كشف وزير الدفاع التونسي رضا قريرة الذي عمل في عهد الرئيس المخلوع، وفي الحكومتين المؤقتتين الأولى والثانية، عن معلومات أماطت اللثام عن جزء هام من خفايا ما جرى خلال الأيام الأخيرة لسقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي . ووفقاً لتصريحات قريرة فإن ملامح “مؤامرة إنقلابية” في تونس بدأت تتبلور له خلال ال72 ساعة التي سبقت فرار ابن علي من البلاد، واتهم ضمنيا الجنرال علي السرياطي قائد الأمن الرئاسي بنسج خيوطها . وقال قريرة في حديث نشرته صحيفة “الشروق” في عدديها الصادرين الثلاثاء والأربعاء، إن السرياطي اتصل به قبل الخطاب الثالث والأخير للرئيس المخلوع “وطلب تحرك الجيش بفاعلية أكبر، لأننا قد لا نجد أي رئيس للبلاد غداً في قصر قرطاج” . وأضاف “في حدود الساعة الثامنة من مساء الخميس 13 يناير، علمت أن بعض ضباط الشرطة والحرس بصدد تسليم أسلحتهم للثكنات العسكرية، وقد استغربت الأمر وطلبت عدم قبول السلاح تفاديا لأي مؤامرة قد يقع فيها اتهام الجيش من الغد بأنه نزع أسلحة الأمن والحرس” . وتابع في حدود الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الفرار، اتصلت بالرئيس المخلوع وأعلمته بتسليم الأسلحة فحاول تهدئتي وقال لي “لا تهول الأمر إن أعوان الأمن خائفون” . ويضيف بحلول منتصف النهار، اتصل بي بن علي هاتفياً وكان شبه مرتبك ليسألني عن سر طائرة الهيلوكبتر التي ستأتي إلى قصر قرطاج وتقتل من فيه بالقنابل ويقودها أعوان أمن ملثمون” . وقال إنه اتضح بعد مراجعة الجيش أن ذلك ليس صحيحاً، وأنه أعلم الرئيس المخلوع الذي تساءل عما يفعله السرياطي، مضيفاً “بعد ذلك بربع ساعة طلب مني إرسال الجنرال رشيد عمار إلى مقر وزارة الداخلية ليتولى مهمة التنسيق الأمني بين المؤسستين الأمنية والعسكرية” . ويتضح من هذه المعلومات أن الجنرال علي السرياطي كان يزود الرئيس المخلوع بمعطيات خاطئة وفق خطة مرسومة، حيث لا ينفي قريرة، أن خطة ما كان يعد لها السرياطي سيكشف التحقيق عن ملابساتها . وقال إنه هو الذي أمر باعتقال الجنرال السرياطي، لتحبط بذلك المؤامرة .