اتهم الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة التي القاها الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة البابا بنديكتوس السادس عشر بانه لم يبال بهذه الامة الاسلامية ، تزامنا مع ردود فعل غاضبة شهدتها عواصم اسلامية عدة لمناسبة صلاة الجمعة. واضاف القرضاوي الذي بدا عليه الغضب خلال الخطبة التي بثت قناة الجزيرة مقاطع منها كان ينبغي لرجل كبير مثل هذا الرجل ان يتأني ويتريث قبل ان يقول كلاما يتعلق بامة كبري تبلغ مليارا ونصف المليار من البشر. ولكن للاسف لم يبل البابا بهذه الامة . واعتبرت تصريحات البابا اثناء محاضرة القاها في 12 ايلول/سبتمبر الحالي في المانيا بشأن العلاقة بين الاسلام والعقل والعنف وخاصة اقتباسه كلاما ورد علي لسان امبراطور بيزنطي معناه ان الاسلام انتشر بحد السيف، مسيئة للاسلام. واضطر البابا ازاء تصاعد موجة الغضب في العالم الاسلامي الي التعبير مرتين عن الاسف لما سببته هذه التصريحات في بادرة غير مسبوقة في تاريخ الفاتيكان. واضاف القرضاوي البابا يتحدث في موضوع يفترض انه من اختصاصه لكنه للاسف قال في هذه المحاضرة ما لا يجوز ان يقوله طالب في الثانوية . وتابع لهذا كان علينا ان ندافع وقد رأينا ان هذا الهجوم فتح الباب لهجومات اخري في اشارة الي مقال نشر في 19 ايلول/سبتمبر في صحيفة الفيغارو الفرنسية الذي تمت مصادرته في تونس بسبب محتواه الذي اعتبر مسيئا للنبي محمد والاسلام والمسلمين. واضاف لا يمكن ان نسكت علي الاذي ونغض الاعين عن القذي بل لا بد ان نرد السيئة بمثلها وخصوصا ان الاساءة ليست الي اشخاصنا (..) حتي يمكن ان نعفو ونسامح (..) لكن السيئة تتعلق بدين. تتعلق بنبي عظيم بعقيدة بشريعة (..) برسالة وبتاريخ وبحضارة . وكان القرضاوي الذي يرأس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين دعا الاحد الماضي عبر قناة الجزيرة المسلمين الي جعل يوم الجمعة يوم غضب ضد تصريحات البابا المثيرة للجدل. علماء المغرب وجه علماء المغرب برقية الي الملك محمد السادس ليعبروا من خلالها عن ترحيبهم بموقفه من تصريحات بابا الفاتيكان التي اعتبرت مسيئة للاسلام. واعتبرت الرسالة التي رفعها المجلس العلمي الأعلي الممثل لعلماء المغرب أن الملك مثل بموقفه ضمير الأمة الاسلامية قاطبة، بكافة طبقاتها، واختلاف ألسنتها وألوانها . وكان محمد السادس قد بعث برسالة خطية احتجاجية الي البابا بنديكت السادس عشر، واستدعي سفير المغرب من روما قبل أن يسمح له بالعودة لحاضرة الفاتيكان علي اثر ردود البابا الأخيرة التي عبر من خلالها عن عميق احترامه للاسلام والمسلمين . وأضافت الرسالة متوجهة الي الملك محمد السادس ان العلماء، يا مولاي، وهم يشاطرون اخوانهم في كل أرجاء الأرض، الشعور العميق بالأسي والألم، ليحزنهم أشد الحزن أن يأتي هذا الموقف من جهة كان المفروض فيها أن تعمل علي تشجيع التقارب بين الملتين، وتعزيز التفاهم بين الديانتين، والسعي الي طي صفحات الماضي بكل سلبياته ونواقصه، وتجاوز ثقافة القرون الوسطي التي لم تثمر الا العداوة والبغضاء ، حسب قولهم. وأثني علماء المغرب علي رسالة الملك للبابا التي وجدوا أنها تضمنت أدب الخطاب ومنهجية الحوار. ومن المنتظر أن تثير هذه الرسالة بعض التعليقات بعد انتشارها، خصوصا أن المجلس العلمي الأعلي لهيئة العلماء لم يصدر موقفا مباشرا علي تصريحات البابا، وانتظر انتهاء العاصفة ليصدر ثناء علي موقف الملك. الضفة الغربية تظاهر الاف من انصار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الجمعة في الضفة الغربية للاحتجاج علي تصريحات البابا بنديكت السادس عشر التي اعتبرت مسيئة للاسلام. وفي رام الله تظاهر الفا شخص وهتفوا بالروح بالدم نفديك يا محمد وهم يلوحون باعلام حماس الخضراء. ومن مكبرات صوت نصبت علي شاحنة كانت تبث اغنية تسخر من البابا وتتهمه بانه لا يعرف شيئا من التاريخ. وفي نابلس وطولكرم شمال الضفة الغربية تظاهر مئات من انصار حماس ضد تصريحات البابا. وهتف المتظاهرون بالروح بالدم نفديك يا رسول الله . كما تجمع حوالي 500 شخص في باحة المسجد الاقصي في القدس محتجين علي البابا الذي مهروا صورته بنجمة داود في مناشير تم توزيعها الاردن وفي عمان اكد الامين العام لجبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن، زكي سعد بني ارشيد الجمعة ان علي البابا بنديكتوس السادس عشر تقديم اعتذار صريح عقب العاصفة التي اثارتها تصريحاته عن الاسلام. واوضح بني ارشيد في تصريح لوكالة فرانس برس ان حجم الاساءة التي صدرت من البابا لا يكفي معها لقاء او توضيح مشددا علي ضرورة تقديم اعتذار صريح . وتساءل بني ارشيد الذي نظم حزبه اعتصاما احتجاجيا ضم 70 شخصا امام مقره في عمان، لماذا يصر البابا علي عدم الاعتذار . واكد الاساءة كبيرة واقل معالجة لها هي تقديم الاعتذار الصريح مشددا علي ضرورة الاعتذار لوضع حد لاستمرار جملة التداعيات والاساءات التي بدأت مع قضية الرسوم المسيئة للرسول وتصريحات البابا وربما تتوالي بعد ذلك . واعلن الفاتيكان الجمعة ان البابا سيستقبل الاثنين سفراء الدول الاسلامية المعتمدين لدي الفاتيكان. وكانت تصريحات البابا اثناء زيارة له الي المانيا قبل حوالي اسبوعين اعتبرت مسيئة للاسلام والمسلمين ما اثار عاصفة احتجاجات في العالم الاسلامي اضطر معها البابا معها الي الاعراب عن اسفه مرتين في بادرة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للفاتيكان. في طهران اعتبر الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الجمعة ان الجدل حول كلمة البابا بنديكتوس السادس عشر التي تناول فيها الاسلام والعنف جعل المسلمين يدركون قوتهم. وقال رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام في خطبة الجمعة في طهران اضحي واضحا ان المسلمين باتوا الان يدركون قوتهم وانهم علي استعداد للدفاع عن انفسهم . ونظمت بعد الخطبة تظاهرة احتجاج علي كلام البابا في وسط العاصمة الايرانية بمشاركة بضع مئات.. وتحدث رفسنجاني عن احتجاجات المسلمين علي هذا الكلام وكذلك علي نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد العام الماضي معتبرا الامر مهما جدا وغير مسبوق منذ الثورة الاسلامية في ايران عام 1979. وعبر بنديكتوس السادس عشر الاربعاء عن احترامه الكبير للمسلمين بعد الجدل الذي اثاره كلامه عن الاسلام الاسبوع الماضي، مؤكدا ان كلامه اسيء فهمه . وتناول البابا في مقطع من كلمة القاها خلال زيارة الي المانيا العلاقة بين الايمان والعنف والعقل في كل من المسيحية والاسلام. وانتقدت ايران بشدة كلام البابا واعتبره مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي حلقة اخيرة في سلسلة الحروب الصليبية وتندرج في اطار المؤامرة الامريكية الاسرائيلية لافتعال النزاعات بين الديانات. غير ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عبر عن احترامه للبابا معتبرا ان كلامه حول الاسلام حور . وتجمع 200 الي 300 متظاهر في ساحة انقلاب في طهران للمطالبة باعتذارات جديدة من البابا. وقال متظاهر واقف علي منبر نريد ان يقدم البابا مجددا اعتذارات رسمية. عليه ان يتناقش مع فقهاء ايرانيين حتي يحل المنطق محل التعليقات غير المناسبة . ورددت مجموعة من المتظاهرين الحاملين اعلام حزب الله الشيعي اللبناني الشعارات التقليدية الايرانية الموت لامريكا، الموت لاسرائيل واحرقوا لافتة تحمل الاعلام الامريكية والبريطانية والاسرائيلية. وطلب الخطيب علي المنبر الذي لم يتم التعرف الي هويته من المسلمين والمسيحيين التنبه للمخططات الرامية الي اثارة التوتر ، في اشارة الي تصريحات خامنئي الذي حذر من اثارة نزاعات. اعلن المتحدث باسم الفاتيكان تشيرو بينيديتيني لوكالة فرانس برس الجمعة ان البابا بنديكتوس السادس عشر سيستقبل الاثنين سفراء الدول الاسلامية المعتمدين لدي الكرسي الرسولي ومسؤولين عن مسلمي ايطاليا. واعلن عن هذا الاجتماع اثر الجدل الذي قام اخيرا مع العالم الاسلامي بسبب كلمة القاها البابا خلال زيارة لالمانيا وتطرق فيها الي الاسلام والعنف. واوضح المتحدث ان الاجتماع سيعقد في كاستيل غاندولفو المقر الصيفي للحبر الاعظم في جوار روما. وذكرت الصحف الايطالية في الايام الاخيرة امكانية عقد قمة بين البابا وسفراء الدول الاسلامية لدي الفاتيكان بعد الحملة الدبلوماسية التي اطلقها الكرسي الرسولي من خلال السفراء البابويين لتوضيح كلام البابا. وعقب البابا مجددا الاربعاء علي كلمته التي اثارت استنكار العالم الاسلامي فعبر عن احترامه الكبير للمسلمين. اقتباس 2006/09/23