منذ عام 1982 فكرت بلدية تونس العاصمة في تنظيم مهرجان فني ثقافي متنوع يحمل اسم مهرجان المدينة، تنتظم عروضه في الفضاءات العتيقة والقصور القديمة ذات الطابع التقليدي وفي المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة اعتاد التونسيون منذ قرون على استقبال رمضان بطقوس خاصة تجمع بين الجانب الروحي والجانب الترفيهي، حيث تتحول ليالي الشهر الكريم بعد صلاة التراويح الى لقاءات ودية حول الحلويات التقليدية والشاي الاخضر، وتتميز الاحياء الشعبية داخل العاصمة بالحفلات الفنية الشعبية والعروض الصوفية حسب الطرق المعروفة في تونس مثل الطريقة الشاذلية والطريقة السلامية والطريقة القادرية. ومنذ عام 1982 فكرت بلدية تونس العاصمة في تنظيم مهرجان فني ثقافي متنوع يحمل اسم مهرجان المدينة، تنتظم عروضه في الفضاءات العتيقة والقصور القديمة ذات الطابع التقليدي وفي المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة، وتقوم برمجة المهرجان على دعوة الفرق الفنية الاصيلة والفنانين ذوي التجارب الروحية والابداعية المختلفة عن السائد من داخل البلاد ومن خارجها، إلى ان تحول مهرجان المدينة إلى فرصة سنوية يكتشف من خلالها التونسيون المقام العراقي والقدود الحلبية وعروض المولوية والنقشبندية والغناء الصعيدي وكذلك الموسيقى التركية والفارسية والباكستانية والافغانية وغيرها. يقول المطرب محمد الجبالي: مهرجان المدينة هو أخطر مهرجانات تونس على الإطلاق لانه يستقطب جمهورا من النخبة يمتاز بالثقافة الفنية وبالقدرة على تمييز الغث من الثمين، لذلك فإن اي فنان يشارك فيه يحاول تقديم النغم الاصيل والراقي والنهل من معين التراث العربي الاصيل. ويقول المطرب لطفي بوشناق، كلما تلقيت دعوة لمهرجان المدينة استعد استعدادا استِثنائيا أولا لان الشهر الفضيل يحتاج إلى طقوس خاصة تتماشى مع طبيعته الروحية والحضارية وثانيا لان الجمهور عادة ما يكون جمهور استماع وطرب وتذوق، وليس جمهور رقص ومرح كجمهور المهرجانات الصيفية العادية». ويؤكد المطرب صابر الرباعي انه كلما شارك في مهرجان المدينة قدم قصائد وأغاني دينية وطربية أصيلة تتماشى وطبيعة الذوق الجماهيري السائد في الشهر الفضيل. ويقول مؤسس التظاهرة مختار الرصاع «مهرجان المدينة جمعية أسستها مع بعض الأصدقاء سنة 1983 لتنمية المدينة وخلق حركة ثقافية. ونجح المهرجان وأصبح علامة بارزة ليس في تونس فقط بل في البلاد العربية، وكنت متمسكا باستقلالية المهرجان في طريقة تسييره واختياراته، ولم يكن لي أي طموح من خلاله أكثر من تنمية المدينة وتطويرها وخلق نوع من التناغم بين الهوية العربية الاسلامية والروح التونسية المنفتحة على ثقافات العالم، وذلك عبر خطاب ثقافي متجذر في تربته ومنفتح على العالم. تتنوع برمجة المهرجان لتلبي رغبات مختلف الاذواق، ولانه حقق نجاحا كبير على صعيد العاصمة، انتقلت فكرة المهرجان من العاصمة لتشمل مدنا تونسية اخرى، منها صفاقس وبنزرت والقيروان والمهدية ورأس الجيل وصيادة وغيرها تأكيدا على حرص التونسيين على تكريس البعد الثقافي لليالي شهر رمضان. يقول عبد الفتاح الجلاصي ( 46 عاما- موظف ) صرت منذ اكثر من 10 اعوام على عروض المدينة الذي تعرفت من خلاله على اصوات تونسية وعربية وألوان موسيقية لم أكن اعرفها، كما إقامة العروض في الفضاءات العتيقة بمدينة تونس القديمة يجعل من شهر رمضان مناسبة للتواصل مع تاريخ الآباء والاجداد وهذا في حد ذاته أمر رائع وجميل بالنسبة للاجيال الجديدة ولمن يحنون إلى الماضي وعبق الأزمنة البعيدة». وترى نبيلة الباهي ( 39 عاما - ربة منزل ) أن مهرجان المدينة اصبح عادة تونسيةاصيلة خلال العقود الثلاثة الماضية، حيث لم يعد ممكنا تصور تونس بدون مهرجان المدينة وبدون ألوانه الفنية والثقافية التي يقدمها للجمهور بعد ان يختارها من مختلف الدول وخاصة دول الشرق حيث الموسيقى العريقة والمدارس الفنية الاصيلة والتجارب الروحية والفلسفية المتفردة. البيان الاماراتية-التاريخ: 02 أغسطس 2011