تسارعت وتيرة إجلاء اللاجئين العالقين على الحدود التونسية مع ليبيا أول أمس الثلاثاء، مع نقل خمسة آلاف شخص جوا حسب إحصائيات للجيش التونسي أصدرها أمس . وتم الثلاثاء تنظيم 24 رحلة جوية انطلاقا من مطار جربة جرجيس الدولي (جنوب شرق) نقلت 2500 بنغالي ونحو ألفي غاني و700 مالي إلى بلدانهم . ومن المقرر أن يتم إجلاء 4500 لاجئ عبر 21 رحلة جوية، حسب ممثل للأمن المدني الأوروبي في مركز راس جدير الحدودي . وأحصى حرس الحدود التونسيون وصول ألف لاجئ جديد الثلاثاء إلى تونس . وحسب موظفين دوليين يعملون عند الحدود فإن مخيم الشوشة لا يزال يؤوي 17500 لاجئ . ومنذ 20 شباط/فبراير الماضي، فر من ليبيا نحو 280 ألف شخص منهم أكثر من 151 ألفا قدموا إلى تونس و118 ألفا توجهوا إلى مصر، حسب بيان للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين . وقالت المفوضية “مع اشتداد المعارك في ليبيا تعرب المفوضية عن قلقها حيال المدنيين الذين يحتاجون للفرار من مناطق المعارك والباحثين عن اللجوء” . وأضافت أن “المدنيين قد يجدون أنفسهم غير قادرين على المغادرة بل وربما يتم منعهم من ذلك” . وقالت المتحدثة باسم المفوضية مليسا فليمنغ “نحن نناشد كل الأطراف ضمان مرور آمن لكل المدنيين الفارين من العنف”، مضيفة “من الطبيعي أن نرى أعدادا كبيرة من المصابين في مثل هذه الظروف إلا أن موظفينا على الحدود مع مصر وتونس لم يشاهدوا إلا قلة” . وأشارت المفوضية إلى أن وضع مواطني الدول الأفريقية جنوب الصحراء حرج، مع تواصل ورود المكالمات الهاتفية طلبا للمساعدة من اللاجئين العالقين وطالبي اللجوء، واعتقال اللاجئين الإريتريين في الحدود الشرقية والغربية للبلاد . ولفتت إلى أن التقارير تشير إلى أن معظم الفارين من العمال المهاجرين، وبلغ عددهم ،280614 لا يتجاوز عدد الليبيين منهم 12256 شخصا . وبات 3500 شخص عالقين حالياً على الحدود المصرية، معظمهم بنغاليون، إلا أن عدد الرحلات من مصر إلى بنغلادش زاد وغادر نحو 900 بنغالي . وينتظر أكثر من 16 ألف شخص في مخيم على الحدود توفير المواصلات أو حلول أخرى . وأفادت المفوضية أن الظروف المناخية على الحدود قاسية مع برودة الجو ليلا وعدم وجود المأوى المناسب، وقامت المفوضية بتوزيع الأغطية والطعام والمياه . وطلبت من الحكومة المصرية السماح للاجئين وطالبي اللجوء السياسي بالدخول وتوفير مأوى لهم بعيدا عن الحدود لحين إيجاد حل لهم . في سياق متصل، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة “اليونيسف” وصول 47 طنا من المساعدات إلى بلدة بن قردان على الجانب التونسي من الحدود، لتغطية الاحتياجات في مجال الصحة وحماية الأطفال والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة . وقالت ممثلة اليونيسف ماريا لويزا فورنارا “مع ارتفاع عدد الأسر التي تعبر الحدود فرارا من العنف، كثفت اليونيسف وشركاؤها من الاستجابة لتلبية الاحتياجات” . وتستعد المنظمة لتلبية الاحتياجات داخل ليبيا حالما يسمح الوضع الأمني . إلى ذلك، قال أحمد كرمنو وزير الدولة السوداني بوزارة مجلس الوزراء رئيس اللجنة الوزارية العليا لإجلاء السودانيين من ليبيا، إن عدد العائدين من ليبيا بلغ نحو (14) ألفاً، مشيراً للجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في سبيل تذليل عودتهم . وأوضح في مؤتمر صحفي أمس أنه تم استخدام (14) طائرة، و(16) باخرة، و(60) حافلة، في عملية الإجلاء، وأعرب عن تقديره للسلطات المصرية والتونسية لما قدمتاه في سبيل تسهيل عودة السودانيين . وتوقع أن تتزايد أعداد السودانيين العائدين من ليبيا . تحديث:الخميس ,17/03/2011