قصفت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ليبيا بصواريخ توماهوك وشنت غارات جوية حتى الساعات الأولى من اليوم الأحد 2-3-2011، مثيرة غضب العقيد معمر القذافي الذي أعلن المتوسط "ميدان حرب". وفي أكبر تدخل عسكري في العالم العربي منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003، أطلقت السفن الحربية الأميركية والبريطانية 110 صواريخ توماهوك عابرة على الأقل على ليبيا السبت، كما قال عسكريون. هجمات وقال الأميرال الأميركي وليام غورتني لصحافيين أن هذه الصواريخ أصابت "أكثر من عشرين هدفا من الأنظمة المضادة للطيران وغيرها من المنشآت الدفاعية" على الساحل الليبي. من جهته، ذكر مسؤول فرنسي طلب عدم كشف اسمه وكالة "فرانس برس"، أن الهجمات الجوية بالطائرات والصواريخ "منسقة" من مقر أميركي في ألمانيا. وجاء الهجوم بعد يومين من تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يجيز استخدام القوة ضد ليبيا لمنع قوات القذافي من سحق الثوار في أول ثورة تشهدها ليبيا منذ 41 عاما ضد نظام العقيد معمر القذافي. وقال مراسل لوكالة "فرانس برس"، إن قنابل ألقيت الأحد قرب باب العزيزية مقر القذافي ما أدى إلى رد من المدفعية الليبية المضادة للطيران استمر حوالي أربعين دقيقة. وكان التلفزيون الليبي ذكر أن مئات الأشخاص تجمعوا أمام باب العزيزية ومطار العاصمة للدفاع عنه. وقال مسؤول ليبي لوكالة "فرانس برس"، إن 48 شخصا على الأقل قتلوا و150 جرحوا معظمهم من النساء والأطفال -- في ضربات التحالف التي بدأت عند الساعة 16,45 بتوقيت غرينتش من السبت. وبدأ الهجوم بغارة جوية قصفت خلالها طائرة حربية فرنسية آلية تابعة لقوات الزعيم الليبي. وذكر التلفزيون الليبي نقلا عن متحدث باسم الجيش الليبي أن "أهدافاً مدنية" في مدن طرابلس ومصراته وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية تعرضت السبت لغارات "معادية". سنهاجم كل هدف وفي كلمة مقتضبة عبر الهاتف بثها التلفزيون الليبي مساء السبت، قال القذافي بعد ساعات قليلة على بدء العملية العسكرية "سنهاجم كل هدف مدني أو عسكري في البحر الأبيض المتوسط". وأضاف إن "البحر المتوسط متعرض للخطر إثر هذا العدوان البربري وقد أصبحت هذه المنطقة ميدان حرب فعلية"، مؤكدا أن "مصالح الدول التي شاركت في العدوان ستتعرض للخطر بسبب العدوان الجنوني الصليبي الكفيل بإشعال حرب". وأكد القذافي أنه "منذ الآن يجري فتح مخازن السلاح لتسليح الشعب الليبي دفاعا عن وحدة تراب" ليبيا، مشدداً على أن "الشعب الليبي الشجاع يتصدى لهذا العدوان بكل عزيمة وصبر". وأعلنت وزارة الخارجية الليبية في بيان أنها تعتبر قرار مجلس الأمن 1973 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وإقامة منطقة حظر جوي فوق أراضيها "انتهى مفعوله" ودعت مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ وقالت إن الهجمات على ليبيا "أمر يهدد الأمن والسلم الدوليين"، داعيةً إلى "عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بعد وقوع عدوان فرنسي بريطاني أميركي على ليبيا الدولة المستقلة العضو في الأممالمتحدة". كما أعلنت ليبيا أنها قررت عدم التعاون مع أوروبا لمكافحة الهجرة غير الشرعية. ونقل التلفزيون الرسمي الليبي عن مسؤول أمني أن ليبيا رفعت يدها عن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وكانت دول عدة مثل ايطاليا وفرنسا تحدثت عن خطر تدفق مهاجرين إلى أراضيها انطلاقا من شمال إفريقيا بعد الثورات التي شهدتها هذه المنطقة خصوصا في تونس وليبيا. ووصلت مراكب تنقل آلافا من المهاجرين الذين لا يحملون وثائق ثبوتية ومعظمهم من التونسيين إلى جزيرة لامبيدوزا الايطالية في الأسابيع الأخيرة. عمل عسكري وتهدف العملية العسكرية الغربية إلى وضع حد للقمع الدامي الذي يمارسه نظام القذافي ضد المتمردين الليبيين منذ أكثر من شهر. وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما انه أذن للقوات الأميركية القيام ب"عمل عسكري محدود" في ليبيا لفرض احترام القرار 1973، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة لن تنشر قوات على الأراضي الليبية. وحذر أوباما الزعيم الليبي معمر القذافي بأن "الأفعال لها عواقب"، مبرراً بذلك قرار الولاياتالمتحدة بالمشاركة في عمليات القصف. إلا أنه أكد أن عملية "فجر الاوديسة" لا تتضمن إرسال قوات برية إلى ليبيا. 20 مارس 2011