قال حزبان تونسيان كانا يتمسكان بموعد 24 تموز/يوليو لاجراء انتخابات المجلس الوطني التاسيسي، الاثنين انهما لا يستبعدان تاخير الانتخابات لكن بعد التشاور والتوافق، في حين ابدى رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات "تفاؤله" بقرب التوصل الى حل. وقالت مي الجريبي الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي لوكالة فرانس برس "لم يعد بالامكان الحديث عن تاريخ 24 تموز/يوليو". واضافت "المهم الان هي الدعوة الى اتفاق موسع حول الطريقة المثلى للوصول الى مكاتب الاقتراع" ودعت الى "مناقشات بين الحكومة وكافة القوى السياسية" في البلاد. من جهته قال سمير ديلو القيادي في حزب النهضة الاسلامي "هدفنا ليس الاصرار الاعمى (على موعد 24 تموز/يوليو) بل وجوب ايجاد توافق بين كل الاطراف السياسية". واضاف "الروزنامة الانتخابية التي قدمتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ليست مقنعة، ولكن نحن مع التمشي التوافقي...نحن ضد الراي الواحد". وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس اعلنت الخميس تمسكها بتاجيل موعد انتخاب المجلس التاسيسي الى 16 تشرين الاول/اكتوبر معاكسة بذلك موقف الحكومة الانتقالية التي اعلنت قبل يومين انها "توصي" بالابقاء على تاريخ 24 تموز/يوليو المقرر، ما يؤشر الى تجاذب لم تحسم نتيجته. الا ان رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي اشار الجمعة الى امكان تأجيل الانتخابات مؤكدا ان الحكومة ستقبل بذلك اذا كانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات "ترى ذلك ضروريا". وانقسمت الاحزاب السياسية في تونس التي بلغ عددها 81 حزبا بين مؤيد لموعد 24 تموز/يوليو بداعي العودة باسرع ما يمكن الى الشرعية الدستورية والاهتمام بتحسين الوضع الامني والاقتصادي المهتز، واحزاب اخرى تطالب بتاجيل الانتخابات اشهرا قليلة لضمان التحضير الجيد لها كي تكون "اول انتخابات تعددية وديموقراطية وحرة وشفافة حقيقية" منذ استقلال تونس قبل 55 عاما. وقال كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الاثنين ان "غالبية الاحزاب السياسية اقتنعت بالحجج التي قدمتها الهيئة" لتاجيل الانتخابات. واضاف ان "مشارورات جارية مع الحكومة وان الهيئة بصدد تطوير مقترحها" في اشارة على ما يبدو الى قرب التوصل الى حل وسط بين تاريخي 24 تموز/يوليو و16 تشرين الاول/اكتوبر. من جانبه قال عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والانتقال الديمقراطي لوكالة فرانس برس انه يتوقع ان يرتسم توافق على تاريخ للانتخابات على الارجح "الاسبوع المقبل" مكررا ان موعد 24 تموز/يوليو اصبح عمليا غير ممكن. وردا على سؤال حول احتمال تاخير موعد الانتخابات الى شهر ايلول/سبتمبر اكتفى بن عاشور بتاكيد ان "بعض الاحزاب اشار الى ذلك" لكنه لم يتم اتخاذ اي قرار بهذا الشان حتى الان. 30 ماي 2011