ردت شخصيتان كويتيتان الخميس على كلمة البابا التي ربط فيها ضمنا بين الجهاد والارهاب، داعيين بنديكتوس السادس عشر الى الاعتذار. وحث الامين العام لحزب الامة الكويتي حاكم المطيري البابا على تقديم "اعتذار فوري صريح للعالم الاسلامي عما صدر عنه من طعن بالنبي محمد وبالدين الاسلامي". وكان البابا ربط ضمنا الاربعاء خلال زيارة الى المانيا بين الاسلام وتحديدا الجهاد والعنف، منتقدا عدم ارتباط الديانة الاسلامية بالعقل. وحذر المطيري من "خطورة مثل هذا الخطاب البابوي غير المعهود وغير المسبوق" وربط بينه وبين ما اسماه "الحروب الغربيةالجديدة على العالم الاسلامي كما في العراق وافغانستان ولبنان" معتبرا انها "حروب صليبية تغذيها احقاد تاريخية ودينية". من جهته، رفض وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد باقر الموسوي المهري كلام البابا معتبرا انه "مخالف للحقيقة والواقع"، داعيا بنديكتوس السادس عشر الى الاعتذار. واضاف المهري ان "هجوم (البابا) غير المبرر على الاسلام وعلى النبي محمد تناقض واضح وصريح مع الدعوة لحوار الحضارات بل تصريح يفتح باب العداء بين اصحاب الديانات السماوية". وقال أيضا "نطلب من البابا الاعتذار رسميا امام العالم حتى نستطيع ان نغلق باب العداء ويسود الامن والامان والمحبة في جميع ارجاء العالم". كذلك رفض المهري قول البابا نقلا عن امبراطور بيزنطي ان الاسلام جاء ب"اشياء شريرة" وانتشر "بحد السيف". وفي باريس طالب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، اعلى هيئة للمسلمين في فرنسا، دليل بوبكر الخميس الفاتيكان ب "توضيح" حول تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر بشأن الاسلام التي ادلى بها خلال زيارته لالمانيا. وقال بوبكر وهو رئيس مسجد باريس "نرغب ان تعطينا الكنيسة سريعا جدا رأيها وان توضح موقفها حتى لا تخلط بين الاسلام وهو دين منزل والتيار الاسلامي الذي هو ليس ديانة بل ايديولوجية سياسية". وتابع يقول "نؤمن بالله نفسه رب السلام والمحبة والرحمة، فالاسلام اولا هو دين التسامح والاخوة". واكد"نريد علاقات صداقة مع المسيحية اكبر ديانة في اوروبا". وتابع يقول "حبرية بنديكتوس السادس عشر يجب ان تؤتي ثمار جهود يوحنا بولس الثاني في الحوار بين الديانات والصداقة في وجه كل المخاطر المشتركة التي تهدد المؤمنين ولا سيما التطرف والراديكالية والتعصب والعنف". وعرض البابا الثلاثاء خلال زيارته لألمانيا تأملات مشوبة بالحذر حيال الاسلام آخذا على هذه الديانة انها لا تدين بالشدة المطلوبة العنف الذي يمارس باسم الايمان وان "المشيئة الالهية" فيها منقطعة عن العقل. وفي أنقرة ندد مسؤول تركي مسلم بشدة الخميس بالتصريحات "الحاقدة والمعادية" التي تناول فيها البابا بنديكتوس السادس عشر الاسلام خلال زيارة الى المانيا، حاملا على زيارة البابا قريبا لتركيا. وقال مدير قسم الشؤون الدينية في الحكومة التركية علي برداك اوغلو ان "كلام (البابا) يعكس الحقد الذي يكنه (..) تصريحاته معادية وحاقدة للغاية". واضاف "انها نظرة مجتزأة جدا وتنطوي على كثير من الافكار المسبقة" عن الاسلام ونبيه محمد. وقال برداك اوغلو انه لا يرى "اي مصلحة للعالم الاسلامي في قيام شخص لديه مثل هذه القناعات حول الاسلام ونبيه بزيارة الى تركيا". ومن المقرر ان يزور البابا تركيا العلمانية والتي يدين سكانها بالاسلام بين 28 و30 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بدعوة من السلطات السياسية التركية والبطريركية الارثوذكسية. وكان البابا ذكر مقطعا من حوار دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي"، وقال فيه الامبراطور للمثقف "ارني ما الجديد الذي جاء به محمد، لن تجد الا اشياء شريرة وغير انسانية مثل امره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف".