لم تكد تمر ساعات على الاحتفال بعيد الفطر حتى ظهرت بوادر عودة الانفلات الأمني في تونس لتنذر بأيام صعبة قد تسبق انتخابات المجلس التأسيسي المقررة ليوم 23 أكتوبر القادم. ويخشى المراقبون المحليون من ان تكون هناك أصابع خفية تسعى الى إحداث بلبلة في البلاد ونشر الفوضى بهدف تحويل وجهة الاهتمام الشعبي والحكومي عن الموعد الانتخابي المنتظر، وذلك في ظل واقع ينبئ بخلافات سياسية ومواجهات مفتوحة بين الأحزاب وتشكيك في دور الحكومة الانتقالية المؤقتة. ففي مدينة سبيطلة من محافظة القصرين المتاخمة للحدود مع الجزائر، التجأت وزارة الداخلية الى فرض حظر التجول بعد اشتباكات قبلية استدعت تدخل قوات الجيش والأمن. وقالت وزارة الدفاع التونسية ان أحداث مدينة سبيطلة انطلقت منذ الخميس الماضي ليلاً على اثر شجار نشب بين عشيرتين خلال حفل زفاف، وأدى إلى تبادل العنف الشديد باستعمال بنادق صيد وآلات حادة وهراوات. وأضافت الوزارة في بلاغ لها ان هذا الاشتباك قد تطور ليتحول إلى عمليات حرق عجلات مطاطية وحاويات الفضلات بالطريق العام وسلب المارة بتعمد قطع الطريق قبل التحرك نحو مركز الشرطة قصد حرقه. وقد استوجب هذا الوضع الخطير تدخل دورية أمن مشتركة بين قوات الأمن الداخلي وقوات الجيش الوطني التي سرعان ما تمت محاصرتها من قبل اكثر من الف خارج على القانون رشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة، مما أدى إلى إصابة احد العسكريين بجروح بليغة . وبعد استنفاد جميع إجراءات الإنذار، أطلقت عيارات نارية في الفضاء من قبل عسكريين لتفريق المعتدين . ويشار الى ان وفق ذات البلاغ إلى أن الشجار الحاصل بين أفراد العشيرتين، أسفر عن وفاة فتاة عمرها 17 عاما. كما أصيب أربعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة اثنان منهم أصيبا برش بنادق صيد واثنان بآلات حادة. إضافة إلى ذلك، فقد أوضح البلاغ انه قد نتج عن هذا العمل الإجرامي حرق مركز الأمن الوطني بالمكان وثلاث حافلات بمحطة النقل البري وتهشيم الواجهة الأمامية للمستشفى المحلي وإتلاف المعدات الطبية المتواجدة بقاعات العلاج، فضلاً عن الأضرار بمقهيين اثنين وثلاث شاحنات وسيارة مدنية ونهب محل مجوهرات ومخزن بيع مواد بناء بالجملة. كما قررت السلطات المحلية حظر التجول بمنطقة دوز الشمالية والجنوبية من محافظة قبلّي من الساعة السابعة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا. مناوشات مجموعتين : ويأتي هذا القرار على اثر أحداث العنف التي نشبت نتيجة مناوشات بين مجموعتين من شباب دوز الشمالية ودوز الجنوبية، وأدت إلى حصول إصابات عديدة نتيجة التراشق بالحجارة واستعمال الأسلحة البيضاء وبنادق صيد وذلك رغم تدخل قوات الجيش والحرس الوطنيين للفصل بين المتشاجرين. الى ذلك تم فتح الطريق الوطنية رقم 1 في منطقة العوينات بمعتمدية المطوية من محافظة قابس التي كانت حركة المرور قد توقفت بها لليلة كاملة. كما تم فض اعتصام نفذه تونسيون في خط السكة الحديدية بنفس هذه المنطقة. وكان عدد من سكان منطقة العوينات من معتمدية المطوية بقابس قاموا بقطع الطريق متسببين في تعطل كلي لحركة المرور. كما تسبب اعتصام مواطنين بالسكك الحديدية في توقف جميع الانشطة من بينها الرحلات المبرمجة بين قابسوتونس العاصمة. ويطالب المعتصمون بإطلاق سراح عدد من ابناء العوينات الذين تم ايقافهم على اثر خصومة نشبت بشاطئ المطوية ثاني ايام العيد مع متساكني المطوية. وتخشى حكومة الباجي قايد السبسي المؤقتة من اتساع دائرة العنف في البلاد قبل الانتخابات ، ومن ان تكون هناك اطراف سياسية متطرفة تحاول ضرب التجربة الديمقراطية التعددية في المهد، بعد التطورات التي ظهرت في المنطقة والتي توحي بإمكانية فتح المستقبل على احتمالات غير آمنة العواقب. البيان الاماراتية-التاريخ: 04 سبتمبر 2011