النمط (إي - كولاي أو 157: إتش 7) - يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرةً تنتقل عبر الغذاء، سواء بعد تناول اللحوم الغير مطهية، أو أكل الخضروات المزروعة في الأراضي الملوثة. حسني ثابت - شبكات اخبارية-الوسط التونسية: أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذا النوع من البكتيريا نادر جداً ولم يسبق أن تسبب في انتشار أوبئة، وقد أصدر مكتب المنظمة لإقليم شرق المتوسط بياناً يتضمن العديد من الحقائق والمعلومات حول بكتيريا "إي - كولاي" التي انتشرت في أوروبا، وأدت إلى العديد من الوفيات، وأنها نوع من البكتيريا يشيع وجودها في القناة الهضمية للإنسان والحيوانات ذات الدم الحار، ولهذه البكتيريا أنماط عديدة أغلبها غير ضار، إلا أن بعضها - مثل النمط (إي - كولاي أو 157: إتش 7) - يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرةً تنتقل عبر الغذاء، سواء بعد تناول اللحوم الغير مطهية، أو أكل الخضروات المزروعة في الأراضي الملوثة. و "إي - كولاي" هي بكتيريا عضوية الشكل لا ترى بالعين المجردة مثل كافة أنواع البكتيريا، يبلغ طولها 2 ميكرون - جزء من مليون جزء من المتر - وقطرها 0.5 ميكرون، ويبلغ حجمها 7 ميكرون مكعب، وتعيش بصورة طبيعية فى أمعاء الجهاز الهضمي للإنسان والثدييات، وتستوطن الأمعاء فى الأيام الأولى للحياة من أيدى المحيطين بالوليد. ومن جانبه أكد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومراقبتها على أنه تعرف على البكتيريا التي أثارت فوضى في أوروبا، وقال إنها نسخة نادرة لبكتيريا "إيشيريشيا كولاي 0104 اتش4"، وقد اكتشفت هذه البكتيريا بواسطة طبيب الأطفال الألماني "إشريك تيودور" سنة 1885، وسُميت بهذا الاسم نسبة لإسم المُكتشف، ولوجودها فى القولون "الأمعاء الغليظة"، حيث تلتصق بالأمعاء وتؤثر على الدم والكليتين، وأحياناً على الجهاز العصبي المركزي. يُذكر أن هناك عدداً من السلالات من بكتيريا "إي - كولاي" المُسببة للنزيف المعوي، وربما تكون السلالة الجديدة واحدة من هذه السلالات، حيث قالت التقارير إن السلالة المُسببة للأزمة الأخيرة لم تُعزل من قبل، وتجدر الإشارة إلى أن سلالات "إي - كولاي" المُفرزه للسموم والمسئوله عن أكثر من 737 حالة إصابة بالتسمم الغذائي في أوروبا في الفترة من عام 1971 إلى 1986، وفى الولاياتالمتحدة ظهرت حالات التسمم الغذائى بال "إشريشيا كولاي" مرتين في الفترة من 1970 إلى 1982، وفى المدة من 1983 إلى 1993 ظهرت الإصابة 11 مره نتيجة تناول ألبان خام ومنتجات ألبان مُصنعه من لبن خام ومُلوثه بالإشريشيا كولاي المُسببة للإسهال. وفى الفترة من 1988 1997 ظهرت فى أمريكا حالات التلوث بالإشريشيا كولاي المُسبب للتسمم الغذائي الخطير والمعروف باسم H7: O157، وفى تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FAD، عن الفترة من عام 1990 2000، ذكر أن الإصابة بميكروب "إي - كولاي" حدثت ثلاث مرات فى أمريكا. وقد أرجع الدكتور محمد سعد عبد اللطيف - أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة - السبب الرئيسي لبكتيريا "إي - كولاي" للتدخل بالتعديل الوراثي للنباتات والتسبب في تغيير الصفة الوراثية للنبات من خلال استخدام كميات كبيرة من "المبيدات الفطرية" بنسب تركيز عالية، والعبث فى الطبيعة بالهندسة الوراثية والتنوعات المختلفة للكيماويات، لذا ينصح بضرورة اتخاذ بعض الاحتياطات الوقائية لتفادي الإصابة ببكتريا "الإي - كولاي"، وذلك بغسيل الخضروات الطازجة بالنقع في الماء في وسط حمضي بإضافة ملعقة كبيرة من ملح الليمون أو ملعقتين طعام خل، أو التسخين أو الطهي، وهي من أكثر الطرق التي تقضي على البكتيريا نهائياً من خلال الحرارة المرتفعة أو الوسط . الأعراض ووسائل العلاج: وأكد الدكتور سعيد شلبي - أستاذ واستشاري الباطنة ورئيس قسم الطب التكميلي بالمركز القومي للبحوث - على أنه لا يوجد علاج لهذه البكتيريا سوى شرب سوائل كثيرة ومحاولة تفادي المضاعفات، فمعظم المرضى يتم شفاؤهم ذاتياً خلال 5 أو 10 أيام بدون علاج .. لافتاً إلى أن المُضادات الحيوية لا تساعد على العلاج مع ضرورة عدم إعطاء المريض أدوية مُضادة للإسهال؛ لأن ذلك سيساعد الجسم فى التخلص منها مع البراز. وأضاف شلبي بأن الأعراض لدى الإنسان المُصاب تبدأ بعد 7 أيام من دخول البكتيريا إلى الجسم، وأن أولى العلامات عبارة عن ألم في البطن بشكل مفاجئ، وبعد بضع ساعات يبدأ الإسهال، مما يُؤدي إلى فقد الجسم لكميات من السوائل والمعادن والأملاح، وظهور الإرهاق على المُصاب، ويتطور الإسهال إلى إسهال مصحوب بالدم لأن البكتيريا تتسبب في قروح داخل الأمعاء، وهو ما يستمر لبضعة أيام، وقد يُصاحب الحال ارتفاع في حرارة الجسم وقد لا يُصاحبه ذلك، وأن أشد مضاعفات الإصابة حدوث فشل كلوي نتيجة لتكسير خلايا الدم الحمراء، وهو ما يحدث في الغالب لدى الأطفال بعد حوالي أسبوع من بدء الإصابة. ويتم تشخيص الحالة بأخذ عينة من البراز لمزرعة البكتيريا خلال 48 ساعة من ظهور الإسهال الدموي، والمُعالجة مبنية على دعم الجسم بالسوائل مع تجنب إعطاء الأدوية الموقفة للإسهال، وتنتقل هذه البكتيريا إلى البشر من خلال تناول الأطعمة المُلوثة، مثل منتجات اللحوم النيئة أو التي لا يتم طهيها جيداً وكذلك الألبان، ويمكن لهذا النمط من بكتيريا "إي - كولاي" أن ينمو في درجة حرارة تتراوح بين 17 إلى 50 درجة مئوية، أما درجة الحرارة المثالية لنموها فهي 37 درجة مئوية. وتعيش بكتيريا "إي - كولاي" في أمعاء الأبقار والإبل وغيرها من الحيوانات، كما توجد في اللحوم غير المطهية جيداً، والخضروات مثل السبانخ والخس، والحليب غير المبستر، كذلك عصير الفاكهة، ومنها تنتقل العدوى إلى البشر من خلال استهلاك الأطعمة والمياه المختلطة بالفضلات الملوثة، كذلك فإن عملية التلويث المُتبادَل التي تتم أثناء إعداد الطعام من خلال انتقال البكتيريا من اللحوم وسائر منتجاتها الملوثة بالبكتيريا إلى الأسطح وأدوات المطبخ، ثم انتقال البكتيريا من هذه الأسطح إلى أطعمة أخرى. وسائل نقل العدوى وطرق الوقاية منها: ومن جانبه أوضح الدكتور شلبى بأن وبائية المرض تأتى من عدم النظافة في إعداد الطعام وتسميد الأراضى ب "روث الحيوانات" ورى المحاصيل بالمياه الملوثة ومياه الصرف الصحى .. وللوقاية من هذا المرض يجب طهى اللحوم ومنتجاتها جيدا وتجنب شرب العصائر والألبان غير المُبسترة مع غسل الفاكهة والخضروات جيداً قبل تناولها، ومُشيراً إلى إمكانية انتقال عدوى بكتيريا "إى - كولاى" عن طريق مياه حمامات السباحة والبحيرات، بالإضافة إلى تناول "الهمبورجر" غيرالمطهي جيداً واللبن والعصير غيرالمبستر. وتستوجب الوقاية من العدوى اتخاذ إجراءات مُكافحة في كافة مراحل السلسلة الغذائية، بدءاً من مرحلة الزراعة إلى التصنيع إلى إعداد الطعام، سواء في المنشآت الصناعية أو في المنازل والبيئات المحلية، كما أن توخي قواعد النظافة والسلامة أثناء عملية النحر - ذبح الأبقار والإبل - تحد من التلوث بفضلات الذبائح، إلا أنها لا تضمن خلو منتجات اللحوم من بكتيريا "إي- كولاي". وهناك بعض القواعد الأساسية التي يجب اتباعها للتقليل من مخاطر بكتيريا "إي - كولاي"، وهي النظافة الشخصية، واتباع الطرق السليمة والصحية في تخزين المواد الغذائية والطهي وإعداد الطعام، حيث يجب غسل اليدين باستمرار بعد استعمال الحمام، وقبل تناول الطعام وبعد التعامل مع اللحوم النيئة، وهذه التدابير الوقائية سوف تساعد على وقف نقل البكتيريا إلى المواد الغذائية الطازجة أو المطبوخة مُسبقاً. وبالنسبة لتخزين المواد الغذائية يجب التأكد من وضع درجة حرارة الثلاجة في المعدل الصحيح لحفظ الطعام وهو يتراوح ما بين 0 - 5 درجات مئوية، ويجب التذكر دائماً بأن البكتيريا تنمو مع ارتفاع درجات الحرارة، لذلك يجب أن تحفظ الأطعمة دائماً في الثلاجة، ويجب الحرص على إبقاء الزجاجات والعصائر مُغلقة بإحكام، وتجنب عدم تناول بقايا الطعام المحفوظة والتى تزيد مدة تخزينها عن يومين، وضرورة إبقاء اللحوم والأسماك النيئة بعيداً عن المطبوخة بما فيها المواد الغذائية المطهية، وتخزين اللحوم النيئة في أسفل الثلاجة. أما فيما يختص بإعداد الطعام قبل طهيه فيجب غسل اليدين جيداً وتجفيفها جيداً للحيلولة دون سهولة نقل البكتيريا، واستخدام سكين نظيفة في تقطيع المواد الغذائية بخلاف السكين التى تستخدم عادة في تقطيع اللحوم النيئة، وإذابة اللحوم المُجمدة إما في الثلاجة أو أفران المايكروويف وليس خارجهما، والحرص دائماً على غسل الخضروات جيداً قبل استخدامها، بالإضافة إلى التنظيف المستمر للمطبخ. أما بالنسبة لطهي الطعام فيجب الوضع في الاعتبار أن يكون الطبخ في درجات حرارة عالية تصل إلى 70 درجة مئوية لقتل البكتيريا لتجنب حدوث تسمم غذائي، والتأكد من أن طهي لحوم البقر والضأن تم بشكل جيد، فهذه اللحوم هي المكان الذى تتواجد به البكتيريا بكثرة، وضرورة طهي اللحم المفروم حتى زوال اللون الوردي عنه تماماً، وكذلك استخدام الليمون والخل مع السلطات، بل ويُنصح بعدم تذوق شيئاً من اللحم أثناء طبخه، وعدم تناول الحليب الطازج قبل بسترته. ونظراً لأن عدداً من حالات العدوى بنمط EHEC تنجم عن المياه المستخدمة في المناطق الترفيهية مثل الألعاب المائية وما شابه ذلك فقد طالبت منظمة الصحة العالمية بضرورة تطهير هذه المياه ووقايتها من فضلات الحيوانات وكذلك الاهتمام بتطهير مصادر مياه الشرب. 21 جويلية 2011