونس هويتها الإسلامية". وإعتبر أن تونس "عاشت تغريبا دينيا"، فيما تساءل لطفي بن حسن قائلا" ماذا سيكون ردة فعل الحكومة المؤقتة إزاء هذه العودة المخالفة للقانون بإعتبار أن راشد الغنوشي صدرت ضده أحكام غيابية بالسجن المؤبد".يشار إلى أن راشد الغنوشي الذي يُعتبر أحد أبرز رموز الفكر الإسلامي في تونس والمنطقة العربية، حيث يتمتع بعضوية مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، صدرت في حقه أحكام عديدة بالسجن خلال عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وفي عهد بن علي، منها حكم صدر ضده في العام 1992 يقضي بسجنه مدى الحياة. 2011-01-31