وزارة التجهيز: جلسة عمل لمتابعة المسار العام لإعداد المخطط التنموي للفترة 2026-2030    اليوم وغدا: توقّف كلّي لجولان الخط الحديدي تونس -حلق الوادي-المرسى    غدوة الدخول مجاناً لكل المتاحف والمواقع التاريخية في تونس!    فيلم "سماء بلا أرض" لأريج السحيري يفوز بجائزتين في بروكسال    عاجل/ غارات وقصف مدفعي مُكثّف على غزة..    عاجل/ اطلاق نار في فندق بهذه المنطقة..    مونديال 2026 – المنتخب التونسي يستهل مشاركته بملاقاة المتأهل من الملحق الاوروبي الثاني في هذا التاريخ..    آخر فرصة في كأس العرب 2025 : وقتاش ماتش النسور؟ و كيفاش ينجموا يتأهلوا للربع النهائي ؟    كأس التحدي العربي للكرة الطائرة: خالد بن سليمان يتوّج بجائزة أفضل لاعب وأحسن موزع    إسماعيل الغربي يغادر مقر تربص المنتخب الوطني    الليلي ، الدريدي ، الكوكي : "مجموعة المنتخب الوطني في المونديال صعبة للغاية و لكن الأمل قائم"    مناظرة خارجية لانتداب 280 عريفاً بسلك الحماية المدنية..#خبر_عاجل    حادث مرور قاتل بهذه الجهة..#خبر_عاجل    رسميّا.. الاعلان عن انضمام مدينة سوسة الى عضوية الشبكة العالمية لمدن التعلم التابعة لليونسكو    العلا: آس أو آس تنظم يوما توعويا " عيش بأمان عيش فرحان"    سوسة: ندوة علمية حول الكتابة للأطفال واليافعين    رسميا.. هذا أول المتأهلين إلى ربع نهائي كأس العرب 2025    مصادر: الإعلان عن هيئة دولية لإدارة غزة في هذا الموعد    شركة تكافئ موظفيها بسيارات ورحلات : شكون باش يربح العام هذا؟    مفزع/ ارتفاع حالات ومحاولات الانتحار في تونس..    عاجل: مع اقتراب رأس العام، حجز أطنان من المواد الغذائية الفاسدة بعدة ولايات    أستراليا تفرض عقوبات على أفغانستان بسبب حقوق المرأة    كأس العرب قطر 2025: شوف برنامج مقابلات اليوم السبت    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. ودمشق ترحب    اللجنة المنظمة لكأس العرب 2025 تصدر بيانا بشأن فيديو أغاني لصدام حسين    مشروع قانون المالية 2026 : مجلس الجهات والاقاليم يصادق على الفصول المعروضة على الجلسة العامة    الداخلية.. تفكيك شبكة دولية لترويج المخدرات وحجز كميات كبيرة من الكوكايين و"الزطلة" والحبوب المخدرة    زيارة سعيد الى ضريح الزعيم فرحات حشاد ووسط العاصمة (صور)    استراحة الويكاند    عاجل: وزارة الصناعة تعلن عن فتح باب الترشح للجائزة التونسية 'كايزان' دورة 2026    مع الشروق : حقّ المواطن في الدواء .. أولوية    عاجل/ حجز قرابة ألف قطعة مرطبات وأطنان من المنتجات الغذائية غير صالحة للاستهلاك    فتح باب الترشح لتظاهرة "رمضانيات القصر السعيد" لسنة 2026    البحر ورهانات الكتابة محور ملتقى صالون الهادي نعمان للإبداع الأدبي    تظاهرة "أليف سليانة": مسار جديد لإحياء الثقافة وترسيخ دورها في التنمية    بعد منعه لأكثر من عام: فيلم "المُلحد" في قاعات السينما..    معبر رأس جدير: احباط محاولة تهريب مبلغ كبير من العملة الأجنبية وأكثر من 14 كلغ من الذهب    ترافل اند تور وورلد" تصنف تونس ضمن أفضل الوجهات لقضاء" عطلة رأس السنة الميلادية الجديدة    Titre    تمت المصادقة عليه ب53 فصلا اضافيا: محطات قادمة تنتظر قانون المالية قبل ختمه من رئيس الجمهورية..#خبر_عاجل    عاجل/ السفارة الأمريكية بتونس تعلن عن هذا القرار..    غدوة اخر نهار للأيام البيض.. اكمل صيامك واغتنم الثواب    وزارة الشؤون الدينية الجزائرية: الأضرحة والزوايا جزء من هويتنا    نابل: توزيع المساعدات المخصصة لمجابهة موجة البرد لفائدة 900 عائلة معوزة    شويا ثوم وطماطم وبرشا بصل...وصفة من دكتورة تونسية    تظاهرة علمية لتسليط الضوء حول التحديات الحالية وآفاق مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في تونس    حلا شيحة: "القرآن هو السبيل الوحيد للنجاة"    المنسنتير: المؤتمر الدولي الثاني للتغذية الدقيقة في هذا الموعد    بشرى سارة للحوامل المصابات بالسكري.. تقنية جديدة تعيد الأمل..    قد تتسبّب في فيضان الأودية: قائمة الولايات المعنية بالأمطار اليوم    تواصل البحث عن البحارة المفقودين..ساسي علية يوجه هذا النداء..#خبر_عاجل    رحيل ساحر "مورتال كومبات"    عاجل: اليوم.. 18 ولاية تحت اليقظة الصفراء... أمطار، رعد ورياح قوية    تحسّن العجز الجاري إلى 1،6 بالمائة من الناتج الداخلي الخام في 2024    فانس يتهم الاتحاد الأوروبي ب"مهاجمة حرية التعبير" بسبب غرامة على "إكس"    خليفة "أبو شباب": سترى حماس الوجوه الحقيقية التي كان يجب أن تراها منذ وقت طويل    خطبة الجمعة .. التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تونس: المساواة في الميراث جدل يتجدد ... و «يستفز»
نشر في الوسط التونسية يوم 09 - 10 - 2011

منذ فترة، تثير «جمعية النساء الديموقراطيات في تونس» جدلاً واسعاً جراء ما تصدره من بيانات أو مواقف تبدو أحياناً جريئة جداً وأحياناً أخرى مستفزة للمجتمع، مثل تلك التي تدعو إلى المساواة في الميراث.
موضوع مساواة المرأة بالرجل قديم متجدد، فقد طالبت المرأة، ولا تزال، بحقوق نالت كثيراً منها وتسعى الى مزيد. وفي العالم العربي كانت تونس سبّاقة في إعطاء المرأة حقوقاً لم تحلم بها حتى نساء أوروبيات. ومع ذلك لا يخفى على أحد أنّ المجتمع التونسي، مع ما وصل إليه من تطور وتفتّح، لا يزال مجتمعاً محافظاً في غالبيته العظمى، ولا يقبل كثيراً مّا يقترحه رموز الحداثة.
ومنذ فترة، تثير «جمعية النساء الديموقراطيات في تونس» جدلاً واسعاً جراء ما تصدره من بيانات أو مواقف تبدو أحياناً جريئة جداً وأحياناً أخرى مستفزة للمجتمع، مثل تلك التي تدعو إلى المساواة في الميراث.
وقبل خطوة الجمعية تعالت أصوات، ولو في خفر، من خلال مقالات أو في صفحات بعض الكتب للتلويح بوجوب تطبيق المساواة في الميراث بين الجنسين، نظراً إلى أن المرأة اليوم باتت مثل الرجل تماماً في كل شيء تقريباً.
وكان آخر ما طالبت به هذه الجمعية المساواة الكاملة في الميراث «متحدية بذلك تعاليم الإسلام ومستفزة مشاعر التونسيين»، كما أشار أحد المتابعين. وسبق أن نظمت الجمعية منذ فترة تظاهرة في ساحة القصبة في وسط العاصمة تونس، في محاولة منها لفرض تلك المطالب التي بدا واضحاً أنّ غالبية الأطياف ترفضها بل وتدينها.
ويرى عدد من رجال الدين أن من الأفضل لهذه الجمعية ولنساء كثيرات يطالبن بالمساواة في الميراث أن يوجهن اهتمامهنّ نحو قضايا أخرى أكثر أهميّة وجدوى للمجتمع، مثل استغلال المرأة في قطاعات متعددة في سوق العمل فضلاً عن استغلال القاصرات في المجال الجنسي والتسوّل وعمليّات السرقة وغيرها، ما يمكن أن ينفع المرأة على حد تعبيرهم. كما يرى هؤلاء أنّ من شأن مثل هذه المطالب أن تعتدي على المقدس باسم الحداثة والتطور. ويطالب رافضون كثر لهذا الأمر بأن تكون الجمعيات والمنظمات مرآة تعكس حقيقة المجتمع بهمومه وتطلعاته وشؤونه اليومية الأكثر أهميّة وجدوى.
ويعتبر أحمد وهو إمام خطيب ما تطالب به هذه الجمعية «تحدياً لتعاليم الدين الإسلامي واستفزازاً لمشاعر المسلمين، لأن النص القرآني واضح في هذا الشأن حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء «يوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ...» إلى نهاية الآية الكريمة..»، مضيفاً أن هذه المطالب تدخل في باب محاربة الهويّة العربية الإسلامية ولا علاقة لها بحقوق المرأة أو حمايتها. لأن حقوق المرأة في رأيه حفظها القانون التونسي في مجلة الأحوال الشخصية التي صدرت سنة 1956.
وحتى السينما أدلت بدلوها في هذا الموضوع من خلال شريط «شطر محبّة» الذي أثار جدلاً كبيراً، بعد أن اختارت المخرجة كلثوم برناز أن تطرح فيه موضوع المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث. ويقدّم الفيلم عائلة تونسية مؤلفة من التوأم سليم وسليمة ووالدهما، ويطرح مسألة الإرث إثر وفاة الأب، وتركز على إشكالية حظ البنت من الميراث خصوصاً بعد قرار أخيها بيع بيت العائلة وأخذ النصيب الأكبر لإنجاز مشروعه تاركاً أخته تتخبّط في حزنها وعجزها أمام مستقبل يبدو غامضاً.
الشارع التونسي يقف بين رافض ومؤيد لهذه المطالب، وتقول سليمة وهي طالبة دكتوراه: «أنا شخصياً مع الديموقراطية والمساواة في كل شيء بما في ذلك الميراث، ولو أنّ النصّ القرآني ينصّ على العكس، وهذا فيه غبن كثير للأسف...».
وتدعم أماني، وهي مجازة في المحاسبة، كلام سليمة وتضيف: «يجب أن يقتنع المجتمع التونسي بضرورة القطع مع هذا الظلم ودعم حقوق المرأة بمساواتها مع شريكها الرجل في الميراث».
أمّا سامية، التي تدرس الطب، فعارضت الفكرة تماماً وقالت إنّها لا تقبل بذلك ولو كان فيه فائدة لها، «فالنصّ القرآني واضح ولا يقبل التشكيك». وتساءلت: «كيف يمكن أن أرفض أمر الله؟ وكيف لي أن أجادل في ما أمر به الخالق وأنا المخلوق الذي يجب أن يأتمر بأمر خالقه؟ إنّ الله سبحانه يعلم جيّداً أين مصلحتي كامرأة لذلك أنا أرفض الفكرة من أساسها ولا أقبلها وسأقف سداً منيعاً أمام كل من تسوّل له نفسه أن يواصل في هذا السياق».
ورفضت أمينة مجرد التحدث في الموضوع صائحة: «أستغفر الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله».
هكذا يبدو أنّ موضوع حقوق المرأة ورغبتها الدائمة في دعم حضورها من خلال حقوق جديدة وإن تعارضت مع الشريعة، لن يشهد إلاّ مزيداً من التطورات بين مواقف الرفض والقبول والتردد.
صحيفة الحياة السعودية الصادرة من لندن - الخميس, 29 سبتمبر 2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.