الداخلية التونسيةأعلنت وزارة الداخلية التونسية أنها "استنكرت بشدة تعمد بعض المتشددين ودعاة التطرف التظاهر أمام بعض المعالم الدينية (التي لم تسمها) ورفع شعارات معادية للأديان والتحريض على العنف والعنصرية والتمييز" بعد تظاهر مجموعة من الأشخاص أمام كنيس يهودي وسط العاصمة تونس وترديدهم شعارات معادية للسامية. وقالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم "الثلاثاء"إن هؤلاء "ليس لهم من غاية سوى النيل من قيم نظامنا الجمهوري المرتكز على احترام الحريات والمعتقدات والتسامح والتعايش السلمي بين كل الأطياف وضمان ممارسة الحقوق المدنية". ونبهت الوزارة إلى أنها "لن تدخر أي جهد للحفاظ على هذه القيم والتصدي لكل من يحاول التحريض على العنف أو إثارة الفتنة بين أفراد الشعب التونسي والمساس بصفو الأمن العام". وذكر "روجيه بيسموث" رئيس الجالية اليهودية في تونس في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مجموعة من أربعين شخصا تجمعوا صباح الجمعة الماضي أمام الكنيس اليهودي الأكبر بشارع الحرية (وسط العاصمة تونس) ورددوا شعارات معادية للسامية و"كلاما غير لائق" ضد اليهود. وقال شهود عيان ل (د.ب.أ) إن مجموعة الأشخاص رددوا شعارات دعوا فيها إلى "إقامة دولة خلافة إسلامية وتطبيق الشريعة والقضاء على الكفار". وأضاف روجيه بيسموث أنه تحدث يوم السبت الماضي مع الوزير الأول محمد الغنوشي بشأن هذه الحادثة ولفت إلى أن الوزير "كان على علم بالحادثة قبل أن يتحدث معه بشأنها". وعبر رئيس الطائفة اليهودية عن أمله في "ألا تتكرر مثل هذه الأشياء غير المقبولة" وقال إنه لم يطلب من السلطات التونسية اتخاذ إجراءات أمنية خاصة لحماية المعالم اليهودية أو اليهود في البلاد. ويعيش في تونس أقل من 2000 يهودي تتركز غالبيتهم بجزيرة جربة (500 كم جنوب العاصمة تونس) حيث يوجد كنيس الغريبة وهو أقدم كنيس خارج القدس (بني قبل 2500 عام). يذكر أن كنيس الغريبة تعرض سنة 2002 إلى هجوم انتحاري تبناه تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان اثنان).