حذر الحزب الديمقراطي التقدمي القوى التي تقف وراء الدعوة الى إسقاط الحكومة من أن المبالغة في تقدير قوتها أو الإستهانة بقوة الدولة 'لن يؤول سوى إلى نتائج وخيمة قد تعرض البلاد في مستنقع العنف وتداعياته المدمرة'. تباينت مواقف الأحزاب التونسية من فحوى الخطاب الذي توجه به الاثنين رئيس الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي إلى الشعب ،في أعقاب أعمال العنف والشغب التي عصفت بتونس على مدى الأيام الأربعة الماضية. فقد اعتبر الحزب الديمقراطي التقدمي أن الدعوة إلى إسقاط الحكومة التونسية المؤقتة بواسطة الشارع والإستعاضة عنها 'بحكومة وحدة وطنية' يمثل تراجعا عن التوافق الذي قام عند تشكيل الحكومة المذكورة في شهر أذار/مارس الماضي. ولم يتردد الحزب خلال مؤتمر صحافي عقدته أمينته العامة مية الجريبي امس الثلاثاء في وصف محاولة إسقاط الحكومة الإنتقالية بأنها محاولة 'للاستيلاء على الحكم عن غير طريق الإنتخاب،وبالتالي اجهاض المسار الإنتخابي'. وكان السبسي اتهم في خطابه تيارات فكرية وأحزاب سياسية يمينية ويسارية، بالوقوف وراء أعمال الشغب والفوضى في البلاد. ولم يحدد اسم تلك التيارات، لكنه قال إنها 'معروفة لدينا وللشعب التونسي، وهي أطراف ثبت أنها تتعامل بخطابين مزدوجين'، وهو ما فُسر بأن المقصود بذلك هي حركة النهضة الإسلامية. وحذر الحزب الديمقراطي التقدمي القوى التي تقف وراء الدعوة الى إسقاط الحكومة من أن المبالغة في تقدير قوتها أو الإستهانة بقوة الدولة 'لن يؤول سوى إلى نتائج وخيمة قد تعرض البلاد في مستنقع العنف وتداعياته المدمرة'. أما حركة التجديد التونسية(الحزب الشيوعي سابقا) فقد إعتبرت أن ما شهدته تونس خلال الأيام الأربعة الماضية من أحداث خطيرة ' يوحي بوجود مخطط ممنهج يرمي إلى زعزعة إستقرار البلاد وضرب مؤسسات الدولة بالإعتداء على مقرات الأمن واستهداف أعوانها أثناء قيامهم بواجبهم،وعلى المؤسسة العسكرية'. واستنكرت في بيان حمل توقيع أمينها العام الأول أحمد إبراهيم بشدة تلك الأعمال التي وصفتها بالإجرامية، وبكل محاولات التصعيد التي من شأنها أن تؤدي إلى الفوضى سواء كان ذلك عبر الأفعال أو عبر التصريحات اللامسؤولة. كما نددت أيضا بكل الأطراف التي تقف وراءها. وطالبت في بيانها الحكومة بتكثيف المشاورات مع الأحزاب والمنظمات الفاعلة قصد التوصل إلى موقف وطني موحّد من شأنه تحقيق التهدئة وإرساء أسس التوافق الوطني الكفيل بإنجاح مسار الإنتقال الديمقراطي. من جهته لم يتردد حزب المجد في القول إن خطاب السبسي جاء 'مخيبا للآمال والإنتظارات' في ما يتعلق بمحاسبة قتلة الشهداء وإقالة بعض الوزراء غير المرغوب فيهم شعبيا. واعتبر في بيان حمل توقيع رئيسه عبد الوهاب الهاني،وزعه اليوم أن الخطاب المذكور 'إتسم بطابع تشويهي وتغاضى عما وقع بالقصبة من مساس سافر بالمقدسات والأشخاص والنشطاء السياسيين والصحفيين.' وأضاف أن الخطاب 'تميز بمقايضة جلية بين ضرورة الصمت عن إنتقاد الحكومة مقابل الأمن'،معربا عن تمسكه بحق التظاهر في إطار سلمي. 2011-07-20